تموز (يوليو) 2006
لمَ المجون وانهيار الأخلاق؟
لمَ التفكك واندحار العائلات؟
لم التقهقر وانحدار المجتمعات؟
أليست الخطية خزي الشعوب وعارها، تلك اللطخات القاتمة والوصمات المشينة في تاريخ الأمم وعلى جبين الجماعات والأفراد؟
الخطية عقرب لئيم، يحبها الألوف ويصادقها الربوات، لكنها لا تبادل أحدهم، ولا ترحم إنساناً أو تترفق بمسكين، شعارها دائماً استعباد البشر وكل قتلاها أقوياء، أما سياستها فإذلال الأفراد وانحطاط الأمم. إنها ناعمة بملمسها، لكنها شرسة متوحّشة بطبيعتها، لا ترتوي إلا من دماء البشر ولا تهدأ إلا عند بليته، وتتملقهم بدهائها إلى طرق الموت. لذا فهي خاطئة جداً في نظر الله وممقوتة منه كثيراً.
ترى، من يغلب الخطية، ومن يحطّم عنفوانها وكبرياءها؟
ترى، من يرفع ببره شأن الأمم ومقام الأفراد؟
ليس هنالك سوى فرد فريد، شريف الجنس ونبيل الحسب، تحدّى ببره وقداسته الأجيال والشعوب قائلاً: ” من منكم يبكتني على خطية“.
وقيل فيه: ”لم يفعل خطية ولا وُجد في فمه غشّ“.
وقيل أيضاً: ”لم يفعل شيئاً ليس في محله“.
لكنه حمل خطايا العالم، ”الذي لم يعرف خطية، صار خطية لأجلنا (على الصليب) لنصير نحن بر الله فيه“.
”الذي أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه“.
”الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا“.
”هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم“.
”وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم“.
الرب يسوع المسيح هو المخلص الواحد الوحيد من عار الخطية ومساوئها ونتائجها، هو وحده مانح الفرد والأمة القوة والغلبة للخطية وللإثم والفساد.
لا مخلص ولا وسيط أو شفيع سوى الرب يسوع المسيح الذي نادى قائلاً:
”أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي“.
”أنا هو الباب. إن دخل بي أحد يخلص“.
والرسول بولس يقول: ”لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع“.
فلنقبل إذاً خلاص المسيح ولنتمتّع ببره المعطى لنا بالإيمان، ”فإذ قد تبرّرنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح“ (رومية 1:5).
”البر يرفع شأن الأمة وعار الشعوب الخطية“.
افتحوا الأبواب أمام كنيسة المسيح لتقدم للعالم، بكامل فئاته ومجتمعاته، برّ المسيح وخلاصه، ولتقوم بإصلاح ما نسفته وهدمته الخطية من قيم وتراث وأخلاق.