Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الأول (ديسمبر) 2007

النبوة هي إعلان وإرشاد، وهي إثبات لوجود خالق محب وعادل. إن النبوة عمل إلهي باطني وظاهري يجمع ما بين ما وراء الطبيعة ووسيط العهد وأداة الإرشاد. إذن الله ضرورة قصوى في هذا الإعلان. ويبقى موضوع ولادة الأنبياء وأهليتهم مشكلة أخرى فهم بشر مثلنا لهم أخطاؤهم وسيئاتهم ومحاسنهم ولكنهم مميزون عنا بالأعداد الذي قد يصل إلى ما قبل الولادة والنمو الذي يتطلب عائلة مختارة من المولى عز وجل والتدريب الذي قد يطول أو يقصر والشفافية والمصداقية والمعجزات الخارقات والحياة المثيرة للجدل والتساؤلات الشرعية والفلسفة الدينية التي تضيف معنى إلهي للحقيقة أو تبرهن مسألة ضاقت بها الصدور أو تصل الضمير بمصدر الصلاح وقد يحوي التصرفات الهادفة اللاإرادية.

 

والنبي يخطب، ويعلم، ويوبخ، ويغضب، ويتكلم بلسان العلي الساكن السماوات، ويواجه عادة مقاومة الجهال، وأصحاب الوجاهة، وذوي القربى، وأشر الناس، وأعداء الإنسان أهل بيته. إن ولادة الأنبياء قد ترتبط بعلامات كونية أو شهادات من أصحاب الحظوة وتأييد المتصوفين أمثاله وربما بآيات بينات أو مواهب شفاء وجرأة نادرة. إن النبي صاحب رسالة قد تكلفة حياته، وهو في ذلك كفنان خلف إبداعاته ومبتكر متعبد في صومعة علومه وداعية يستند على يراعه وبراعته ومنطق تعبيره ورسول سلام يحمل حياته على كفه.

لم أر قط نبياً لم يخطئ، ولم أسمع عن نبي تشهد له الأديان والمعارضون، ولم يغير نبي مسار التاريخ للأفضل أو يهز أعماق البشر، وييسر أحداث المستقبل، ويبشر بالأمل والرجاء كما فعل السيد المسيح له المجد. والسبب يكمن في أنه ليس فقط نبياً بل وأعظم من نبي. لقد تنبأ عنه الأنبياء قبل مولده، وترقبت السموات مجيئه، وسردت الكتب قصة حياته، ومعجزاته، ومثاليته، وصلبه، وقيامته، ومجيئه الثاني للدينونة، وأمجاده، وسلطانه، ومخارجه الأزلية، ومحبته الأبدية، ومخارجه منذ القدم منذ أيام الأزل.

وتطرّق إلى سمعي نشيد من العالم الآخر بلحن ملائكي "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة". وعلت وجهي فرحة أبدية لم يمحها الزمن، ورددتها في كل يوم جديد:

"سيدي استلم حياتي         وقوى عقلي وذاتي

في حياتي ومماتي     إنني ملك لسيدي المسيح"

وشاركتني زوجتي هذا النغم ووجدنا أنفسنا بين مركبات قوم شرفاء يشاركوننا نفس اللحن، وكل الدعاء والثناء، وقوة الاختبار. وكانت هذه هي شهادتي بين الجموع. إنها قصة المذود القديمة، وأعجوبة العالم الفريدة أي التجسد، والافتقاد، والتجلي، والإعلان الكامل، والميلاد العذراوي، والانتصار على الموت، والدخول للمجد.

نفسي تغنى: يا مخلصي

ما أعظمك! ما أعظمك!

لماذا جاء المسيح؟ بل دعني أسأل: لماذا ظهر المسيح؟ أو هل هناك حاجة إلى مسيح يمسح الخطايا، ويدوس سلطان الخطية، ويمحو عار الخطاة، ويعزي المنكسري القلوب، ويشفي النفوس المعذبة؟ إنه جاء كأعظم إظهارات الله، وحامل الكلمة الإلهية الفاصلة وكان هو الكلمة، والدفاع، والحجة الإلهية لقضية الوجود البشري في عالم الشقاء، وترياق الجروح الدفينة والأسرار المكبوتة. وسرنا معاً وكان يحمل إذا تعبت، ويشدّ على يدي إذا أعييت، ويمنح اللمسة الثانية إذا أنَّ قلبي وثقلت خطواتي، ويرافقني في الميل الثاني والثالث وبسمة الرجاء تحيي فؤادي، وينير الطريق إذا داهم الظلام طريقي، ويعانقني إذا زلت قدمي. فتمسكت به ولم أرخه، وأدخلته إلى حجالة قلبي، فغنت له الأوتار لحن الحب، وعزفت له قيثارات الفداء ترنيمة الصليب، ورسمت يديّ الملطختين بالدماء الكريمة اسمه على العتبة العليا والقائمتين.

وكنت أود أن أدخل إلى أعماق التجسد، ولكنني رأيت أن التجسد لا يعنى الولادة الجسدية أو العوامل الطبيعية. وكم من أسرار يحملها الكون لم يستطع بعد حلها. ورأيت أن التجسد سر الهي أو آية نادرة وحيدة لن يجود الزمن بنظيرها. وعجز القلم عن أن يسبر غور الحقائق التي هي فوق المنطق البشري والتي تكمن تفاصيلها وراء القبة الزرقاء وتوقف المحدود عن إدراك اللامحدود، فصمتّ لأنك أنت "الله" فعلت! وهتف جوق السماء في أعماقي: "وبالإجماع عظيم هو سر التقوى. الله ظهر في الجسد"، وانحنيت لأقبّله، ومد يده، فعرفته بالجروح التي في يديه، وأقامني وترنيم قلبي مع آخرين من حولي:

"هللويا قد خلصت

يا لسعدي قد خلصت

ملك الرب الفؤاد

حل مسحي والحداد

سبحوه يا عباد، هللويا".

إنها أغنية الميلاد الجديد، ميلاد المسيح في قلبي.

المجموعة: 200712

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

566 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577714