Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الثاني (يناير) 2008

الصلاة هي اللاسلكي الروحي الذي ينقل إلينا فكر المسيح وإرادته ويحمل إليه رغباتنا واحتياجاتنا. إنها العدة الإلهية والاستعداد البشري للملء بالروح القدس ولحدوث نهضات عظيمة. الصلاة هي عملية التنفس الروحي لاستمرار حياة نقية ومثمرة.

 

لماذا نقلل من الصلاة ونحن نعي بأنها أساس حياتنا الروحية والوسيلة الإلهية الوحيدة للتزوّد بالقوة والنصرة والغيرة؟ بينما نجد أن عدو نفوسنا وعدو كل خير وصلاح، على دراية تامة بهذه الحقيقة؛ فنجده يشن علينا نحن المؤمنين حرباً ضروساً ليحطم رغباتنا وأشواقنا للصلاة... فهو يجاهد مستميتاً ليسلبنا فرص الصلاة الغالية ويستبدلها بأي عمل آخر. حقاً، إن إبليس  خصمنا كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه؛ إذاً علينا أن نصلي.

أولاً: يجب أن نصلي لكي لا ندخل في تجربة

"قال لهم يسوع: صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة" (لوقا 40:22). إننا نعيش اليوم في أزمنة صعبة كثر فيها الشر، وتزايدت فيها الخطية. وعصرنا هذا، ينحني أبناؤه تحت ضغط المادة الشديد وعبء متطلبات الحياة المتراكمة، ويتراءى أمامهم العالم بصور جذابة ومغرية تستميل القلوب، وتستنفد القوى. ففي هذا الجو المزدحم بالأصنام الكثيرة، والمعبودات المتنوعة، يسلك أولاد الله والتجارب تحيط بهم من كل حدب وصوب، وتفاجئهم في كل زمان ومكان، وتتحداهم باستمرار... فما العمل؟! ليس من حصن أمنع من الرب، ولا من قوة إلا في الصلاة، وليس من نصرة سوى في الصليب!

قال الرب يسوع: "قوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة". فإذا كانت هناك حاجة ماسة للصلاة لدى الكنيسة الأولى، فكم بالأحرى عندنا نحن كنيسة القرن الحادي والعشرين وخاصة نحن الأخوات؟ نحتاج إلى قوة لتحفظنا من تجارب العالم لئلا نمسي أعداء لله.

ثانياً: يجب أن نصلي لكي نلبس قوة من الأعالي

"كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة، مع النساء" (أعمال 14:1) "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم" (أعمال 8:1).

يجب أن تكون حياتنا قوية وملتهبة لكي تؤثر في الأوساط التي نقطن فيها. ومما لا ريب فيه، أننا - من نفوسنا - لا قوة لنا.. قال الرب يسوع: "لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً" (يوحنا 5:15). إذاً حاجتنا القصوى هي إلى الامتلاء بالروح القدس، روح القوة والمحبة والنصح.

لماذا نعيش حياة هزيلة وضعيفة لا قوة فيها ولا تأثير لها، ووعود إلهنا الحي ما تزال متوافرة لنا؟

لماذا نقبع في فقر روحي ما دام الآب السماوي هو إلهنا الغني والسخي؟ "وأنا أقول لكم اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم" (لوقا 9:11). إذاً، لنواظب على الصلاة والطلبة لكي تحلّ علينا قوة المسيح ونمتلئ بالروح القدس، ونطمع بحياة غير اعتيادية.. حياة نارية مشعة يتلألأ فيها جلياً شخص المسيح. وهذه الحياة ليست إلا من نصيب من يحيون حياة الصلاة، ويمكثون في محضر الآب السماوي أوقاتاً طويلة ليتنقّوا ويتطهّروا، ويمتلئوا بالروح القدس.

ثالثاً: يجب أن نصلي لكي نربح النفوس

قال الرب يسوع: "أنا اخترتكم، وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر، ويدوم ثمركم، لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي" (يوحنا 16:15). ففي الصلاة نطالب الله بالنفوس الهالكة ”باسم المسيح“ لكي تقبل الخلاص وتحصل على الحياة الأبدية. وفي الصلاة نحصل على فكر المسيح الذي يحرّك عواطفنا شفقة وحناناً تجاه النفوس الضالة والتائهة، وننال الإرشاد الإلهي فنعرف خطة الله لحياتنا وخدمتنا. لا يمكننا الاستقلال عن الله في خدمته لنعمل مشيئتنا الشخصية، لأنه هو الآب السماوي وهو رب الحصاد وصاحب العمل، وما للفعلة سوى التنفيذ والتطبيق!

دعونا نصلي لأجل النفوس الثمينة التي مات المسيح من أجلها.

لم يخلق الله الإنسان لكي يعيش شريراً فتنتهي حياته في الجحيم، بل خلقه لكي يمجد الله ويحيا معه في الأمجاد السماوية. ألا تؤثر فينا حالة النفوس التعسة اليائسة التي لا خلاص لها ولا سلام. يحتاج العالم إلى صلوات المؤمنين والمؤمنات، ودموعهم، وصراخهم. آه يا رب، أعطنا دموع إرميا، ومخاض بولس الذي لا ينقطع من أجل النفوس، وتضرعات إبراهيم لأجل الشعب الشرير. يا رب هبنا قلبك المحب، ودموعك الساخنة حتى نصلي ليلاً ونهاراً لأجل النفوس الهالكة.

أخواتي.. لنكن مصليات، نصلي ولا نمل.. نصلي بلا انقطاع، نعطي الصلاة الأولوية في ترتيب أعمالنا وأوقاتنا. فالأخوات المصليات هدية من السماء للكنيسة، وبركة كبيرة لا يعوّض عنها لأنهنّ يصلّين لأجل كل فاتر وضعيف، ولأجل كل واعظ وعظة، ولأجل كل اجتماع وخدمة؛ ويصلين لأجل القديسين لكي تُصقل مواهبهم، وللخطاة لكي ينالوا الخلاص. ويصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح بكل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين.

لنكن "مريمات" نجثو عند أقدام سيدنا الحبيب، ولا نهتم ونضطرب لأجل أمور كثيرة. "من أجل هذا أقول لكم: لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون، ولا للجسد بما تلبسون... فإن هذه كلها تطلبها أمم العالم. وأما أنتم فأبوكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه" (لوقا 22:12 و30). إذاً لا ندع أي اهتمام عائلي أو اجتماعي يلهينا عن حياة الصلاة وأوقات الصلاة.

إننا نخطئ كثيراً حين لا نعطي الأولوية للصلاة ونسمح للشيطان أن ينظم برامجنا ويلهينا عن أهم عمل في الوجود ألا وهو الصلاة. فلنعط الصلاة المركز اللائق بها في كياننا وعائلاتنا وكنائسنا.

كثيراً ما نخطئ حين نعمل على كسب مدح الآخرين لنا فنفني أوقاتنا وإمكانياتنا لنبرهن أننا أفضل ربات منازل، وأنجح نساء في كل أعمالنا ومسؤولياتنا البيتية والعائلية! ولكن لنذكر أنه إن كنا بعد نرضي الناس فلسنا بعد إماءاً للمسيح.

"اهتموا بما فوق لا بما على الأرض لأنكم متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله" (كولوسي 2:3-3).

"لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتُعلم طلباتكم لدى الله" (فيلبي 6:4).

واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر (كولوسي 2:4)

المجموعة: 200801

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

96 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10560127