Voice of Preaching the Gospel

vopg

حزيران (يونيو) 2008

 

عنوان هذه الرسالة ليس من عندي وإنما أعطاه يسوع الأمين الصادق لكنيسة لاودكية.. وهذه كلماته: ”لأنك تقول: إني أنا غني وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيء، ولست تعلم أنك أنت الشقي والبائس وفقير وأعمى وعريان“ (رؤيا 17:3).

 

كنيسة لاودكية كانت موجودة وقت كتابة رؤيا يوحنا، إذ قال الرب ليوحنا: ”وَالَّذِي تَرَاهُ، اكْتُبْ فِي كِتَابٍ وَأَرْسِلْ إِلَى السَّبْعِ الْكَنَائِسِ الَّتِي فِي أَسِيَّا: إِلَى أَفَسُسَ، وَإِلَى سِمِيرْنَا، وَإِلَى بَرْغَامُسَ، وَإِلَى ثَِيَاتِيرَا، وَإِلَى سَارْدِسَ، وَإِلَى فِيلاَدَلْفِيَا، وَإِلَى لاَوُدِكِيَّةَ“ (رؤيا 11:1).

ومع وجود كنيسة لاودكية مع سائر الكنائس، فإنها تقع في آخر قائمة الكنائس.. لأنها في رأينا الكنيسة التي سيكون لها الوجود الظاهر قبل عودة المسيح.

كنيسة لاودكية هي كنيسة العمي والعراة، فلنتأمل بتدقيق في وصف هذه الكنيسة كما قال ملاكها ثم نسمع وصف المسيح الصادق الأمين لها..

فلعلّك عضو في كنيسة العمي والعراة وأنت لا تدري!

وصف ملاك هذه الكنيسة لها

1- ”أنا غنيّ“

ويقيناً أن الغنى الذي يفخر به ملاك هذه الكنيسة غنى مادياً.. مباني تبهر النظر.. فريق ترنيم كثير العدد يلبس أجمل الثياب.. آلات موسيقية بأنواعها تسرّ الآذان.. ترانيم عصرية تخلو تماماً من مسحة الروح القدس.. مواعظ تخلو من التأثير الإلهي في قلوب السامعين.. وهذه الكنيسة بهذا الوصف كنيسة غنية.

ونسأل: هل هناك شركة حقيقية بين أعضائها؟ هل يمكن أن نقول عنها ”وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة“ (أعمال 32:4)، ”فإن كان عضو واحد يتألم، فجميع الأعضاء تتألم معه. وإن كان عضو واحد يُكرّم، فجميع الأعضاء تفرح معه“ (1كورنثوس 26:12)، أم أن هذه الكنائس الغنية هي منظمات يفتخر أعضاؤها بالانتساب إليها وهي بعيدة تماماً عن صورة الكنيسة التي أسسها المسيح؟

2- ”وقد استغنيت“

هذا ادّعاء بالاكتفاء الذاتي.. فهذه الكنيسة إن أردنا وصفاً صحيحاً لأعضائها فهو أنهم لا يريدون معرفة المسيح المعرفة القلبية.. لا يستطيع عضو هذه الكنيسة أن يقول مع بولس الرسول: ”بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ، وَأُوجَدَ فِيهِ... لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ“ (فيلبي 8:3-11).

3- ”ولا حاجة لي إلى شيء“

إلى هذا المدى وصل عضو كنيسة لاودكية.. اكتفاء بصورة التقوى دون اختبار قوتها.. وهو الوصف الذي وصف به بولس المنتمين للمسيحية في الأيام الأخيرة: ”محبين للّذات دون محبةٍ لله، لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها“ (2تيموثاوس 4:3-5).

 

 

وصف المسيح الصادق لحقيقة هذه الكنيسة

 

 ”ولست تعلم أنك أنت الشقي والبائس وفقير وأعمى وعريان“. ملاك كنيسة لاودكية كان يجهل حقيقة نفسه، كان لا يعلم أنه ”شقي وبائس وفقير وأعمى وعريان“.

شقي:

الشقاء ضد السعادة... وهو شقي لأنه يعيش تحت سيادة طبيعته الساقطة تنطبق عليه الكلمات: ”ويحي أنا الإنسان الشقي. من ينقذني من جسد هذا الموت؟“ (رومية 24:7).

بائس: أي اشتدّت حاجته.. فهو في حالة إفلاس روحي.

فقير: أي لا شيء له، فهو يفتقر إلى معرفة وفهم كلمة الله.

أعمى: أي ذهب بصره، فهو لا يرى بطلان الأمور المادية وقيمة الأمور الروحية وقد أعمى الشيطان ذهنه.

عريان: أي ليس لديه ثياب تستره.. فأعمال بره ثياب مهلهلة كما قال إشعياء النبي: ”وقد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة [ثياب مهلهلة] كل أعمال برنا وقد ذبلنا كورقة وآثامنا كريح تحملنا“ (إشعياء 6:64).

هذا وصف خطر وخطير، أن تكون الكنيسة التي تضم الألوف، وميزانيتها الملايين.. كنيسة لا تقدّم رسالة السلام لأعضائها، ولا تشبع حاجاتهم الروحية، وأعضاؤها عميان عن الحق الكتابي بخصوص الخلاص، والمعمودية بعد الإيمان، والمعنى الصحيح لعشاء الرب، وشركة القديسين، ومكان خادم الإنجيل المدعو من الله، والنبوات الخاصة بقرب عودة المسيح، والدينونة الأبدية، والحياة بعد الموت. أمّيّة روحية بدرجة مخجلة!

فهل كنيستك تنطبق عليها الأوصاف التي وصف بها المسيح ملاك كنيسة لاودكية؟!

هل أنت عضو في كنيسة العمي والعراة؟

لم يقف المسيح الصادق الأمين عند وصف الداء.. بل وصف الدواء.. والدواء الذي وصفه يضمن الشفاء التام.. وهذا دواء يسوع المسيح:

 

 

مشورة المسيح لملاك هذه الكنيسة

 

”أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ“ (رؤيا 18:3).

الدواء الذي وصفه يسوع هو وحده الذي يبيعه، فإن أردت أن تشتري هذا الدواء فلا بدّ أن تشتريه منه. لا أحد غيره يبيعه! فهو يشير على كل عضو في كنيسة العمي والعراة أن يشتري منه ثلاثة أشياء:

1- ”ذهباً مصفّى بالنار“

هذا الذهب المصفّى بالنار هو كلمة الله النقية الخالية من زغل التقاليد وتعاليم الناس: ”كلام الرب كلام نقيّ، كفضة مصفّاة في بوطة (بوتقة) في الأرض، ممحوصة سبع مرات“ (مزمور 6:12). ”أحكام الرب حق عادلة كلها. أشهى من الذهب والإبريز الكثير، وأحلى من العسل وقطر الشهاد“
(مزمور 9:19-10).

ابدأ في قراءة الكتاب المقدس بتدقيق وأنت تصلي من قلبك قائلاً: ”اكشف عن عينيّ فأرى عجائب من شريعتك“ (مزمور 18:119). ليكن قرارك أن تقبل كل تعليم تجده في الكتاب المقدس حتى إذا كان هذا التعليم ضد ما ورثته من تعاليم وتقاليد.. وأن ترفض بإصرار كل تعليم يناقض تعليم الكتاب المقدس.

إن سبب خراب الكنائس، وحياة الأفراد هو إهمال درس الكتاب المقدس وطاعة تعاليمه ورفض أي تعليم أو تقليد لا يتّفق مع كلماته.

اشترِ من يسوع كلمته النقية.. اشترِ منه ”ذهباً مصفى بالنار“.

 

2- ”ثياباً بيضاً لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك“

 

والثياب البيض هي ثياب بر المسيح التي نسجها بموته على الصليب.. وكل ثياب أخرى من أعمال الخير.. ثياب مهلهلة تشبع كبرياء الإنسان ولكنها مرفوضة تماماً من الله الذي ينظر إليها كرشوة تسيء إلى عدالته وقداسته. يقول بولس الرسول: ”هذا وإنكم عارفون الوقت، أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم، فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار، فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور. لنسلك بلياقة كما في النهار، لا بالبطر [التكبّر على الحق ورفضه] والسكر، لا بالمضاجع والعهر، لا بالخصام والحسد. بل البسوا الرب يسوع المسيح، ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات“ (رومية 11:13-14).

اخلع ثياب برك القذرة.. والبس المسيح وبره الأبيض أكثر من الثلج.

 

3- ”كحّل عينيك بكحل لكي تبصر“

 

هذا هو كحل الروح القدس... الذي يفتح عينيك لكي تبصر وترجع ”من ظلمات إلى نور ومن سلطان الشيطان إلى الله“ لتنال بالإيمان بالمسيح المصلوب المُقام غفران الخطايا ونصيباً مع المقدسين (أعمال 18:26).

إذا اشتريت من المسيح هذا الكحل، وكحّلت به عينيك فستفهم كلمة الله، وقليلاً قليلاً ستغوص في أعماقها، وتظهر لك الجواهر الموجودة فيها. فقد قال الرب لإرميا النبي: ”ادعني فأجيبك وأخبرك بعظائم وعوائص لم تعرفها“ (إرميا 3:33). وحين تلمع أمام عينيك عظائم وعوائص كلمة الله، ستهتف مع كاتب المزمور قائلاً: ”لكل كمال رأيت حداً، أما وصيتك فواسعة جداً“ (مزمور 96:119).

وحين تصل إلى مكانك في الأبدية وأنت بين الذين فهموا أعماق كلمة الله فستضيء كضياء الجلد لأن هذا هو وعد الله:

”وَالْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ، وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ“ (دانيآل 3:12).

فاسمع مشورة يسوع المشير واشترِ منه الدواء فهو يقدّمه مجاناً وبلا ثمن.

”أَيُّهَا الْعِطَاشُ جَمِيعًا هَلُمُّوا إِلَى الْمِيَاهِ، وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالَوْا اشْتَرُوا وَكُلُوا. هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ خَمْرًا وَلَبَنًا“ (إشعياء 1:55).

قبل أن أختم رسالتي، ألفت نظرك إلى أن كنيسة لاودكية أوقفت المسيح على بابها.. لم يعد في وسطها. اسمعه يقول لها: ”هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي“ (رؤيا 20:3). في عصر كنيسة لاودكية يتعامل المسيح مع الأفراد. فالكنيسة أوقفته على بابها، وهو يتكلم بصوته لكل فرد. وعصر كنيسة لاودكية هو وقت العشاء، فقد قال المسيح: ”أدخل إليه  وأتعشّى معه وهو معي“. والعشاء آخر وجبات اليوم. فكنيسة لاودكية هي كنيسة الأيام الأخيرة.. الفرد الذي يسمع صوت المسيح في كلمته المكتوبة ويفتح باب قلبه له يدخل المسيح حياته ومعه عشاء الغفران والسلام والحياة الأبدية.

ليت روح الله يعمل في قلبك فتتّخذ الآن هذا القرار وتفتح باب قلبك للمسيح الواقف على الباب  وتختبر الخلاص والغفران.

 

عنوان هذه الرسالة ليس من عندي وإنما أعطاه يسوع الأمين الصادق لكنيسة لاودكية.. وهذه كلماته: ”لأنك تقول: إني أنا غني وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيء، ولست تعلم أنك أنت الشقي والبائس وفقير وأعمى وعريان“ (رؤيا 17:3).

كنيسة لاودكية كانت موجودة وقت كتابة رؤيا يوحنا، إذ قال الرب ليوحنا: ”وَالَّذِي تَرَاهُ، اكْتُبْ فِي كِتَابٍ وَأَرْسِلْ إِلَى السَّبْعِ الْكَنَائِسِ الَّتِي فِي أَسِيَّا: إِلَى أَفَسُسَ، وَإِلَى سِمِيرْنَا، وَإِلَى بَرْغَامُسَ، وَإِلَى ثَِيَاتِيرَا، وَإِلَى سَارْدِسَ، وَإِلَى فِيلاَدَلْفِيَا، وَإِلَى لاَوُدِكِيَّةَ“ (رؤيا 11:1).

ومع وجود كنيسة لاودكية مع سائر الكنائس، فإنها تقع في آخر قائمة الكنائس.. لأنها في رأينا الكنيسة التي سيكون لها الوجود الظاهر قبل عودة المسيح.

كنيسة لاودكية هي كنيسة العمي والعراة، فلنتأمل بتدقيق في وصف هذه الكنيسة كما قال ملاكها ثم نسمع وصف المسيح الصادق الأمين لها..

فلعلّك عضو في كنيسة العمي والعراة وأنت لا تدري!

وصف ملاك هذه الكنيسة لها

1- ”أنا غنيّ“

ويقيناً أن الغنى الذي يفخر به ملاك هذه الكنيسة غنى مادياً.. مباني تبهر النظر.. فريق ترنيم كثير العدد يلبس أجمل الثياب.. آلات موسيقية بأنواعها تسرّ الآذان.. ترانيم عصرية تخلو تماماً من مسحة الروح القدس.. مواعظ تخلو من التأثير الإلهي في قلوب السامعين.. وهذه الكنيسة بهذا الوصف كنيسة غنية.

ونسأل: هل هناك شركة حقيقية بين أعضائها؟ هل يمكن أن نقول عنها ”وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة“ (أعمال 32:4)، ”فإن كان عضو واحد يتألم، فجميع الأعضاء تتألم معه. وإن كان عضو واحد يُكرّم، فجميع الأعضاء تفرح معه“ (1كورنثوس 26:12)، أم أن هذه الكنائس الغنية هي منظمات يفتخر أعضاؤها بالانتساب إليها وهي بعيدة تماماً عن صورة الكنيسة التي أسسها المسيح؟

2- ”وقد استغنيت“

هذا ادّعاء بالاكتفاء الذاتي.. فهذه الكنيسة إن أردنا وصفاً صحيحاً لأعضائها فهو أنهم لا يريدون معرفة المسيح المعرفة القلبية.. لا يستطيع عضو هذه الكنيسة أن يقول مع بولس الرسول: ”بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ، وَأُوجَدَ فِيهِ... لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ“ (فيلبي 8:3-11).

3- ”ولا حاجة لي إلى شيء“

إلى هذا المدى وصل عضو كنيسة لاودكية.. اكتفاء بصورة التقوى دون اختبار قوتها.. وهو الوصف الذي وصف به بولس المنتمين للمسيحية في الأيام الأخيرة: ”محبين للّذات دون محبةٍ لله، لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها“ (2تيموثاوس 4:3-5).

 

وصف المسيح الصادق لحقيقة هذه الكنيسة

 ”ولست تعلم أنك أنت الشقي والبائس وفقير وأعمى وعريان“. ملاك كنيسة لاودكية كان يجهل حقيقة نفسه، كان لا يعلم أنه ”شقي وبائس وفقير وأعمى وعريان“.

شقي:

الشقاء ضد السعادة... وهو شقي لأنه يعيش تحت سيادة طبيعته الساقطة تنطبق عليه الكلمات: ”ويحي أنا الإنسان الشقي. من ينقذني من جسد هذا الموت؟“ (رومية 24:7).

بائس: أي اشتدّت حاجته.. فهو في حالة إفلاس روحي.

فقير: أي لا شيء له، فهو يفتقر إلى معرفة وفهم كلمة الله.

أعمى: أي ذهب بصره، فهو لا يرى بطلان الأمور المادية وقيمة الأمور الروحية وقد أعمى الشيطان ذهنه.

عريان: أي ليس لديه ثياب تستره.. فأعمال بره ثياب مهلهلة كما قال إشعياء النبي: ”وقد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة [ثياب مهلهلة] كل أعمال برنا وقد ذبلنا كورقة وآثامنا كريح تحملنا“ (إشعياء 6:64).

هذا وصف خطر وخطير، أن تكون الكنيسة التي تضم الألوف، وميزانيتها الملايين.. كنيسة لا تقدّم رسالة السلام لأعضائها، ولا تشبع حاجاتهم الروحية، وأعضاؤها عميان عن الحق الكتابي بخصوص الخلاص، والمعمودية بعد الإيمان، والمعنى الصحيح لعشاء الرب، وشركة القديسين، ومكان خادم الإنجيل المدعو من الله، والنبوات الخاصة بقرب عودة المسيح، والدينونة الأبدية، والحياة بعد الموت. أمّيّة روحية بدرجة مخجلة!

فهل كنيستك تنطبق عليها الأوصاف التي وصف بها المسيح ملاك كنيسة لاودكية؟!

هل أنت عضو في كنيسة العمي والعراة؟

لم يقف المسيح الصادق الأمين عند وصف الداء.. بل وصف الدواء.. والدواء الذي وصفه يضمن الشفاء التام.. وهذا دواء يسوع المسيح:

 

مشورة المسيح لملاك هذه الكنيسة

”أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ“ (رؤيا 18:3).

الدواء الذي وصفه يسوع هو وحده الذي يبيعه، فإن أردت أن تشتري هذا الدواء فلا بدّ أن تشتريه منه. لا أحد غيره يبيعه! فهو يشير على كل عضو في كنيسة العمي والعراة أن يشتري منه ثلاثة أشياء:

1- ”ذهباً مصفّى بالنار“

هذا الذهب المصفّى بالنار هو كلمة الله النقية الخالية من زغل التقاليد وتعاليم الناس: ”كلام الرب كلام نقيّ، كفضة مصفّاة في بوطة (بوتقة) في الأرض، ممحوصة سبع مرات“ (مزمور 6:12). ”أحكام الرب حق عادلة كلها. أشهى من الذهب والإبريز الكثير، وأحلى من العسل وقطر الشهاد“
(مزمور 9:19-10).

ابدأ في قراءة الكتاب المقدس بتدقيق وأنت تصلي من قلبك قائلاً: ”اكشف عن عينيّ فأرى عجائب من شريعتك“ (مزمور 18:119). ليكن قرارك أن تقبل كل تعليم تجده في الكتاب المقدس حتى إذا كان هذا التعليم ضد ما ورثته من تعاليم وتقاليد.. وأن ترفض بإصرار كل تعليم يناقض تعليم الكتاب المقدس.

إن سبب خراب الكنائس، وحياة الأفراد هو إهمال درس الكتاب المقدس وطاعة تعاليمه ورفض أي تعليم أو تقليد لا يتّفق مع كلماته.

اشترِ من يسوع كلمته النقية.. اشترِ منه ”ذهباً مصفى بالنار“.

2- ”ثياباً بيضاً لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك“

والثياب البيض هي ثياب بر المسيح التي نسجها بموته على الصليب.. وكل ثياب أخرى من أعمال الخير.. ثياب مهلهلة تشبع كبرياء الإنسان ولكنها مرفوضة تماماً من الله الذي ينظر إليها كرشوة تسيء إلى عدالته وقداسته. يقول بولس الرسول: ”هذا وإنكم عارفون الوقت، أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم، فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار، فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور. لنسلك بلياقة كما في النهار، لا بالبطر [التكبّر على الحق ورفضه] والسكر، لا بالمضاجع والعهر، لا بالخصام والحسد. بل البسوا الرب يسوع المسيح، ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات“ (رومية 11:13-14).

اخلع ثياب برك القذرة.. والبس المسيح وبره الأبيض أكثر من الثلج.

3- ”كحّل عينيك بكحل لكي تبصر“

هذا هو كحل الروح القدس... الذي يفتح عينيك لكي تبصر وترجع ”من ظلمات إلى نور ومن سلطان الشيطان إلى الله“ لتنال بالإيمان بالمسيح المصلوب المُقام غفران الخطايا ونصيباً مع المقدسين (أعمال 18:26).

إذا اشتريت من المسيح هذا الكحل، وكحّلت به عينيك فستفهم كلمة الله، وقليلاً قليلاً ستغوص في أعماقها، وتظهر لك الجواهر الموجودة فيها. فقد قال الرب لإرميا النبي: ”ادعني فأجيبك وأخبرك بعظائم وعوائص لم تعرفها“ (إرميا 3:33). وحين تلمع أمام عينيك عظائم وعوائص كلمة الله، ستهتف مع كاتب المزمور قائلاً: ”لكل كمال رأيت حداً، أما وصيتك فواسعة جداً“ (مزمور 96:119).

وحين تصل إلى مكانك في الأبدية وأنت بين الذين فهموا أعماق كلمة الله فستضيء كضياء الجلد لأن هذا هو وعد الله:

”وَالْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ، وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ“ (دانيآل 3:12).

فاسمع مشورة يسوع المشير واشترِ منه الدواء فهو يقدّمه مجاناً وبلا ثمن.

”أَيُّهَا الْعِطَاشُ جَمِيعًا هَلُمُّوا إِلَى الْمِيَاهِ، وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالَوْا اشْتَرُوا وَكُلُوا. هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ خَمْرًا وَلَبَنًا“ (إشعياء 1:55).

قبل أن أختم رسالتي، ألفت نظرك إلى أن كنيسة لاودكية أوقفت المسيح على بابها.. لم يعد في وسطها. اسمعه يقول لها: ”هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي“ (رؤيا 20:3). في عصر كنيسة لاودكية يتعامل المسيح مع الأفراد. فالكنيسة أوقفته على بابها، وهو يتكلم بصوته لكل فرد. وعصر كنيسة لاودكية هو وقت العشاء، فقد قال المسيح: ”أدخل إليه  وأتعشّى معه وهو معي“. والعشاء آخر وجبات اليوم. فكنيسة لاودكية هي كنيسة الأيام الأخيرة.. الفرد الذي يسمع صوت المسيح في كلمته المكتوبة ويفتح باب قلبه له يدخل المسيح حياته ومعه عشاء الغفران والسلام والحياة الأبدية.

ليت روح الله يعمل في قلبك فتتّخذ الآن هذا القرار وتفتح باب قلبك للمسيح الواقف على الباب  وتختبر الخلاص والغفران.

المجموعة: 200806

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

112 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10473007