Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الأول (أكتوبر) 2006

خطية الفرد العادي تؤثر في حياته، وضميره، وتوازنه العقلي والنفسي. أما خطية الملك فمع أحداث كل ما ذكرت في حياته، فإنها تؤثر كذلك في حياة الشعب الذي يحكمه، وهكذا تؤثر خطية الأب في حياة أسرته كلها.

 

في الأسابيع الأخيرة كانت قراءاتي اليومية للكتاب المقدس مركّزة في الأسفار التاريخية.. وقد لفت الروح القدس انتباهي إلى خطايا الملوك الذين حكموا يهوذا وإسرائيل، وليس من الممكن أن أذكر خطايا كل الملوك، فهذا يحتاج إلى كتاب بعنوان "خطايا الملوك"، لذلك سيكون حديثي في هذه الرسالة عن خطايا بعض الملوك، وهي خطايا يقع فيها الكثيرون من المؤمنين.

 خطية الملك سليمان:  كثرة النساء وعبادة الأصنام

كانت وصية الرب بخصوص الملك الذي يملك على إسرائيل: "ولا يُكَثـِّر له نساء لئلا يزيغ قلبه" (تثنية 17:17). لكن سليمان عصى هذه الوصية "وكانت له سبع مئة من النساء السيدات، وثلاث مئة من السراري. فأمالت نساؤه قلبه" (1ملوك 3:11).  الخطية تقود إلى الخطية، والعصيان يقود إلى العصيان، وهذا ما حدث للملك سليمان: "وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى... فذهب سليمان وراء عشتورث إلاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين... حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموآبيين على الجبل الذي تجاه أورشليم، ولمولك رجس بني عمون. وهكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدن ويذبحن لآلهتهن" (1ملوك 4:11-8).

تأثير الزوجة الشريرة على زوجها تأثير رهيب، فهي قد تقنعه باتباع كنيستها الغارقة في الخرافات، وهي قد تبعده عن أمه وأبيه وإخوته، وهي قد تقوده إلى الإغراق في الشهوات والملذات. وهذا ما حدث مع سليمان... نساؤه أملن قلبه وراء آلهة أخرى. وكان من نتيجة تدهور سليمان في شيخوخته، أن الرب غضب عليه. "فغضب الرب على سليمان لأن قلبه مال عن الرب إله إسرائيل الذي تراءى له مرتين.  وأوصاه في هذا الأمر أن لا يتّبع آلهة أخرى" (1ملوك 9:11-10).

فيا أخي المؤمن، ويا أختي المؤمنة، هل انحرف قلبك بتأثير زوجتك، أو تأثير زوجك؟ وهل نسيت حلاوة اختبار الخلاص وانغمست في أمور تغضب الرب بعد كل الخير الذي عمله لك الرب؟

لقد كانت نتيجة خطية سليمان أن الرب مزّق المملكة عنه وانقسمت مملكة إسرائيل في أيام ابنه رحبعام إلى مملكتين.

فأسرعْ بالتوبة الحقيقية وإلا فإن الرب سيمزّق حياتك تمزيقاً.

خطية الملك آسا: الاستناد على الإنسان

بدأ آسا ملكه بنزع المذابح الغريبة، والتماثيل... وبدعوته ليهوذا أن يطلبوا الرب إله آبائهم... "وبنى مدناً حصينة في يهوذا لأن الأرض استراحت ولم تكن عليه حرب في تلك السنين، لأن الرب أراحه" (2أخبار 6:14).

وفجأة خرج زارح الكوشي بجيش عدده مليون جندي، وبمركبات ثلاث مئة. وأمام هذا الجيش الكثير العدد "دعا آسا الرب إلهه وقال: أيها الرب، ليس فرقاً عندك أن تساعد الكثيرين ومن ليس لهم قوة.  فساعدنا أيها الرب إلهنا لأننا عليك اتكلنا وباسمك قدُمنا على هذا الجيش. أيها الرب أنت إلهنا. لا يقوَ عليك إنسان" (2أخبار 11:14).

واستجاب الرب صلاة الملك آسا "فضرب الرب الكوشيين أمام آسا وأمام يهوذا، فهرب الكوشيون... وسقط من الكوشيين حتى لم يكن لهم حي لأنهم انكسروا أمام الرب وأمام جيشه. فحملوا غنيمة كثيرة جداً" (2أخبار 12:14-13).

رأى الملك آسا قوة الرب... رأى كيف حوّل الرب هذه الحرب إلى غنيمة كثيرة جداً... وكان يجب عليه أن يتوكل على الرب بعد ذلك بكل قلبه... لكن الملك آسا انحرف قلبه واستند على الإنسان، وهذا ما فعله آسا:

"فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ وَالثـَّلاَثِينَ لِمُلْكِ آسَا صَعِدَ بَعْشَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ عَلَى يَهُوذَا وَبَنَى الرَّامَةَ لِكَيْلاَ يَدَعَ أَحَداً يَخْرُجُ أَوْ يَدْخُلُ إِلَى آسَا مَلِكِ يَهُوذَا. وَأَخْرَجَ آسَا فِضَّةً وَذَهَباً مِنْ خَزَائِنِ بَيْتِ الرَّبِّ وَبَيْتِ الْمَلِكِ وَأَرْسَلَ إِلَى بَنْهَدَدَ مَلِكِ أَرَامَ السَّاكِنِ فِي دِمَشْقَ قَائِلاً: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ أَبـِي وَأَبـِيكَ عَهْداً. هُوَذَا قَدْ أَرْسَلْتُ لَكَ فِضَّةً وَذَهَباً فَتَعَالَ انْقُضْ عَهْدَكَ مَعَ بَعْشَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ فَيَصْعَدَ عَنِّي. فَسَمِعَ بَنْهَدَدُ لِلْمَلِكِ آسَا وَأَرْسَلَ رُؤَسَاءَ الْجُيُوشِ الَّتِي لَهُ عَلَى مُدُنِ إِسْرَائِيلَ فَضَرَبُوا عُيُونَ وَدَانَ وَآبَلَ الْمِيَاهِ...  فَلَمَّا سَمِعَ بَعْشَا كَفَّ عَنْ بـِنَاءِ الرَّامَةِ وَتَرَكَ عَمَلَهُ" (2أخبار 1:16-6).

فماذا حدث بعد هذا الانحراف المزري والاتكال على الإنسان؟!

"وَفِي ذَلِكَ الزَّمَانِ جَاءَ حَنَانِي الرَّائِي إِلَى آسَا مَلِكِ يَهُوذَا وَقَالَ لَهُ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ اسْتَنَدْتَ عَلَى مَلِكِ أَرَامَ وَلَمْ تَسْتَنِدْ عَلَى الرَّبِّ إِلَهِكَ، لِذَلِكَ قَدْ نَجَا جَيْشُ مَلِكِ أَرَامَ مِنْ يَدِكَ. أَلَمْ يَكُنِ الْكُوشِيُّونَ وَاللُّوبـِيُّونَ جَيْشاً كَثِيراً بِمَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ كَثِيرَةٍ جِدّاً؟ فَمِنْ أَجْلِ أَنَّكَ اسْتَنَدْتَ عَلَى الرَّبِّ دَفَعَهُمْ لِيَدِكَ. لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ تَجُولاَنِ فِي كُلِّ الأَرْضِ لِيَتَشَدَّدَ مَعَ الَّذِينَ قُلُوبُهُمْ كَامِلَةٌ نَحْوَهُ، فَقَدْ حَمِقْتَ فِي هَذَا حَتَّى إِنَّهُ مِنَ الآنَ تَكُونُ عَلَيْكَ حُرُوبٌ" (2أخبار 7:16-10).

 كانت خطية آسا أنه بعد أن رأى قوة الرب العظيمة في هزيمة الكوشيين، استند على الإنسان... استند على غير المؤمنين.

"هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ" (إرميا 5:17).

وأضاف آسا إلى خطيته أنه غضب على الرائي ووضعه في السجن لأنه اغتاظ منه لأنه وبّخه على خطيته وأعلن له قضاء الرب عليه (2أخبار 10:16).

فيا قارئي العزيز، هل هذه خطيتك؟  هل بعد أن اختبرت بركة الرب عليك، وإنقاذك في كثير من ظروف حياتك، نسيت كل هذا واستندت على الإنسان؟! أو على ثروتك؟! وغضبت على رجل الله الأمين حين حذَّرك من نتائج انحرافك؟! أسرع بالتوبة والرجوع إلى الرب، وغيِّر مسار حياتك.

خطية الملك عزيا: كبرياء القلب بسبب النجاح

ليس هناك أخطر من النجاح!!  الفشل يدفعنا للالتجاء للرب لمعونتنا..  أما النجاح فقد يكون السبب في تدهور حياتنا. وكم من مؤمنين تدهورت حياتهم الروحية تدهوراً شنيعاً جداً بسبب كبرياء العلم.. أو كبرياء الثروة.. أو كبرياء العقل المنحرف عن كلمة الله.

هذا ما حدث للملك عزيا، فقد ملك في شباب باكر وهو ابن ست عشرة سنة.  في هذه السن "عَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَكَانَ يَطْلُبُ اللَّهَ فِي أَيَّامِ زَكَرِيَّا الْفَاهِمِ بـِمَنَاظِرِ اللَّهِ. وَفِي أَيَّامِ طَلَبِهِ الرَّبَّ أَنْجَحَهُ اللَّهُ" (أخبار 4:26-5).

لكن النجاح قاد عزيا إلى الهلاك، وكان يجب أن يقوده لشكر الرب، والاقتراب إليه.. وهذا ما نقرأه عنه:

"وَامْتَدَّ اسْمُهُ إِلَى بَعِيدٍ إِذْ عَجِبَتْ مُسَاعَدَتُهُ حَتَّى تَشَدَّدَ. وَلَمَّا تَشَدَّدَ ارْتَفَعَ قَلْبُهُ إِلَى الْهَلاَكِ وَخَانَ الرَّبَّ إِلَهَهُ وَدَخَلَ هَيْكَلَ الرَّبِّ لِيُوقِدَ عَلَى مَذْبَحِ الْبَخُورِ" (2أخبار 15:26-16).

لم يكتفِ عزيا بأن يكون ملكاً بل أراد أن يفرض نفسه كاهناً... وكان من نتيجة كبريائه أن الرب ضربه بالبرص "وَكَانَ عُزِّيَّا الْمَلِكُ أَبْرَصَ إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ" (2أخبار 21:26).  فيا أخي، ويا أختي احترز من خطر النجاح، واستمع جيداً إلى كلمة الرب.

"فَمَتَى أَكَلتَ وَشَبِعْتَ تُبَارِكُ الرَّبَّ إِلهَكَ لأَجْلِ الأَرْضِ الجَيِّدَةِ التِي أَعْطَاكَ. اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ وَلا تَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَفَرَائِضَهُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ. لِئَلا إِذَا أَكَلتَ وَشَبـِعْتَ وَبَنَيْتَ بُيُوتاً جَيِّدَةً وَسَكَنْتَ وَكَثُرَتْ بَقَرُكَ وَغَنَمُكَ وَكَثـُرَتْ لكَ الفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَكَثـُرَ كُلُّ مَا لكَ يَرْتَفِعُ قَلبُكَ وَتَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ الذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ... وَلِئـَلا تَقُول فِي قَلبِكَ: قُوَّتِي وَقُدْرَةُ يَدِيَ اصْطَنَعَتْ لِي هَذِهِ الثـَّرْوَةَ. بَلِ اذْكُرِ الرَّبَّ إِلهَكَ أَنَّهُ هُوَ الذِي يُعْطِيكَ قُوَّةً لاِصْطِنَاعِ الثـَّرْوَةِ" (تثنية 10:8-18).

فاحذر خطر النجاح!!

أضف إلى كل ما ذكرت خطية الملك داود الذي زنى مع بثشبع وقتل أوريا زوجها بمؤامرة قذرة، وخطية الملك يهوشافاط الذي ساعد الملك الشرير أخآب (2أخبار 2:19)، وخطية الملك حزقيا الذي ارتفع قلبه بعد أن أضاف الله إلى عمره خمس عشرة سنة، وخطية الملك أمصيا الذي أتى بآلهة بني سعير الذين هزمهم ليعبدها (2أخبار 14:25).

فاحترس لئلا تنحرف وتتدهور، واذكر كلمات بولس الرسول: "إذاً من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط"
(1كورنثوس 12:10). لأن "القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس [أي ملآن بالشر]، من يعرفه!  أنا الرب فاحص القلب مختبر الكُلى" (إرميا 9:17-10).

فاركع في محضر الرب وقل له: "اختبرني يا الله واعرف قلبي. امتحني واعرف أفكاري. وانظر إن كان فيّ طريق باطل، واهدني طريقاً أبدياً." (مزمور 23:139-24)

المجموعة: تشرين الأول October 2006

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

221 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10572816