Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيار May 2010

سُئل آدم كلارك كيف استطاع أن يخرج للعالم كل كتبه من مجلدات ضخمة، وهنا قال السائل قبل أن يسمع الجواب: أليس كل ذلك يا مستر كلارك عن طريق الصلاة؟ فأجابه: كلا يا صديقي، بل بالقيام باكراً جداً.

إن النجاح هو الحياة الطبيعية إذا تعلمنا كيف نتحكم في أقوالنا وأفكارنا وسلوكنا، أي كيف نستخدم قدراتنا على تطوير كل نواحي الحياة. إنه كالسلم الموسيقي لا يكتمل إلا بلمسات حانية على المفاتيح البيضاء والسوداء. وهناك عدة طرق للوصول إلى النجاح تبدأ بالفكر، فالفكر يحدد الهدف والعبرة بالنتيجة. فالأهداف والدوافع غير الواضحة هدامة وتحتاج الى الواقعية. وتظل المرونة عاملاً مؤثراً جداً لا سيما عند الفشل وتغيير الخطة أو الأساليب. إذ النجاح هو تحقيق الرغبات وبلوغ قمة الشهرة والازدهار. إنه خطة مدروسة تقود الى نتائج مرضية وأداء أو فعل يتلاءم والإمكانيات وواقعية الأهداف. إنه سباق نحو الجعالة رغم الصعوبات، لكن كم حطم النجاح أعظم الرجال وأقواهم لأن طريق الصعود اليه يمر على أكتاف الآخرين. وقد يكون النجاح غير متوقع على الإطلاق. يُقال عن اللبؤة أنها تلقي شبلها الصغير بعد ولادته بثلاثة أيام من فوق الجرف لكي يشرب من نبع الحياة ويتعلم فنونها.

والنصيحة الأولى: ”كن متفائلا“

قيل أن اثنين قطفا عنباً، فقال المتفائل: إني مسرور لأني آكل عنباً حلواً، وقال المتشائم: إني غير مسرور لأن في العنب بذراً. فالمتفائل هادئ الطبع، مرتاح الأعصاب، مطمئن البال. قال الشاعر:

أيها الشاكي وما بك داء
كيف تبدو إذا غدوت عليلا
وترى الشوك في الورود وتعمى
أن ترى فوقها الندى إكْليلا
أحكم الناس في الحياة أناس
عللوها فأحسنوا التعليلا
فتمتع بالصبح ما دمت فيه
لا تخف أن يزول حتى يزولا

لذلك يقول المسيح: ”لستَ تَعْلَمْ الآن ما أنا أَصْنَعُ بك لكنك ستفهم فيما بعد“ (يوحنا 7:13).

خسر تاجر كل ثروته، فرجع الى بيته مكتئباً جداً. فسألته زوجته: ماذا جرى؟ فأجاب: خربت! أفلست! لقد ضاعت ثروتي! فقالت الزوجة الفاضلة: لم تخسر الكل، لا يزال شرفك باقياً، وسِمْعَتُكَ الطيبة وأنا والأولاد. فقال التاجر المسكين: ليغفر لي الله، واقتنع أنه لم يخسر شيئاً إلا كيس ذهب. وبدأ يبني ما دمرته الأيام ونجح.

والدرس الثاني: حوِّل الفشل نجاحاً أو "كن قوياً"

توقّف عن الشعور بأن حياتك ضياع وعليك أن تكتشف الطريق نحو الهدف. وعند الفشل، استخرج القوى الدفينة في شخصيتك لتصد العقبات. هنا يمكنك أن تتحرر من المخاوف والقلق والشك والذنب، وتعبّر بالإيمان بالله عن ضعفك حتى تتصاغر المشكلات أمامك. بمعنى آخر، ركز على قوة عقلك الخلاقة لتستنبط ما هو جيد ومرغوب ووجهها نحو الطاقات الواهنة لتفرح بنجاحك وتحيا مكتفياً بيومك لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح ( 1تيموثاوس 7:1). قال ألفرد دي موسيه: لا شيء يجعلنا عظماء مثل ألم عظيم، وإن الفشل العظيم كثيراً ما يفوق النجاح العظيم. كان روبنز الفنان الشهير يفتخر بفنه ويقول: إنه يستطيع بلمسة واحدة من ريشته أن يحول صورة طفل عابس باكي الى صورة طفل ضاحك. لكن المسيح ”جعل العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشَّرون“ (لوقا 22:7). نعم! إنه يخلص الى التمام جميع الخطاة.

والأمر الثالث: إصغ الى النصيحة المخلصة أو "كن طائعا"

كان واشنجتون على وشك أن يصير بحاراً برتبة صف ضابط، بل أن صندوق ”عفشه“ سبقه الى السفينة. ولما جاء يودّع أمه رأى دموع عدم الرضى فأرجع عفشه. وباركته أمه وقالت: الله سيكافئك. وقد كافأه فعلا فأصبح فيما بعد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

ابتعد عن العلاج المغلوط للنفس كالتبرير الذي لم يداوِ جراح أبوينا في الجنة عندما أخطأا (تكوين 3)، أو الإسقاط بمعنى نسبة ما فيك الى غيرك بعد تكبيرها فتبدو تصرفاتك أفضل منه (متى 1:7-5). والبعض يستخدمون التقمص حيث يأخذون ما في الناس من صفات حميدة للنفس دون العمل على بلوغها، أو انعدام الترابط بتلاشي الوحدة والانسجام بين التفكير والوجدان والأفعال Dissociation وتنقسم الى حركات قسرية أي تعمل لا إراديا ثم الإكثار من التفكير النظري. وآخرون يقعون في مصيدة الكبت أو القمع Suppression وهو ضبط النفس وحبسها عما تشتهيه بدون وعي بسبب إخفاق أو فشل أو الإبدال Substitution وهو نوعان: إما بالإعلاء Sublimation كمن يوجه دافعه الجنسي لرسم الصور الفنية، أو قرض الشعر، أو التعويض Compensation وهو محاولة النجاح في ميدان آخر. وهناك أمراض تنتج من عدم العلاج الصحيح ومنها الوساوس، والاضطراب العقلي، والقلق النفسي، والهستيريا، والتشتت، وهي طرق للهرب من موقف لا يستطيع المرء مواجهته، أو اختلال الصلة بالواقع، أو السعي للحصول على ما تريده النفس بشتى الوسائل.

والسر الرابع: "إياك والأنانية" أو كن غيريا

قال أحد علماء النفس: إن أمام كل انسان وجهتان: الأولى وجهة الأنانية لا هم له فيها إلا أن يدور حول نفسه وأهوائه. والثانية وجهة التضحية وشعارها ”ما الذي أستطيع أن أهبه للآخرين، وأبذله لسعادتهم“. كان أحد أصدقائي مدرساً في العلوم، لكنه كان فقيها في اللغة العربية. وطُلب منه أن يفتتح حفلاً خاصاً للمدرسة، وحار في إيجاد الكلمة المناسبة. تذكر كلمات عن المحبة استهل بها خطابه:

الحـبّ شـرطٌ قد لَـزِمْ
فـرضٌ كريـمٌ قد رُسِمْ
بالحـبِّ كـلٌّ يعتَصِـمْ
ممَّــنْ لفاديـه خُتِـمْ
وعلا التصفيق الحاد في القاعة!

إنه الحب الذي ينير طريق الحياة، ويداوي جروح الغربة، ويقوي ربط العائلة، ويدفئ أفراد المجتمع.

وجّهت إحدى المجلات الدينية سؤالاً لقرائها عن أعظم غلطة يعتبرها القارئ قد صدرت منه فعطلت تقدّمه، فأتاها خمسمائة ردّ وهاك أهمها:

المقامرة، وإدمان الخمر، هجراني الكنيسة، قراءة الكتب العاطلة، معاشرة فاسدي الأخلاق، التسويف للغد، عدم إصغائي للمشورة والنصح لمن هم أكبر مني سناً، عدم اقتصاد بعض المال في اليسر، عدم قبولي للمسيح وأنا شاب فلو كنت قبلته مخلصاً منذ حداثتي لكنت وفرت على نفسي أحزاناً جمة وخسائر عديدة أصابتني.

والسر الخامس: ”كن مبتسما“

يقول الدكتور لونجفيلد إن الابتسام أسهل من التقطيب، وذلك لأن التقطيب يتطلّب تحريك خمس وستين عضلة في الوجه، أما الابتسام فلا يلزم له غير أربع عشرة عضلة. إن الإبتسامة تطرد اليأس، وتجدد الرجاء والأمل، وتهدّئ النفس. ابتسم للحزين لتشجعه، وللمريض لتداويه، وللضعيف لتبدد عبوسته، وللعدو لكي تكتسبه، وللصديق لكي تسعده، وللزوج لكي تبهج قلبه، وللزوجة لتتحرك حواسها ومحبتها، وللأبناء لكي تتفتح الأزهار وتينع الأثمار.

قال أحد الأطباء: الضحك يبدأ في الرئتين، وينشط الكبد والمعدة، وينبه الشهية والقلب، ويزيد التنفس، ويذكي في الجهاز بأسره حرارة وتوهجاً، ويجلي العينين، ويوسّع الصدر، ويعيد التوازن بين وظائف الجسم. أما العبوسة فلها تأثير مهبط على الجهاز العصبي، وبالتالي على المخ وعلى جميع الأعضاء.

أمر أحد الملوك القدماء أن تُقتل الأمهات العجائز. وأخذ أحدهم أمه الى الغابة ليتركها هناك. سار في طريق مشعبة وأمه على كتفه، بينما كانت تقطع أغصان الشجر والأوراق وترميها. وسألها: لماذا تقطعين الغصون طوال الطريق؟ فأجابت: لتسترشد بها في عودتك. يا صديقي! إن لم تعرف أن تغير فكراً، فألقِ غصناً لإنارة طريق الآخرين.

والسر السادس: كيّف نفسك والحياة، أو "كن مرنًا"

أي كيف تدرب نفسك أو تخطط طريقك جيداً دون أن تضيّع الدافع أثناء مشوار حياتك، فليس بلوغ المراد سهلا. قد ”يعوزك شيء واحد“، فإن النجاح نسبي حسب الظروف الشخصية، لكن الأهداف هي التي يمكن أن تتحكم فيها. واجه عقبات الحياة ولا تخشَ آلامها وأحزانها، وتعلم كيف تستمتع بيومك ودع ”الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شره“ (متى 34:6).

إن النجاح هو رحلة تتم بمشيئة الله، وانتصار في حرب روحية جريئة بعد فشل عظيم. هذا هو رجاء مملوء بالإيمان قادر على تحدي الظروف المعاكسة.

هل تعرف سر فشل الكثيرين في الحياة؟ إن السبب الأول يعود الى التربية والبيئة التي نشأنا فيها، فالحياة السهلة تخلق جيلاً لا يعرف المسؤولية ولا يشعر بالأمان.

والسبب التالي هو الكبت. فالكبت يولّد التهيّج، والتوتّر، والشعور بالإحباط والتعب المستمر، والأحلام المزعجة، وعدم الراحة.

والسر الثالث هو الخوف الوهمي. والخوف أشدّ فتكاً من أمراض القلب، والسرطان، والسلّ، والحمى.

يذكر الوحي عن الملك داود في 1صموئيل 1:27 ”وقال داود في قلبه إني سأهلك يوماً بيد شاول“، ونسي معونة الله وتدخّله في الوقت المناسب.

وما هو العلاج؟ ”لا تقلقوا“. تقول كلمة الله: ”ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم“ (متى 31:6 و1بطرس 7:5).

السر السابع: جرب فيلبي 4 وصفة طبية لا غنى عنها، أو "كن مكتفيًا"

يضع فيلسوف المسيحية بولس الرسول فلسفة النجاح التي استقاها من المعلم العظيم الرب يسوع المسيح ومن تعليمه ”خبزنا كفافنا أعطنا اليوم“ كما جاءت في متى 11:6 قوله: ”قد تعلمت أن أكون مكتفيا بما أنا فيه. أعرف أن أتضع وأعرف أيضا أن أستفضل. قد تدربت في كل شيء وفي جميع الأشياء قد تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن أستفضل وأن أنقص. أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني“. إنه مبدأ الاكتفاء الذاتي، والرضى النفسي، والتوافق الشخصي، والتكامل الداخلي. ولنشدد على تلك الكلمات:

تعلمت الاكتفاء بالوصول بالثقة في الله الذي يرعاني فلا يعوزني شيء، وأعرف أن أتّضع وأستفضل، وهذه المعرفة هي كشف إلهي للمقياس الكامل المسيح الذي قال: ”تعلموا مني لإني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم“.

وتدربت في كل شيء، وهذا التدريب هو الجانب الإنساني ضمن خطة الله في مداواة النفس الشقية.

ثم ”أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني“، وهذا هو العنصر الحيوي الذي يعوزه الإنسان، وبمعنى آخر هو عمل قوة المسيح الشافي المعجزي الخلاصي والإلهي الآني. فأنت بدون المسيح حطام إنسان تهدّم على دروب الحياة. قال المرنم:

يا لها من قوة سمت في دماء الحمل
فذنوبي كلها امّحت فهيا اغتسل بالدما

أخيراً، هل تربكك أمور الزمان الحاضر؟ وهل أمامك مسؤوليات متنوعة تقلقك؟ وهل يلاحقك ضميرك بالماضي المخزي والحاضر البغيض؟ وهل يهددك المستقبل ويشلّ تفكيرك؟

يقول دكتور رتشارد كابوت: لقد أسعدني عملي كطبيب أن أرى العمل يشفي أشخاصاً كثيرين كانوا يعانون الشلل الروحي الذي أعقبته إحساسات الشك، والعقد النفسية، والتردد، والخوف المسيطر عليهم. عندئذ يتمم الرب وعده ”وكل ما يصنعه ينجح“ (مزمور 3:1).

المجموعة: 201005

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

155 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10558717