نيسان (إبريل) 2008
الإنسان السعيد...
هو من نال الولادة الجديدة في حي التوبة،
وقُمِّط بأقمطة النعمة،
ورضع حليب الحياة الروحية
وتهذب في مدرسة الطاعة،
وعاش في مهد المواظبة.
مهنته هي الاجتهاد،
ولباسه هو ثوب التواضع والبساطة والطهارة،
وعنده ثوب جميل مناسب يلبسه في وقت الدينونة ويدعى "بر يسوع".
يتوشح دائماً بالمحبة والدعة والسلام،
ويتدرع بالصبر،
ويلبس فوق رأسه خوذة الخلاص،
وعلى حقويه منطقة العدل والحق والصدق.
يسلك في وادي احتقار الذات...
يتسلق كل حين جبال الأفكار الروحية،
ويصعد إلى سماء الفضيلة،
ويتمشى في هضاب المراعي الخصبة،
ويتنزّه في رياض أثمار البر،
ويستنشق أريج التقوى.
يعتبر طعامه مشيئة الله،
ويفطر كل صباح على مائدة كلمة الله والصلاة،
ويتعشى كل مساء على المائدة ذاتها...
لديه قوت لا يعرفه أهل العالم!
شرابه لبن الكلمة الخالص،
وغطاؤه الالتحاف ببر يسوع،
وفرشة رقاده الاطمئنان بالرب والاستناد والاتكال عليه.
أثاث بيته النعمة والحق والبركة...
لذته ناموس الرب،
وعزاؤه وسلوانه حضور يسوع في قلبه.
أغنيته النعمة المجانية،
ومرآته النظر إلى يسوع،
وزيت نوره الرحمة.
والطريق التي يسلكها تؤدي إلى الملكوت.
فما أسعد حياة هذه صورتها!
طوبى لمن يعيش فيها فإنه يحيا سعيداً ويموت سعيداً،
ويكون سعيداً إلى الدهر والأبد.
سعيد من يخضع إرادته لطاعة الإنجيل،
ويعيش كما يحق للرب.
يرتب أموره بحسب مقتضياته،
ويسلم ذاته تسليماً كاملاً للرب.
يضع كل مشيئته في يديه،
ويكون له إرادة حسب إرادة الله.
يستند في كل شيء على يسوع ويجعله نصب عينيه ونصيبه وحبه فوق كل شيء،
فيشعر بصوت السلام يتغنى في ضميره،
وأناشيد فرح الروح تترنم في نفسه،
ونعمة التطهير والتقديس في روحه.
يحفظ الإيمان الحقيقي في صدره،
ولذة العبادة بالروح في قلبه، ويذوق ما أطيب الرب.
نير الفادي على عنقه،
والعالم الباطل تحت قدميه،
وإكليل المجد فوق رأسه.
فما أهنا هذه الحياة السعيدة!
أتريد أن تحصل عليها؟
إذن وجّه نظرك إلى يسوع وسلمه مفتاح قلبك لكي يدخله ويتربّع على عرشه.