Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيلول (سبتمبر) 2006

كثيراً ما ننظر نحن المسيحيين إلى العالم من حولنا فنرى شروراً تعمّ كل مكان... نرى حروباً طغت، وفساداً عمّ، نرى مادية ملأت القلب والعقول، نرى العائلات تتصارع... بل إنه الفرد نفسه يعيش في صراع وخصام... نرى العالم وكأن الخطية قد امتلكته ولم يعد هناك رجاء... ننظر إلى هذا كله وننقد غيرنا، نلقي باللائمة على غيرنا ونرجِع مسئولية هذا الفساد إلى الذين لا يؤمنون، إلى الخطاة، إلى الوراثة، إلى المجتمع... نرجع هذه كلها إلى عوامل كثيرة نتفنّن في أن نبرزها على أنها السر الأساسي لما في العالم من شر. لكن هل وقفنا مرة لنسأل أنفسنا: وما هي مسؤوليتنا في وسط هذا العالم الشرير؟

 

ترى هل كان يمكن أن يكون العالم على هذه الدرجة من الإثم لو أننا كنا نحن – كنيسة المسيح – سفراء حقيقيين للمسيح؟ هل نتحمّل بعض مسؤولية ما وصل إليه هذا العالم من خطية؟

يقول الله لسليمان في 2أخبار 14:7، وهذا القول موجّه إلينا نحن أيضاً، يقول: "فإذا تواضع شعبي الذي دُعي اسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي، ورجعوا عن طرقهم الرديئة فإني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأُبرئ أرضهم". نحن إذاً مسؤولون عن أن هذا العالم يعيش في ألم وفي خطية، لأن الله وضع أمامنا شروطاً لم ننفذها، وكفانا إلقاء اللائمة على غيرنا. لنتأمل هذه الكلمات التي يوجهها الله إلينا لنرى فيها مركزنا، ومجدنا، ولنرَ فيها مسؤولياتنا.

إن امتيازنا يبدو في هذه الكلمات: "إذا تواضع شعبي الذي دُعي اسمي عليهم". هذه الكلمات قد قيلت للشعب في القديم، ولكن هذا لا ينفي أبداً أنها تُقال لنا في هذه الأيام. الشعب القديم هو شعب الله لأنه اختار الآباء، ونحن شعب الله لأنه اشترانا بدم ابنه، وولدنا بروحه، وملأنا بشخصه. في سفر إشعياء 21:43 يقول: "هذا الشعب جبلته لنفسي. يحدّث بتسبيحي". نحن شعب الله وقد اختصه الله لأنه يحمل اسمه. وهذا يأتي بنا إلى ما كتبه بطرس الرسول في رسالته الأولى في الأصحاح الثاني حيث وصف كنيسة المسيح... دعنا نتأمل في هذا المركز الذي يعلنه لنا الوحي على لسان بطرس: "كونوا أنتم أيضاً مبنيين كحجارة حية، بيتاً روحياً، كهنوتاً مقدساً، لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح". ثم يقول بعد ذلك: "وأما أنتم فجنس مختار، كهنوت ملوكي، أمة مقدسة، شعب اقتناء". هذا هو الامتياز... ولكن بعده تأتي المسؤولية: "لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب". أنتم شعب يمتلكه المسيح. وامتلاك المسيح لهذا الشعب يعطي هذا الشعب كل القيمة. "إذا تواضع شعبي الذي دُعي اسمي عليهم". انظر إلى هذا الامتياز، إلى هذا المجد أن نحمل اسم الله... نحن المزدرى وغير الموجود، وأما الآن فنحن شعب الله.  إنه امتياز عظيم أن نكون شعباً اختصه الله ليعلن له مجده، وليستخدمه لخدمته ولامتداد ملكوته، وليحمل هذا الشعب اسم الله، وليمثـّل الله في هذا العالم. "أنتم شعب اقتناء، أمة مقدسة".

ولكن هذا يأتي بنا إلى المسؤولية: "إذا تواضع شعبي الذي دُعي اسمي عليهم". إن مسؤوليتنا أمام هذا العالم هي أن نمجّد هذا الاسم ونأتي إليه بثمر، لكن كيف؟

أولاً: بالتواضع

هل واجهنا مرة أنفسنا لنرى مدى كبريائنا نحن المسيحيين. فالكبرياء رذيلة... نادراً ما نسمع إنسان يعترف بها لأن المتكبر شخص قد لا يدرك كبرياءه لأن الكبرياء هي أساس كل الشرور. المتكبر شخص يكره الكبرياء في غيره، ويعمى عن الكبرياء في نفسه. المتكبّر لا يتكبر بغناه وبحكمته فهو لا يقنع بما لديه. إننا نتنافس في الغرور والكبرياء... أنتصور حياناً أننا أطعمنا أنفسنا وأشبعناها، ونحن الذين نشبع الجائعين من حولنا. دعونا نذكر أنه أحبنا فضلاً قبل تأسيس العالم. إذاً هو لم يخترنا لأننا أفضل من غيرنا، اختارنا قبل أن نولد وبلا سبب لأنه "هكذا أحبنا". دعونا نعترف بغرورنا لأننا إن لم نعترف أننا خطاة فلا نصيب لنا في الله.

ثانياً: بالصلاة والخشوع

"وصلوا وطلبوا وجهي". أعلم أننا نصلي ونطلب بركات لأنفسنا... وإن امتدت صلواتنا فنصلي لعائلاتنا، ولكن هل نصلي للكنيسة؟ هل نصلي للعالم الذي تفشّى فيه الفساد والإلحاد؟ هل نصلي للأطباء والمحامين؟ وحين نصلي، هل نحن نؤمن حقاً أن الله يسمع؟ ترى، لماذا لا نصلي؟ هل لأننا لا نؤمن بجدوى الصلاة، وإن كنا لا نعترف بذلك علانية؟ نحن نقول أحياناً إننا لا نصلي لأنه لا يوجد وقت، لكن لو كنا فعلاً نؤمن أن الصلاة هامة لأوجدنا الوقت كما نوجده للأكل أو النوم، لكننا نتجاهل الصلاة لأنها تأتي في مكان أقل في الأهمية من أي شيء آخر في حياتنا العادية.

ثم إننا لا نصلّ لغيرنا لأننا في الواقع لا نحب غيرنا، حتى وإن ادّعينا غير ذلك. لذلك فإننا لا نصلّي لأجلهم وإلا كنا نصلي فعلاً.

ثم يقول: "ورجعوا عن طرقهم الرديئة". إذاً لا بد من التوبة لنتخلص من شرورنا لأنه ”إن راعيت إثماً في قلبي لا يستمع لي الرب“. دعنا نراجع أنفسنا ككنيسة ونتوقف لنكتشف طرقنا الرديئة التي سرنا فيها شوطاً طويلاً. لنرجع إلى الله من تصارعنا كطوائف، من قسمة جسد المسيح إلى قطع. ثم دعونا كأفراد نكتشف أخطاءنا وعدم أمانتنا. فالرب يقول: "أنتم أمة مقدسة"، بمعنى أمة مختلفة، والاختلاف هنا يرجع إلى أن لنا ناموساً غير الناموس الوضعي، وإذ نحن نخضع للقوانين الأرضية لكننا نخضع أيضاً لقانون أعظم هو قانون المسيح. والطبيب المسيحي لا ينظر إلى المرضى كحالات مرضية يأخذ منها أموالاً بل كنفوس أحبها المسيح ومات لأجلها. دعونا نرجع عن طرقنا الرديئة ونعترف بها أمام الله... هذه بعض أمجادنا في المسيح، وهذه بعض مسؤولياتنا إزاء ما عمله المسيح من أجلنا. فهل قمنا بمسؤولياتنا قبل أن نلقي باللائمة على غيرنا؟! دعونا نفحص أنفسنا، دعونا نحمل اسم المسيح ونحمل صليب المسيح ونتّضع ونرجع ونخضع لله.

"فإذا تواضع شعبي الذي دُعي اسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي، ورجعوا عن طرقهم الرديئة فإني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأُبرئ أرضهم".

المجموعة: أيلول September 2006

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

476 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577601