شباط (فبراير) 2008
يسعى الإنسان منذ خلقه ، إلى سلام كامل وشامل في عيشه . حيث صرّح مراراً على مر السنين والأجيال منادياً قائلاً "سلام... سلام" في الوقت الذي لم يكن فيه سلام. وحينما أطل القرن العشرون استقبلوه بالترحاب ملقبين إياه بـ "عصر الإيمان". لقد قال المتفائلون آنذاك، بعد أن كان السلام قد عمّ العالم انه لن تنشب حرب لأن أبناء هذا الجيل هم أكثر تأصلاً وتعلقاً بمبادئ الإيمان.
ولكن هذا التفاؤل لم يعمّر طويلاً لأنه سرعان ما بدأت تفاعلات الحرب تعمل بين الشعوب، ولم تمضِ إلا بضع سنوات حتى انفجرت نيران الحرب العالمية الكبرى. وبعدما توقّفت في عام 1918 عاد الناس إلى التحدث عن السلام قبيل تأسيس عصبة الأمم. وبعد فشلها تبعت ذلك المعاهدة الدولية لحظر الحرب بين الدول، تلك المعاهدة التي وقعتها معظم دول العالم.
ولكن خلال انتشار ذلك السراب المضلل في معظم أجواء العالم خرقت الدولة الألمانية المعاهدة الدولية، وانتشرت الحرب العالمية الثانية فبات ذلك الأمل بالسلام مفقوداً. وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها برزت من بقايا عصبة الأمم المنهارة منظمة هيئة الأمم المتحدة التي قال فيها القائمون عليها بأنها تَشَكّلٌ للأمل الأخير العظيم لإحلال السلام في العالم.
لقد تبيّن أيضاً أن هذه المنظمة هي أشبه بالسراب، وحلقة أخرى من سلاسل الضلالات الكبرى التي انخدع بها العالم منذ فجر التاريخ وتألموا بسببها. فمنذ تأسيس هيئة الأمم قامت حروب وحروب في شرقنا العربي وفي كل أنحاء العالم. ولم تستطع هيئة الأمم أو العالم بأسره أن يعطي سلاماً أو خطة مقبولة للسلام، فعالمنا يتدهور من مشكلة إلى مشكلة أصعب وأعقد من قبل. أين السلام؟ - نريد السلام، ولكن الجواب الواحد ليس في هيئة الأمم أو في المنظمات العالمية إنما هو موجود في رئيس السلام - الرب يسوع المسيح - الذي كل من اتخذه مخلصاً ورئيساً لحياته أصبح في سلام، وهذا السلام لن ينزعه منه أحد... هذا السلام الحقيقي الذي يعطيك حياة مطمئنة وهادئة بشخصه المبارك.
إن هذا السلام متوافر لديك الآن. فإن طلبته من كل قلبك بإيمان حصلت عليه. وإن رفضته رفضت السلام الكامل والشامل لحياتك ولمستقبلك. لذا ننصحك بكل إخلاص أن تفتكر فيه مليّاً، وأن تعرف رئيس السلام فتقبله مخلصاً لحياتك.