حزيران June 2010
قد تسمع هذه العبارة تتردد على أفواه الكثيرين، أنه إذا أراد الإنسان أن يعمل عملاً ناجحاً، عليه أن يعمله بكل قلبه وبكل قوته. نعم، إن كان هذا هو سرّ النجاح في الأمور العالمية، أفلا يحق أن يكون كذلك في الأمور الروحية، خصوصاً في الصلاة لأجل الملء بالروح القدس؟!
إنه الروح القدس، الذي بالطبع لا يرضى أن يملك أقلّ من كل كيانك، هذا لأنه لا يمكن أن يظهر ملء قوته فيك إلا بذلك... والروح القدس له كل الحق أن يملك إلى التمام لأنه الله القدير.
ألا تعرف أنك وأنت تصلي من أجل الملء بالروح القدس، فأنت تصلي طالباً ملء الله المثلّث الأقانيم، لكي يأتي ويسكن فيك ويتّخذك هيكلاً له؟!
"إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلاً" (يوحنا 23:14). فهل فهمت هذا الأمر الرهيب الخطير؟ أم أن صلواتك كانت بدافع آخر غير مقدس؟ وهل تنتظر أن يعمل الله شيئاً في قلبك، وأنت في نفس الوقت تبغي شيئاً آخر من إرادتك الذاتية؟ إن كنت تفتكر ذلك فأنت مخطئ كل الخطأ، ذلك لأن الروح القدس يجب أن يملكك بجملتك، ولا يبقي فيك شيئاً لذاتك.
ربما تقول، هذه نقطة الضعف في الحياة، وهي أنك لا تشعر بالرغبة الوقّادة لأن تكون كما يريدك الرب، ولا ترى فرصة مناسبة لأن تصير هكذا إلى هذه الدرجة من الإخلاص في حياتك.
أخي... أختي، الله يعرف نقطة عجزك وضعفك. لقد قرّر في برنامج عنايته أن يعمل الروح القدس فينا ولنا كل ما نحتاج إليه. إلا أن الله يطلب منا أن نسمح له أن يعمل مسرته فينا، وأن كل ما علينا أن نصلي يومياً إلى الآب السماوي هو أنه يقودنا ويرشدنا.
أيها المؤمن، إن الروح القدس يشتاق أن يملكك بالتمام... فكّر قبل أن تجيبه، ثم ألقِ بنفسك تماماً عليه، معتمداً كلياً على مواعيده، وعلى قوته القديرة غير المحددة، لتعمل فيك.