Voice of Preaching the Gospel

vopg

شباط (فبراير) 2008

الآن نأتي إلى الجزء الأخير من هذه الرسالة المهمة. فبعد أن أنذرنا بخصوص المعلمين الكذبة، وأخبرنا عن مصيرهم وعن صفاتهم الرديئة، يعطينا نصائح ثمينة ابتداء من عدد 17. فيفتتح هذا الجزء بالقول: ”وأما أنتم أيها الأحباء“، ويكرر هذه العبارة في عدد 20، وكأنه يقول: قد أخبرتكم عن المعلمين الكذبة، ”أما أنتم“، فالأمر يختلف تماماً. أنتم أيها الأحباء عليكم أن تتذكروا ولا تنسوا ”الأقوال التي قالها سابقاً رسل ربنا يسوع المسيح“.

 

كيف نتذكر نحن في القرن الحادي والعشرين أقوال الرسل الذين لم نرهم ولم نسمعهم؟ الجواب هو أن هذه الأقوال مدونة لنا في الكتاب المقدس. ومن هذا نرى أهمية الدراسة الدقيقة لكلمة الله. حسناً أن نقرأ بالتواصل من سفر التكوين إلى سفر الرؤيا، وحسناً أن نتأمل ونعظ أو نسمع مواعظ، ولكن يلزمنا أيضاً أن ندرس بدقة وتفصيل كلام الله، وهنا يشير بصفة خاصة إلى ما كتبه الرسل. ومن هذا يرجح أن يهوذا  لم يكن أحد الرسل الاثني عشر، بل كان أحد إخوة الرب المذكورين في الأناجيل (مثل متى 5:13؛ ومرقس 3:6). أما الرسول بطرس فحين ذكّر المؤمنين بنفس هذا الأمر قال: ”وصيتنا نحن الرسل“
(2بطرس 2:3) لأنه كان واحداً من الرسل الاثني عشر.

ماذا قال الرسل؟ قالوا أنه في الزمان الأخير ”سيكون فيكم أيضاً معلمون كذبة، الذين يدسون بدع هلاك“
(2بطرس 1:2). وهذا تمّ فعلاً وبسرعة، إذ يقول يهوذا أنهم فعلاً ”دخلوا خلسة“ (يهوذا 4). كل هذا قد سُجّل لكي لا نُخدع نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور. لأنه فعلاً دخل في الكنيسة الاسمية ”قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات فجورهم“ (عدد 18). كلمات رهيبة حقاً. فكم من أناس عملوا لأنفسهم مراكز بين المؤمنين، ولكن اكتُشف أخيراً أنهم ”فجار سالكين بحسب شهواتهم“. ”هؤلاء هم المعتزلون بأنفسهم“. أي يعتبرون أنفسهم طبقة خاصة ينحني أمامهم الآخرون أو يقبِّلون أياديهم، بينما هم في الحقيقة أشرار فجّار. يقول الكتاب: ”المعتزل يطلب شهوته“ (أمثال 1:18). وهم أيضاً ”نفسانيون“ وهذه الكلمة تعني الإنسان الطبيعي غير المولود ثانية، الذي يقول عنه الكتاب المقدس في 1كورنثوس 14:2 ”ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة، ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يُحكم فيه روحياً“ وأما هؤلاء فيقول عنهم: ”لا روح لهم“. أي إنهم أموات روحياً فلا يستطيعون أن يقبلوا ما لروح الله.

في عدد 20 يتابع الرسول كلامه قائلاً مرة أخرى: ”وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس“.

1- الأساس الصحيح: كلمة الله

وأول شيء لازم للبناء السليم هو الأساس الصحيح. إن من بُني على خرافات وادعاء البشر فلا بد أن يسقط ويكون سقوطه عظيماً. حين تكلم الرسول بولس عن سلاح الله الكامل في أفسس 13:6-17 كان أول ما أشار إليه هو التمنطق بالحق. وإيماننا الأقدس هو الحق الإلهي، وهذا يستلزم معرفة الحق ودراسته جيداً بمعونة الروح القدس. فالحق هو كلام الله (يوحنا 16:17).

2- الصلاة

والشيء الثاني هو الصلاة: ”مصلين في الروح القدس“. والصلاة في الروح القدس تستلزم السلوك في الروح القدس. الكتاب المقدس مليء بالتحريضات على الصلاة. فمن يهمل الصلاة يجده العدو فريسة سهلة ليضلله أو يوقعه في الخطيئة.

3- التأمل بمحبة الله

والشيء الثالث هو ”احفظوا أنفسكم في محبة الله“ (عدد 21)، أي في محبة الله لنا. يجب أن نتذكر باستمرار هذه المحبة العجيبة. فهي مثل الشمس التي تبعث فينا الدفء والنور. قال الرسول بولس: ”فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء، ولا قوات، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا علو ولا عمق، ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا“ (رومية 38:8-39).

هذا هو معنى ”واحفظوا أنفسكم في محبة الله“: قال رجل الله جورج موللر أنه بعد مرور سنين في خدمته للرب تيقن أن مسؤوليته الأولى كل يوم، قبل أن يقوم بأي عمل هي أن يحفظ نفسه في محبة الله، أي يتأمل فيها ويجعلها تملأ وتغمر قلبه، وبعد ذلك يبدأ في خدماته الروحية اليومية.

4- منتظرين الرجاء المبارك

 والشيء الرابع، أي الأساس الرابع للبناء هو أن نكون ”منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية“. أي نحيا في ظل الرجاء المبارك، وهو مجيء ربنا يسوع المسيح ليأخذنا لنكون معه إلى الأبد. هذا هو الأساس المتين للبناء:

¨      كلمة الله

¨      الصلاة في الروح القدس

¨      الانشغال بمحبة الله لنا

¨      وانتظار مجيء ربنا يسوع المسيح

عندئذ يمكننا أن نقوم بمسؤولياتنا التي يذكرها بعد ذلك:

”وارحموا البعض مميّزين“ (عدد 22). هذا التمييز الروحي لازم في خدمتنا للرب وفي تعاملنا مع الآخرين لنقودهم لمعرفة الرب يسوع أو لمساعدتهم في ضيقاتهم.

ثم يقول: ”وخلصوا البعض بالخوف مختطفين من النار“. إن البشارة التي نقدمها للناس هي بشارة محبة الله الذي ”بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية“. ولكن هذا يعني أيضاً أن من لا يؤمن لا بد أن يهلك إلى الأبد. وهذا الهلاك هو الطرح في البحيرة المتقدة بنار وكبريت. مسؤوليتنا هي أن نخبر الناس عن محبة الله وأيضاً أن ننذرهم بالخطر الشديد لكي نختطفهم من النار.

ثم يقول: ”مبغضين حتى الثوب المدنّس من الجسد“ لأنه لا يليق أن نخبر الناس عن التوبة والإيمان وننذرهم عن الخطر الذي يواجهونه ونحن غير مدقّقين في سلوكنا بل يجب أن تمتنع عن كل شرّ وشبه شرّ. فحياة التقوى والقداسة العملية هي شرط أساسي لمن يريد أن يستخدمه الرب في خلاص النفوس ومساعدة المؤمنين. بهذا تمم يهوذا نصائحه العملية الموحى بها لبركة المؤمنين.

إلهنا القادر على كل شيء

وأخيراً، يختم بهذه العبارات الختامية الجميلة: ”والقادر أن يفعل فوق كل شيء أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر“. هذا هو إلهنا، هو القادر على كل شيء. قادر أن يحفظنا غير عاثرين. هل نخاف لئلا نتعثّر ونسقط؟ هو قادر أن يحفظنا غير عاثرين، بل لا بدّ أن ”يوقفنا أمام مجده بلا عيب في الابتهاج“. يا لها من كلمات جميلة تملأ قلب المؤمن فرحاً وابتهاجاً. فنحن نعلم أن فينا عيوباً كثيرة، ولكن سوف يأتي الوقت وقد اقترب جداً - الذي فيه سيوقفنا ربنا وفادينا أمام مجده بلا عيب في الابتهاج. ردِّدها كثيراً أيها المؤمن لكي تمتلئ بالفرح ولكي تحيا منتظراً ذلك اليوم السعيد ”بدء عرسنا المجيد“.

حقاً يا له من إله عظيم ”الإله الحكيم الوحيد مخلصنا“، ونحن نقول مع يهوذا: له المجد والعظمة والقدرة والسلطان الآن وإلى كل الدهور آمين.

ألا يستحق محبتنا وطاعتنا وسجودنا المتواصل؟

نعم، بكل يقين.

المجموعة: 200802

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

180 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10476349