أيلول (سبتمبر) 2007
جلست في الحديقة العامة والدموع تملاء عينيّ... كنت في غاية الضيق والحزن، وظروفي في العمل لم تكن على ما يرام، بالإضافة إلى بعض المشاكل الشخصية الأخرى.
بعد عدة دقائق رأيت طفلاً مقبلاً نحوي وهو يقول: "ما أجمل هذه الوردة، رائحتها جميلة جداً!" تعجبت لأن الوردة لم تكن جميلة بل ذابلة، لكنني أردت التخلص من الطفل فقلت: "فعلاً، جميلة للغاية!" عاد الولد فقال: "هل تأخذينها؟" اندهشت لكنني أحسست أنني لو رفضتها فسيحزن. فوراً مددت يدي وقلت: "سأحب ذلك كثيراً، شكراً". انتظرت أن يعطيني الوردة ولكن يده بقيت معلقة في الهواء. وهنا أدركت ما لم أدركه بسبب أنانيتي وانشغالي في همومي. فالولد كان ضريراً!! أخذت الوردة من يده، ثم احتضنته وشكرته بحرارة وتركته يتلمّس طريقه وينادي على أمه.
بعض أمور حياتنا تدفعنا للتذمّر، فهيا بنا نتأملها في ضوء مختلف يدفعنا للشكر. فهيا بنا نشكر لأجل الضوضاء لأن هذا يعني أنني أسمع زحمة المرور، لأن هذا يعني أنني أستطيع أن أتحرّك وأخرج من بيتي.
أشكر لأجل النافذة المتسخة والأواني التي في الحوض، لأن هذا يعنى أنني أسكن في بيت بينما رب المجد لم يكن له أين يسند رأسه.
أشكر لأجل البيت غير النظيف - بعد زيارة الضيوف - لأن هذا يعنى إن لدي أصدقاء يحبونني.
أشكر لأجل الضرائب، لأن هذا يعني أنني أعمل وأكسب.
أشكر لأجل التعب الذي أشعر به في نهاية اليوم، لأن هذا يعنى أن ربي أعطاني صحة لأتمم واجباتي.
أشكر الله لأجل المنبِّه الذي يوقظني في الصباح من أحلى فترات نومي، لأن هذا يعني أنني ما زلت على قيد الحياة، ولي فرصة جديدة للتوبة والعودة إلى الله.
أشكر لأنه من إحسانات الرب أننا لم نفنَ، لأن مراحمه لا تزول، هي جديدة في كل صباح. ما أجمل الإنسان أن يبدأ يومه بالصلاة للرب ويشكره على كل شيء. لأن ذلك هو الشيء الوحيد الذي يريح النفس ويبعث فيها الطمأنينة ويكون بذلك قد نفذ شرطاً أساسياً من شروط نيل النعمة والخلاص كما علمنا الرب يسوع المسيح.