تموز (يوليو) 2006
خلال الشهر الماضي، انتهى أبناؤنا وبناتنا الطلبة من تأدية امتحاناتهم. فالطالب يجاهد ويدرس طوال العام الدراسي، راجياً النجاح والتفوّق كمكافأة له على جهاده في دراسته. وقد شاهدتُ ابنتنا في ملابس التخرج تستعدّ لتلك اللحظة لتسلّم شهادتها وهي في أوج فرحها. وكأني بها تقول: قد درست ونلت نتيجة ما جاهدت لأجله، والآن يمنحونني مكافأة، وشهادة، وتقدير. وقد تذكرت ما قاله الرسول بولس عندما أشرف على نهاية حياته الأرضية: ”جاهدت الجهاد الحسن... وأخيراً قد وُضع لي إكليل البر“. فبعد ما جاهد بولس الجهاد الصحيح الحسن، طوال فترة خدمته، تأكد بأن الرب يسوع المسيح، الذي خدمه طوال حياته، لا بدّ أن يعطيه الإكليل. وقد دُعي ذلك الإكليل ”إكليل البر“ لأن الذي يعطيه هو الإله البار الذي ليس بظالم عن أن ينسى تعب المحبة.
إن المؤمن الحقيقي هو إنسان قد تبرّر ببر المسيح، وبعد ما نال البرّ حصل على القداسة، وحين يصل إلى السماء، فإنه يتمتّع بكمال البر والقداسة. حتى أن هذا البر يصبح بالنسبة له كإكليل مبارك. فبعدما نودّع الجسد ونرتدي الجسد السماوي، سنتمتّع بكمال البر الذي هو إكليل البر.
ويؤكد الرسول بولس أن هذا الإكليل ليس له وحده، إذ يضيف قائلاً: ”ليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره“. فإكليل البر ليس لرسل المسيح وحدهم، أو لأجل الخدام الممتازين فقط، أو للشهداء من أجل المسيح دون سواهم، لكنه لمن يحبون ظهوره. وهذا الوصف ينطبق على جميع المؤمنين الحقيقيين. فهم، قبل مجيء المسيح الأول لرفع خطية العالم بذبيحة نفسه، كانوا ينتظرون ظهوره، نظير حنة النبية وسمعان الشيخ الذي بعد ما حمل الطفل يسوع بين يديه، طلب الانطلاق للعالم الأفضل. كما أن المؤمنين الآن، يحبون الظهور الثاني لشخص الرب يسوع، فظهوره سوف يفرحهم، لأنهم سيأخذون إكليل البر المحجوز لهم. فهذا الإكليل لا يمكن الحصول عليه هنا، ذلك لأن المؤمن في الأرض هو كالابن الذي له حق الميراث، فمن حقه أن يرث إكليل البر، إلا أنه لن يتمتّع به إلا في الحياة الآتية بعد الموت. فإنه سوف يعطينا إكليل البر، لذا فإننا بالإيمان، حين نسمع صوته القائل: ”ها أنا آتي سريعاً“، نقول بكل القلب:
”آمين تعال أيها الرب يسوع“!