تشرين الثاني (نوفمبر) 2008
ثانياً: الكنيسة كجسد المسيح
· من أمجد الحقائق التي أعلنها الوحي في الكلمة المقدسة أن الكنيسة ليست فقط جسداً حياً لكنها جسد المسيح نفسه.
· حين جاء ابن الله إلى أرضنا اتخذ من العذراء المطوّبة جسداً له، وحين ترك أرضنا إلى المجد تُركنا نحن جسداً له على الأرض.
· لما التقى الرب يسوع مع شاول الطرسوسي وهو في طريقه إلى دمشق إمعاناً في اضطهاد الكنيسة، سأله: شاول، شاول لماذا تضطهدني؟ لم يكن سؤاله لماذا تضطهد كنيستي، بل لماذا تضطهدني أنا؟ (أعمال 4:9-5)
فأجاب شاول: من أنت يا سيد؟ فقال الرب: أنا يسوع الذي أنت تضطهده. فاضطهاد الجسد هو اضطهاد الرأس.
1- امتيازاتنا كجسد المسيح
· رآنا الرب يسوع لؤلؤة كثيرة الثمن فمضى وباع كل ما كان له واشتراها (متى 46:13).
”الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ“ (فيلبي 6:2-8).
وإذ باع كل ما له، أخلى نفسه [ليس من نفسه ولا من ألوهيته] وجاء إلينا واشترانا وافتدانا بدمه (أعمال 28:20) فصرنا شعب اقتناء له (1بطرس 9:2).
· نحن شعب اقتناء: يُقال إن القادة العسكريين بعد انتصارهم كانوا يحتفظون ببعض الغنائم لهم شخصياً كجزء من مقتنياتهم. ونجد في المتاحف بعض الأشياء التي قد تبدو تافهة لكنها ذات قيمة كبرى لأنها كانت في يوم من الأيام من مقتنيات رجال عظماء.
· لأننا شعب اقتناء له: فقد أعطانا ”اسمه“ قبل أن يطالبنا بمسؤولياتنا. ”فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلَّوْا وَطَلَبُوا وَجْهِي، وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيةِ فَإِنَّنِي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ“ (2أخبار 14:7).
· بل هو أعطانا روحه ليسكن فينا
”فَلاَ يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدُ أَبْرَامَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ... سَارَايُ امْرَأَتُكَ لاَ تَدْعُو اسْمَهَا سَارَايَ، بَلِ اسْمُهَا سَارَةُ“ (تكوين 5:17 و15). أُضيف حرف الهاء وهو حرف مركزي في اسم الله ”إيلوهيم“، و”يهوه“. أما نحن فلم يعطنا فقط حرفاً من اسمه بل أعطانا روحه ليسكن فينا.
· بل هو أعطانا مجده
”وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ“ (يوحنا 22:17) ”وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ، وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي، وَأَنَا مُمَجَّدٌ فِيهِمْ“ (يوحنا 10:17).
· لأننا جسده، فحيثما يوجد هو نوجد نحن أيضاً، وما كانه هو نكونه نحن أيضاً بالنعمة.
· هو حجر الزاوية، وقد جعلنا أحجاراً حية حوله يُبنى منها هيكل الله الذي هو نحن، ويخدم فيه كهنة هم نحن أيضاً، يقدمون ذبائح هي نحن أيضاً.
· هو ابن الله، وقد جعلنا بالنعمة أولاد الله. ”وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ“ (يوحنا 12:1). ”اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ!“ (1يوحنا 1:3).
· هو وارث الله. وقد جعلنا ورثة الله ”اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ. فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ“ (رومية 16:8-17).
· هو نور العالم. ونحن نور العالم كما قال هو ”أنتم نور العالم“ (متى 14:5).
· هو ملك وكاهن ونحن كذلك ملوك وكهنة. ”وجعلنا ملوكاً وكهنة لله أبيه“ (رؤيا 6:1).
· هو مات ونحن متنا معه ”مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ“ (غلاطية 20:2). ”لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ“ (كولوسي 3:3).
· هو دُفن ”فدُفنا معه بالمعمودية“ (رومية 4:6).
· هو قام ونحن قمنا معه ”وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ“ (أفسس 6:2).
· هو جالس عن يمين الله ”وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ“ (أفسس 6:2).
· هو سيأتي ثانية وسنأتي نحن أيضاً معه ”مَتَى أُظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ“ (كولوسي 4:3).
· هو حي ونحن سنحيا ”إني أنا حيّ فأنتم ستحيون“ (يوحنا 19:14).
· هو وُصف بأنه شبه حجر اليشب. الكنيسة أيضاً وُصفت بذلك ”لَهَا مَجْدُ اللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ“ (رؤيا 11:21؛ رؤيا 3:4).
· هو سيملك ونحن سنملك أيضاً معه ”وَرَأَيْتُ عُرُوشًا فَجَلَسُوا عَلَيْهَا، وَأُعْطُوا حُكْمًا. وَرَأَيْتُ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ وَمِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَالَّذِينَ لَمْ يَسْجُدُوا لِلْوَحْشِ وَلاَ لِصُورَتِهِ، وَلَمْ يَقْبَلُوا السِّمَةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ وَعَلَى أَيْدِيهِمْ، فَعَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ الْمَسِيحِ أَلْفَ سَنَةٍ“ (رؤيا 4:20). ”إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضًا مَعَهُ“ (2 تيموثاوس 12:2).
· لأننا جسده ولأننا شعب اقتناء له، فهو مسؤول عن حمايتنا ورعايتنا.
· لأننا جسده، لا يحق لنا أن نخاف كما خاف التلاميذ وهم في السفينة مع أنه كان نائماً في مؤخرتها (متى 22:28-27). بل إنه قال: ”تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو: لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ، وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا“ (لوقا 27:12).
· لأننا جسده فهو سوف يتمنطق ويتكئنا ويتقدم ويخدمنا متى جاء ”طُوبَى لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ الَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُهُمْ وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدُمُهُمْ“ (لوقا 37:12).
يحكي كتاب ”حين ضحك (قهقه) لعازر” أن الإمبراطور المجنون كاليجولا استدعى لعازر وسأله: ”هل أنت مسيحي؟“ قال: ”نعم“. قال له: ”ألا تعلم أنني أقتل المسيحيين؟ هل لا زلت تقول إنك مسيحي؟“ قال: ”نعم“. قال الإمبراطور: ”إذن سأقتلك“. فضحك لعازر. قال له كاليجولا: ”إن ضحكت ثانية سوف أقتلك“. فقهقه لعازر بصوت عال وقال للإمبراطور: ”هل تخيفني بالموت؟ ألم يبلغك أنني سبق أن متّ وأقامني سيدي“؟
2- مسؤوليتنا كجسد المسيح
· أن نمجد الرأس وأن نخضع للرأس فنظهر المسيح في حياتنا ونطيعه.
· أن نتّحد مع بقية أعضاء الجسد فنحب الجميع ”بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ“ (يوحنا 35:13).
· أن نحيا حياة القداسة التي تظهر للعالم حولنا أننا فعلاً أعضاء في جسد المسيح.
والقداسة تعني الاختلاف والتخصّص ليسوع المسيح ”الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ“ (تيطس 13:2-14).
الاختلاف
· اتجه آدم بعد سقوطه شرقاً بدليل أن الرب أقام الكروبيم شرقي جنة عدن.
· قايين بعد أن قتل أخاه هابيل اتجه شرقاً وسكن في أرض نود شرقي جنة عدن (تكوين 16:4).
· وبُناة برج بابل ارتحلوا شرقاً (تكوين 2:11).
· ولوط ارتحل شرقاً (تكوين 11:13).
· إبراهيم هو الذي كان مختلفاً فاتجه غرباً أي ضدّ التيار وضدّ سير الجميع، فأعطاه الله كل ما في الغرب والشرق والشمال والجنوب.
· أنتيباس (ومعناه ضدّ اتجاه الناس) وصفه الرب في رسالته لملاك كنيسة برغامس بأنه شهيده الأمين مع أنه كان موجوداً حيث الشيطان يسكن، وقُتل هناك (رؤيا 13:2).
القداسة تطالبنا بأن نتخلى ليس فقط عن الشر بل أيضاً عن شبه الشر، بل حتى عن أشياء قد لا تكون في حدّ ذاتها شراً لكنها لا تليق بجسد المسيح. ”كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي، لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوَافِقُ. كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي، وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي“ (1كورنثوس 23:10).
التخصّص للخدمة: ”وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ العَجِيب“ (1بطرس 9:2).
· كل من يموت يقف أمام الله ليقدم حساباً عن نفسه وحساباً عني أنا أيضاً: هل قدّمت له الرب يسوع؟ هل بشّرته أم نفّرته؟
· لماذا لا تكون أنت الشخص الذي حين يقف أمام كرسي المسيح يقول له الرب: ”نعمّا أيها العبد الصالح والأمين، لقد كنت أنت الشخص الذي قاد إلى الإيمان بي آخر شخص انضمّ إلى الكنيسة فاكتملت به عروسي؟“
· روبرت جفري المبشر الكندي المشهور كان يتقن اللغة الصينية لذلك حاولت شركة نيويورك ستاندارد أويل أن تجعله يترك عمله كمبشر ليصبح ممثلاً لها في الصين، وعرضت عليه مرتباً ضخماً فأبى. فضاعفت المرتب فأبى. فأرسلت الشركة تقول له: ”حدّد أنت المرتب الذي تريده وسوف نوافق عليه مهما كان كبيراً“. فأجابهم: ”المرتب ضخم جداً، لكن الوظيفة صغيرة جداً بالمقارنة مع خدمة الرب التي أقوم بها“.
أنتم جسد المسيح الذي به يستطيع الرب أن يتمم مقاصده في العالم.
· كما أن الرب يسوع هو صورة الله غير المنظور، هكذا ينبغي أن تكون الكنيسة هي صورة المسيح غير المنظور الآن.
· كثيراً ما تدين الكنيسة العالم، فإذا حدثت كارثة نقول: إن العالم الشرير قد جلب غضب الله على نفسه. ولكن، هل سألنا أنفسنا عن مسؤولية الكنيسة فيما حدث.
إن أُطفئت الأنوار في قاعةٍ فأظلمت، لا تلم الظلام، ولكن نقول: أين النور؟ أين المصباح ليبدّد الظلام؟ فإذا كان العالم يعيش في ظلام، دعونا لا ندين العالم بل نتساءل: أين الكنيسة التي وصفها المسيح بأنها نور العالم؟
وحين كان الرب على وشك أن يهلك سدوم سأله إبراهيم وقال: ”أفتهلك البار مع الأثيم؟ عسى أن يكون خمسون باراً في المدينة، أفتهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين باراً الذين فيه؟ فقال الرب: إن وجدت في سدوم خمسين باراً فإني أصفح عن المكان كله من أجلهم. ثم قال: إن وُجد عشرة لا أُهلك المكان لأجلهم“.
· إن الكنيسة البارة الشاهدة تحمي العالم من الضربات. لكن، إذا كانت الكنيسة مثل العالم ومن العالم فهي مسؤولة أيضاً عما يحدث للعالم من ويلات وما به من ظلام، وعلينا أن نسأل: أين النور؟ أين من وصفهم الرب بأنهم نور العالم؟
· ”وَالآنَ تَعْلَمُونَ مَا يَحْجِزُ حَتَّى يُسْتَعْلَنَ فِي وَقْتِهِ. لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ، إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ، وَحِينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ الأَثِيمُ، الَّذِي الرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ، وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ“ (2تسالونيكي6:2-8).
إن الروح القدس الساكن في الكنيسة هو الذي يحجز ويحمي العالم من ويلات كثيرة، لكن حين تُختطف الكنيسة ويُرفع الروح القدس معها، إذ ذاك سيأتي الأثيم ويخرب العالم.
· ”فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلَّوْا وَطَلَبُوا وَجْهِي، وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيةِ فَإِنَّنِي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ“ (2أخبار 14:7).
هو يغفر لنا ويبرئ أرضنا وبلادنا إذا تواضعنا وصلينا وطلبنا وجهه ورجعنا عن طرقنا الرديئة.
أنتم جسد المسيح فحافظوا على هذا الجسد من الأمراض:
مرض نقص التغذية.. إهمال الكلمة المقدسة.
مرض سوء التغذية.. التعاليم الخاطئة.
مرض تضخم خلية أو عضو على حساب بقية الأعضاء وعلى حساب الجسد، فيصبح ورماً سرطانياً.
مرض محاربة الجسد لجزء منه أو نسيج منه autoimmune disease.
قد أكون متناقضاً، ولكن بقدر درجة تجنبنا هذه الأمراض، فإن أصلي أن نصاب كجسد المسيح بثلاثة أمراض للقلب تُعتبر مميتة في الجسد العادي لكنها محيية في جسد المسيح:
أمراض القلب
1- انكسار القلب
”الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اَللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ“ (مزمور 17:51).
”يَشْفِي الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، وَيَجْبُرُ كَسْرَهُمْ“ (مزمور 3:147).
القلب المنكسر هو القلب الخالي من الكبرياء والغرور الذي له فكر المسيح الذي ”... لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ... وَضَعَ نَفْسَهُ“ (فيلبي 5:2-8).
· الكبرياء هي أخطر الخطايا لأن صاحبها لا يحسّ بها، لكنه يكرهها في غيره وهي في الوقت نفسه تؤدي إلى خطايا أخرى كثيرة، وتضعف الكنيسة لأنها تنفّر الآخرين منا.
اتفقت ضفدعة مع طائرين أن يحملاها إلى مكان بعيد، وربطت طرفي حبل في الطائرين - طرف في كل طائر - وهي تعلّقت بفمها في منتصف الحبل. وما أن طار الطائران ومعهما الضفدعة حتى شاهد أحدهم على الأرض هذا المنظر فقال: ”يا لها من فكرة عبقرية! تُرى، من هو العبقري الذي فكّر فيها؟“. قالت الضفدعة بكبرياء: ”أنا“. وما أن فتحت فاها حتى سقطت على الأرض محطّمة.
2- تضخم وانتفاخ القلب
”فَمُنَا مَفْتُوحٌ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الْكُورِنْثِيُّونَ. قَلْبُنَا مُتَّسِعٌ... فَجَزَاءً لِذلِكَ أَقُولُ كَمَا لأَوْلاَدِي: كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُتَّسِعِينَ!“ (2كورنثوس 11:6-13).
القلب المتسع هو القلب الذي يحب الجميع ويخدم الجميع حتى الذين لا يحبونه. إنها محبة الأغابي Agape كما فعل الرب معنا، وكما فعل بولس مع أهل كورنثوس.
”فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ“ (فيلبي 5:2-11).
لكن تمتّعنا بالقلب المتسع الذي يقبل ويحب من يخالفوننا الرأي والمبدأ لا يعني أبداً أننا نوافقهم على مبادئهم أو أن نجاريهم في أفعالهم. فبولس صاحب القلب المتسع كتب بعد ذلك مباشرة: ”لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاق لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا“ (2كورنثوس 14:6-16).
3- التهاب القلب
”أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِبًا فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ؟“ (لوقا 32:24).
· القلب الملتهب هو القلب الغيّور للرب، الممتلئ من محبته وللآخرين. ”مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ“ (تيطس 13:2-14).
· تلتهب قلوبنا كما حدث مع تلميذَي عمواس، حين نسمع الرب يوضّح لنا الكتب المقدسة ونفهم الأمور المختصة به في جميع الكتب (لوقا 27:24) فنفحص قلوبنا ودوافع خدمتنا على نور الكلمة المقدسة.
· تلتهب قلوبنا، كما حدث مع تلميذَي عمواس، حين نتأمل جراحه من أجلنا إذ عرفا الرب عندما كسر الخبز (لوقا 31:24). فرأيا آثار المسامير في يديه.
· تلتهب قلوبنا حين يعمدّنا الرب بنار الروح القدس. قال المعمدان: ”أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ، وَلكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ“ (متى 11:3).
لما أخبر جبرائيل الملاك العذراء مريم بأنها ستحبل وتلد يسوع الذي سيأخذ منها جسداً، قالت: ”كَيْفَ يَكُونُ هذَا ...؟ فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ“ (لوقا 24:1 و25). وحين يطالبنا الرب بأن نكون له جسداً على الأرض بعد صعوده، نقول له: كيف يكون هذا؟ فيجيبنا: ”سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا“ (أعمال 8:1).
يا كنيسة المسيح، أنتِ جسد حي، أنتِ جسد الرب نفسه وروحه يسكن فيكِ، فعيشي كما يحق لهذا الإنجيل العظيم، بل أنتِ يا كنيسة المسيح، عروس المسيح، فعيشي في انتظار وترقّب واشتياق لعودة عريسكِ المجيد.