Voice of Preaching the Gospel

vopg

شباط February 2010

هكذا كان يسوع مخلصنا مثالاً حياً لنا وقدوة عملية. كان كاملاً في أقواله، نقياً في أفكاره وأعماله. كان المعلم الأعظم لجميع الذين توجهت قلوبهم إلى الله، فسمعوا صوت الروح القدس، وأطاعوا دعوته بكل خضوع وتواضع، مقتدين بسيدهم

المكتوب عنه أنه كان في قمة الانتظار: وهو "الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ". وهؤلاء أيضاً الذين صمموا بثبات أن ينتقلوا طوعاً من حيّز التصديق إلى حيّز التطبيق قد اختبروا قوة هذا التوجّه.
لقد كان الرب يسوع المسيح أعظم مثال لنا في انتظار تدبيرات الآب الصالحة، والصبر على شر الخطاة ومقاومة الأعداء وإساءاتهم، وعلى تشكيك المشككين، وإنكار المقرّبين، وضعف إيمان التابعين!!!
ومن ينتظر لا بدّ أن يكون منتظَرَهُ حقيقياً، حياً، قادراً، وأميناً.
فبعضهم ينتظر دهره حتى يصفو، فإذا بأيامه تزداد تعكيراً ولياليه قتاماً.
وآخر ينتظر ابنه حتى يكبر فيريحه، لكنه ينشأ مارقاً مستهتراً لا يعبأ به ولا يلتفت إليه!
وآخر ينتظر ماله حتى يكثر لكي يسعد بسببه فإذا به يصبح له مصدر تعب وشقاء إذا كثر، وسبب تعاسة وبكاء إذا قلّ!
وغيرهم ينتظر الأقارب والأصدقاء ليُخلِصوا له العهد ويحفظوا له الوفاء، ولكنه يكون مرغماً فيما بعد أن يقول كما قال أيوب: "أَمَّا إِخْوَانِي فَقَدْ غَدَرُوا مِثْلَ الْغَدِيرِ".
وغيرهم انتظر كورته حتى تخصب ليقول لنفسه: "يا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَاغَبِيُّ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟". لقد خاب منتظرك لأنك انتظرت واهماً ما لا سلطان لك عليه!
فالمنتَظَر الحقيقي ليس هو شيء ولا ظرف بل هو شخص الحي القادر على كل شيء... هو الصخر الكامل صنيعه، والأمين على مواعيده وكل ما سواه ومن سواه رماد خائب لا معنى له!!
وإلينا بعض الاختبارات من كلمة الله:
يقول حجّي النبي: "انْتَظَرْتُمْ كَثِيرًا وَإِذَا هُوَ قَلِيلٌ" (حجي 9:1).
ويقول أيوب: "حِينَمَا تَرَجَّيْتُ الْخَيْرَ جَاءَ الشَّرُّ، وَانْتَظَرْتُ النُّورَ فَجَاءَ الدُّجَى" (أيوب 26:30).
ويقول داود الملك: "انْتَظَرْتُ رِقَّةً فَلَمْ تَكُنْ، وَمُعَزِّينَ فَلَمْ أَجِدْ" (مزمور 20:69).
ويقول في سفر المراثي: "أَمَّا نَحْنُ فَقَدْ كَلَّتْ أَعْيُنُنَا مِنَ النَّظَرِ إِلَى عَوْنِنَا الْبَاطِلِ. فِي بُرْجِنَا انْتَظَرْنَا أُمَّةً لاَ تُخَلِّصُ" (مراثي 17:4).
أما الذين انتظروا الرب القدير الحكيم لكي يرتب بنفسه أمورهم، ويظهر حقهم مثل النهار، وبرّهم مثل الظهيرة، ويعطيهم الرفعة وحسن العاقبة.. فقد حصلوا بشخصه المبارك على كل تلك العائدات المجزية في أيٍ من النواحي التالية وسواها أيضاً.
1- انتظار الرب لأجل رحمته
ربما يعتمد الكثيرون على صلاحهم، وتقواهم، وممارساتهم الدينية، وتقدماتهم كبديل أو حتى رديف لرحمة الله من أجل الخلاص وامتلاك النعمة والحصول على الحياة الأبدية، ولكن كلمة الله تعلمنا أن مستند خلاصنا الوحيد هو رحمة الله، فلولا رحمته لا نستطيع أن نثبت في طريق الإيمان. يقول الإنجيل: "وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ" (يهوذا 21). ويقول داود: "أَمَّا رَحْمَةُ الرَّبِّ فَإِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ عَلَى خَائِفِيهِ، وَعَدْلُهُ عَلَى بَنِي الْبَنِينَ، لِحَافِظِي عَهْدِهِ وَذَاكِرِي وَصَايَاهُ لِيَعْمَلُوهَا" (مزمور 17:103-18).
2- انتظار الرب لأجل الشبع والاكتفاء
يوجد من يحاول أن يمتلئ ويكتفي بمجهوداته الخاصة إذ يرى أن لديه الصحة، والقوة، والإمكانيات، والتدبير، والإرادة، ولكنه يفاجأ بالفشل الذي لا يتوقّعه، والمؤمن الحق هو الذي ينتظر الرب في اجتهادٍ وحكمة. يقول الرسول بولس: "لَيْسَ أَنَّنَا كُفَاةٌ مِنْ أَنْفُسِنَا أَنْ نَفْتَكِرَ شَيْئًا كَأَنَّهُ مِنْ أَنْفُسِنَا، بَلْ كِفَايَتُنَا مِنَ اللهِ" (2كورنثوس 5:3). ويقول أيضاً: "كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ، كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ، كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ" (2كورنثوس 10:6 ). وهذه تتحقّق للذين جعلوا ذواتهم هياكل لله الحي وكانوا له أبناء مخلصين.
3- انتظارالرب لأجل الإنصاف والتبرير
كثيراً ما يظلمنا العالم وربما نُظلَم أحياناً ممن يدّعون أنهم إخوة وهم لا يكتفون بهذا بل يحاولون إسكات صوت التبكيت بأن يتباكوا أمام الذين لا يعرفون الحقيقة من أصحاب القلوب السليمة لكي يرثوا لهم ويبرروهم! ونشعر نحن بالمرارة والأسى، ولكن كلمة الله تعلّمنا "لاَ تَقُلْ: إِنِّي أُجَازِي شَرًّا. انْتَظِرِ الرَّبَّ فَيُخَلِّصَكَ" (أمثال2:20). ويقول داود الملك: "قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ يُجْرِي حُكْمًا لِلْمَسَاكِينِ وَحَقًّا لِلْبَائِسِينَ" (مزمور 12:140). ويقول بطرس الرسول: "فَإِذًا، الَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ، فَلْيَسْتَوْدِعُوا أَنْفُسَهُمْ، كَمَا لِخَالِق أَمِينٍ، فِي عَمَلِ الْخَيْرِ" (1بطرس 19:3).
4- انتظار الرب لأجل الحماية والإنقاذ
قال الفتية الثلاثة لنبوخذنصّر أعظم وأعتى ملك في زمانه، وقد أمر بإلقائهم في أتون النار المحمّى سبعة أضعاف لأنهم لم يسجدوا للتمثال الذي صنع: "يَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، لاَ يَلْزَمُنَا أَنْ نُجِيبَكَ عَنْ هذَا الأَمْرِ. هُوَذَا يُوجَدُ إِلهُنَا الَّذِي نَعْبُدُهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنْ أَتُّونِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ، وَأَنْ يُنْقِذَنَا مِنْ يَدِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ"
(دانيال 16:3-17). فما أعظم ذلك الانتظار الذي كان في قلوب أولئك المسبيين! "قَرِيبٌ هُوَ الرَّبُّ مِنَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، وَيُخَلِّصُ الْمُنْسَحِقِي الرُّوحِ. كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ، وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ" (مزمور 18:34-19). "لأَنَّ الرَّبَّ يُحِبُّ الْحَقَّ، وَلاَ يَتَخَلَّى عَنْ أَتْقِيَائِهِ. إِلَى الأَبَدِ يُحْفَظُونَ. أَمَّا نَسْلُ الأَشْرَارِ فَيَنْقَطِعُ" (مزمور 28:37). "الإِلهُ الْقَدِيمُ مَلْجَأٌ، وَالأَذْرُعُ الأَبَدِيَّةُ مِنْ تَحْتُ" (تثنية 27:33).
5- انتظار الرب لأجل القوة والثبات
إن مواجهة الأمور المعقّدة في حياتنا الأرضية والتعرّض للتجارب والضيقات وامتحانات تحتاج إلى قوة غير عادية، ولكن وعد الله للمؤمن يقول:" يُعْطِي الْمُعْيِيَ قُدْرَةً، وَلِعَدِيمِ الْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً. اَلْغِلْمَانُ يُعْيُونَ وَيَتْعَبُونَ، وَالْفِتْيَانُ يَتَعَثَّرُونَ تَعَثُّرًا. وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ" (إشعياء 29:40-31)، ويقول المرنم: "أَنْفُسُنَا انْتَظَرَتِ الرَّبَّ. مَعُونَتُنَا وَتُرْسُنَا هُوَ" (مزمور 20:23).
6- انتظار الرب لأجل التعزية والطمأنينة والسلام
قد اختبر المؤمنون في الماضي النتيجة الظاهرة لذلك الانتظار. يقول المرنم: "عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي" (مزمور 19:94). وكل مؤمن حقيقي في كنيسة المسيح اليوم يثق بوعد الرب يسوع لجميع منتظريه قائلاً:
"سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا" (يوحنا 27:14).
 ويقول الرسول بولس:
"وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (فيلبي 7:4).
7- انتظار الرب لأجل التعويض عن الهوان بالتمييز والرفعة
لا يستطيع العالم كله أن يسلب المؤمن المتقي الرب، والذي في قلبه انتظار دائم قيمة التعويض الإلهي. يقول داود: "فَاعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ قَدْ مَيَّزَ تَقِيَّهُ. الرَّبُّ يَسْمَعُ عِنْدَ مَا أَدْعُوهُ" (مزمور 2:4-3). وهو يوصي بما اختبره قائلاً: "سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي، وَيُخْرِجُ مِثْلَ النُّورِ بِرَّكَ، وَحَقَّكَ مِثْلَ الظَّهِيرَةِ. انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ، وَلاَ تَغَرْ مِنَ الَّذِي يَنْجَحُ فِي طَرِيقِهِ، مِنَ الرَّجُلِ الْمُجْرِي مَكَايِدَ" (مزمور 5:37-7). ويقول أيضاً: "الشِّرِّيرُ يُرَاقِبُ الصِّدِّيقَ مُحَاوِلاً أَنْ يُمِيتَهُ. الرَّبُّ لاَ يَتْرُكُهُ فِي يَدِهِ، وَلاَ يَحْكُمُ عَلَيْهِ عِنْدَ مُحَاكَمَتِهِ. انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاحْفَظْ طَرِيقَهُ، فَيَرْفَعَكَ لِتَرِثَ الأَرْضَ. إِلَى انْقِرَاضِ الأَشْرَارِ تَنْظُرُ" (مزمور 32:37-34).
عزيزي القارئ الكريم، هذا العدد من اختبارات أولاد الله، وذلك الكم من المواعيد والمواثيق الإلهية التي ذكرتُ ما هي إلا قليل من كثير مما يزخر به الكتاب المقدس، وهي لا تدع مجالاً للشك في تعاملات الله الصالحة وقصده المبارك في حياتنا في قوة أو ضعف، في غنى أو فقر، في حياة أو موت، لأننا حينما نملّك الرب على حياتنا وقلوبنا لا يبقى لنا على نفوسنا أي سلطان ولا خوف أو ارتياب في كل ما نمرّ به "لأَنَّ اللهَ هذَا هُوَ إِلهُنَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. هُوَ يَهْدِينَا حَتَّى إِلَى الْمَوْتِ" (مزمور 14:148)، والرب يثبّت خطانا جميعاً في طريق انتظاره.

المجموعة: 201002

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

286 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10560377