حزيران (يونيو) 2008
لا بد لأي واحد منا أن يكون واحداً من اثنين، قائداً أو مُقاداً. ولكن حبذا لو كان كل قائد يمارس مسؤولياته لصالح البشر، وكل مُقاد ينفّذ أوامر قائده لخير الإنسان وسعادته! لكن الحقيقة المؤلمة هي أن هناك من يأمر بالتخريب والإجرام، وهناك من ينفِّذ هذه الأوامر الجهنمية.
ولكن سواء كنت قائداً أم مُقاداً، فأنت - إن لم تكن قد سلمت زمام حياتك إلى الله، مصدر كل خير وصلاح – فأنت مُقاد حتماً من قبل قوة خفية لا تُرى. وسيدك واحد، وما يوعزه إليك تنفّذه؛ فأنت تأتمر بأوامره، وتنجرّ بحباله، وتنصاع لطاعته وتلبية دعوته - وربما عرفت الآن من أقصد - أجل، ليس هو سوى إبليس الرجيم سيد هذا العالم وقائده، مصدر كل شر وطلاح!. فقد تدّعي الإيمان بالله من ناحية، لكنك تنجز أعمال الشيطان، وتتمم خططه، وتنفذ مآربه من ناحية أخرى. فكيف يمكنك أن توفّق بين طبيعة الاثنين المتناقضة وأعمالها المتباينة؟ فكما أن الشجرة لا يمكنها أن تنتج نوعين من الثمر، الصالح والرديء، أو أن ينبوعاً واحداً لا يستطيع أن يخرج الماء الحلو والمر، هكذا لا يمكنك أن تنتج الاثنين معاً، فإما الواحد أو الآخر.
أفلا تريد أن يكون الله قائدك ويستلم زمام حياتك للخير لا للشر؟ قد تريد ذلك ولكنك لا تعلم كيف تحققه. أو قد تعرف كيف تحققه، لكنك تتجاهل الحقيقة وتحاول إهمالها وبالتالي نكرانها. لكن اعلم يقيناً أنه لا توجد طريقة أخرى تستطيع فيها التحرر من قيادة إبليس إلا بأن تتوب توبة حقيقية عن خطاياك وتؤمن بمخلص نفسك "الرب يسوع المسيح". فقد قال: ”كل من يعمل الخطيئة هو عبد للخطيئة. فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً“.