شباط (فبراير) 2008
أخي، أعترف أمامك بتقصيري وبكسلي وعدم محبتي لسيدي، وأقر بأنني فاتر ومتقلب والرب مُزمع أن يتقيأني من فمه.
لقد نكثت بوعودي، ولم أفٍ نذوري، ولم أبر بعهودي التي قطعتها على نفسي.
سكتُّ حين كان يجب أن أتكلم، وغفوت حين كان يجب أن أراقب.
إنني ابن مخزٍ لأنني نمت في وقت الحصاد. سيدي يبحث عن خادم أما أنا فمستتر.. يصرخ يريد رجلاً يقف في الثغرة، أما أنا فأداعب الرمال الناعمة على شواطئ الطفولية.
سيدي يناشدني الكمال المسيحي، وأما أنا فأعتز بتقصيري، منتفخاً بتواضعي، مكتفياً بذاتي، مرتوياً بظمئي.
سيدي يبكي الدموع المدرارة أما دمعي فلم أسكبه.
عينيَّ لم تتكحلا بالدموع ولم تتمتعا بالرؤيا.
إنني أناني أعبد ذاتي وأتمسك بها، بل أرتمي عند أقدامها كل ساعة مقدماً البخور لها ليلاً نهاراً. ويدوي الصراخ في أذني: "أعبر إلينا وأعنا". العبور صعب والعناية هي للغير فلا أجد نصيباً لذاتي في هذا الأمر ولا فخر يلوح فأستكين. العبد البطال مثَلي، وجيحزي مثالي، والنير المتخالف وصمتي.
لم أكن يوماً من الأيام قدوة بل عبرة. صلاتي لم ترتفع يوماً ولم تسمو بل هي المزمور الحادي والخمسون أبداً.
لم أشكر الله يوماً على نصرته لي بل غالباً أشكره على غسله لي.
اليأس مرتعي والفراغ يحيطني ونفسي لا هدوء لها.
سراب يدغدغ أبصاري وهدفي لا قرار له. حياتي لا تعرف استقراراً ولا هدوءاً ولا طمأنينة. ورقة خريفية ذابلة تهزها الرياح فتسقط مترنحة في بالوعة اليأس.
لماذا أنتٍ منحية يا نفسي، ولماذا تئنين فيّ؟ ترجّي الله.
وحلّ الهزيع الرابع من الليل وإذا يسوع مُقبل وعلى وجهه سيماء النصرة.
انتظاراً انتظرت الرب فمال إليَّ وسمع صراخي وأصعدني من جب الهلاك من طين الحمأة. وأقام على صخرة رجليَّ، ثبت خطواتي وجعل في فمي ترنيمة جديدة.
أخي! لقد اعترفتُ أمامك لعلك ترعوي فلا تعترف أمامي.