تعطّلت إحدى السيارات، وهي من ماركة ”فورد“، بسائقها في الطريق... وقد حصل هذا في مطلع القرن العشرين، وعبثًا حاول صاحبها إصلاحها، وباءت كل محاولاته بالفشل. وبينما هو في حيرته إذ بسيارة أخرى تقف إلى جواره ثم ينزل منها رجل أنيق ونشيط ويتقدّم لمساعدته. وبعد إلقاء نظرة فاحصة على محرك السيارة، مدّ الرجل الأنيق يده وأخذ يصلح العطل، وبعد دقائق طلب من صاحب السيارة أن يدير المحرّك. ولما فعل ذاك دبّت الحياة من جديد في السيارة المتعطّلة وعادت لحالتها الأولى.
”يبدو أنك خبير في هندسة السيارات يا سيدي“، قال صاحب السيارة المتعطلة.
فردّ عليه الرجل الأنيق: ”أنا هنري فورد صاحب شركة فورد للسيارات ومصمّمها“. لقد كان السيد فورد هو أحسن وأسرع من يستطيع إصلاح أي عطل يلمّ بإحدى سياراته لسبب بسيط وهو أنه صانعها.
أليس في هذا ما يشجعنا ويحرضنا لكي نلجأ إلى صانعنا في كل ملماتنا؟ ”لأنه يعرف جبلتنا“ (مزمور 14:103)، ومن ثم يعرف أكثر من غيره كيف يصلح كل عطل فينا.
إن الصرخة العامة للكثيرين في هذه الأيام هي: ”لا أحد يفهمنا“. وهذا الشعور المتملّك من الكثيرين وخاصة الشباب قد سبب تعاسة وحزنًا لهم وللمحيطين بهم أيضًا.
”لا أحد يفهمنا“، صرخة كانت وما زالت سببًا في انحراف العديد من الأفراد... وتمزّق الكثير من العائلات... ولكن، هل صحيح أن أحدًا لا يفهمك؟!
ربما أساء الظن بك الجميع... وربما فشلت في أن تجد حولك من يفهمك. ولكن، هل رفعت عينيك إلى باريك الذي صنعك؟ إنه قطعًا يفهمك، ويفهم كل شيء عنك، فهو ”لفهمه لا إحصاء“ (مزمور 5:147). إنه المهندس الأعظم الذي وضع تصميمك وعنده الجواب لكل أسئلتك.
هل هناك خلل في سيارة حياتك؟ تعال إليه بكل أوجاعك، وبكل علامة استفهام تفسد عليك مسيرتك وانطلاقك. تعال إلى خالقك، إلى الرب شافيك... إلى من وعدنا قائلاً: ”أنا أريحكم“.

الأخ الراحل ألبير فهيم تادرس - عن مجلة ”الأخبار السارة“
 

• السابق
• التالي