Voice of Preaching the Gospel

vopg

أذار (مارس) 2006

إن كانت المسيحية عظيمة هكذا، فلماذا لا يوجد إلا عدد قليل من المسيحيين الحقيقيين؟

المسيحيون الحقيقيون هم الآن، وكما كانوا دائماً، في حكم الأقلية. وقد أكّد الرب يسوع المسيح هذه الحقيقة حينما قال: "ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه" (متى 14:7). وهناك عدة أسباب تجعل الناس يرفضون الرب يسوع المسيح كمخلص شخصي لهم.

 

الجهل

أول هذه الأسباب هو الجهل. وهو ليس الجهل من جهة وجود الله أو تجسد المسيح، ولكنه الجهل بالحقائق الخاصة بالإيمان المسيحي. كثيرون يدعون أن لديهم مشاكل عقلية بالنسبة للإيمان، وفي واقع الأمر فإن ما لديهم ما هو إلا مبررات لعدم الإيمان. إننا نعرف الكثيرين الذين بعد أن قُدّمت لهم حقائق المسيحية صرّحوا على الفور بأنهم يعرفون أن المسيحية هي الحق، ومع ذلك فإنهم يرفضون أن يصيروا مسيحيين حقيقيين. إن مشكلتهم ليست مشكلة خاصة بالعقل، بل هي خاصة بالإرادة. إن مشكلتهم ليست أنهم لا يستطيعون، بل إنهم لا يريدون. ويتحدّث الكتاب عن الذين يحجزون الحق بالإثم (رومية 18:1).

بساطة الإنجيل

سبب آخر هو بساطة الإنجيل. من أبسط الأمور أن يصبح الإنسان مسيحياً حقيقياً، أي طفل يمكنه أن يفعل ذلك، ولكي ندخل ملكوت السموات قال المسيح أنه ينبغي أن نصير مثل الأطفال (متى 3:18). بإيمان بسيط يمكن أن نضع ثقتنا في المسيح، سواء كنا على مستوى رفيع في العلم والمعرفة أو لم ننل أي قسط من التعليم.

وفيما يختص ببساطة الإنجيل قال بولس الرسول: "فانظروا دعوتكم أيها الإخوة، أنْ ليس كثيرون حكماء حسب الجسد. ليس كثيرون أقوياء. ليس كثيرون شرفاء. بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء، واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء لكي لا يفتخر كل ذي جسد أمامه" (1كورنثوس 26:1-27 و29). وقد علّم بولس، كما علّم المسيح أن المؤمنين لا يمكن أن يكونوا الأكثرية، وأنه لا يوجد كثيرون من المعتبرين أنهم من العظماء في هذه الأرض يؤمنون بالرب يسوع المسيح.

أفكار خاطئة

أمر آخر يحول دون أن يصير البعض مسيحيين حقيقيين، ألا وهو ما لديهم من أفكار خاطئة عن ماهية المسيحي الحقيقي. يعتقد الكثيرون أن المسيحية ديانة بها مجموعة من النواهي: لا تفعل هذا ولا تفعل ذاك، ولديهم فكرة عن أن إيمانهم بالرب يسوع سوف يحرمهم من أمور يحبونها ويجعل حياتهم تعسة وضحلة مفروضاً عليها كثير من القيود. ولأنه لا يرغب أحد في أن يحيا مثل هذه الحياة فإنهم يرفضون المسيحية لزعمهم أنها تقيّد من حرياتهم. وأنه لأمر مؤسف حقاً أن يعطي بعض المسيحيين انطباعاً مثل هذا، فيرى العالم أن إيمانهم مجرد مجموعة من النواهي ولا شيء غير ذلك.

حينما يؤمن أي شخص بالرب يسوع المسيح كمخلص فإنه يتمتع بحرية حقيقية. قال المسيح: "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يوحنا 36:8). إن المسيح هو الذي يحرّر الإنسان من أية عبودية للخطية، لكي يصبح الإنسان الذي يريده الرب أن يكون.

إننا، كمؤمنين، لنا كل الحرية في أن نعمل ما نريد أن نعمله، ولا نعمل ما لا نريد أن نعمله. المسيحية ليس فيها ما يدعو إلى الضجر بأية حال من الأحوال، بل هناك الفرح الدائم في معرفة الإله الحي، والتمتع بكل الاختبارات المباركة المذخرة لنا فيه. "تلذّذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك" (مزمور 4:37).

عقدة الذنب

هناك آخرون تقف عقدة الذنب أمامهم تمنعهم من أن يصيروا مسيحيين حقيقيين. لقد عاشوا حياتهم في الشر وارتكبوا الكثير من الجرائم والأعمال الدنسة، ولا يوجد عندهم الإيمان بأن الله يمكن أن يغفر لهم أو أن يعطيهم حياة جديدة، مع أن كلمة الله تعلن بكل وضوح أن باب مراحم الله مفتوح أمام أي خاطئ مهما كانت خطاياه.

لا توجد خطية مهما كبرت يمكن أن تمنع أي إنسان من الدخول إلى السماء، إلا خطية عدم الإيمان. إن كان أي إنسان يرفض أن يقبل ما أعده الرب يسوع لغفران خطاياه فلا يوجد له أي رجاء. قال المسيح: "من يُقْبـِل إليّ لا أخرجه خارجاً" (يوحنا 37:6).

يقول الكتاب: "هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 16:3). وأنا وأنت تشملنا هذه الكلمة " كل من". إن كنت تأتي إليه فقد وعد أن يغفر لك خطاياك ويجعلك تبدأ من جديد حياة مقدسة، بغضّ النظر عن الحياة الشريرة التي كنت تعيشها من قبل.

عدم التخلّي عن خطية مُحبَّبة

سبب آخر لرفض البعض قبول الرب يسوع المسيح هو وجود خطية معيّنة لا يريدون التخلّي عنها. إنهم يعرفون جيداً أنهم إذا آمنوا فسوف يمتنعون عن هذه الخطية، وهم لا يريدون ذلك. قال المسيح: "وهذه هي الدينونة: إن النور قد جاء إلى العالم، وأحبّ الناس الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة" (يوحنا 19:3).

كثيرون يحبون خطيتهم لدرجة أنهم يضحون بملكوت الله من أجلها. ولكي يصير الإنسان مؤمناً حقيقياً عليه أن يتوب عن خطاياه، وهذا ما لا يريد أن يفعله الكثيرون. قال المسيح: "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (يوحنا 3:13).

البرّ الذاتي

بالإضافة إلى ذلك فإن بعض الناس يفشلون في أن يصبحوا مسيحيين حقيقيين بسبب البر الذاتي. قال أحدهم: المسيحية أسهل ديانة في العالم يمكن الإيمان بها، وهي في الوقت نفسه أصعب ديانة. إنها أسهل ديانة لأن المسيح قد عمل كل شيء وليس علينا أن نضيف أي شيء آخر. وهي أصعب ديانة لأنه يجب أن نعترف أمام أنفسنا وأمام الله أننا لا نستطيع أن نفعل أي شيء لخلاص أنفسنا. إن كبرياءنا لا تحب هذا الأمر. إننا نريد أن نعمل خلاصاً بطريقتنا الخاصة. الطبيعة البشرية تريد أن تمنع الكثيرين من الدخول في ملكوت الله.

وإن كانت هناك أسباب أخرى تجعل الناس يرفضون أن يقبلوا المسيح مخلصاً لهم فهي بدون أدنى شك أسباب واهية.

المجموعة: 200603

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

104 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10559102