تشرين الأول Oct 2010
لشدَّ ما نكره التجارب والصعوبات التي تنتابنا في هذه الحياة فيعترينا الأسى على أنفسنا. غير أن هذه التجارب والصعوبات لا تصيبنا بالصدفة.
إن الله هو سيد حياتنا ولا شيء يحدث لنا من غير علمه. هو صاحب السلطان والمطَّلع على ظروفنا التي نمرُّ بها. ولكنه هو أيضًا الإله المحب الذي يسمح في كثير من الأحيان أن نتعرَّض لمثل هذه الأمور حتى يُظهر لنا
محبته وقوته. وعندما نختار الإيمان والاتكال عليه بدل الخوف يتمجَّد الله في حياتنا لأن الله لم يعطنا روح الخوف بل روح القوَّة والمحبة والبصيرة (2تيموثاوس 1: 7 ).
ولكن، كيف يمكننا أن نتجاوب مع التجارب ونواجه صعوبات الحياة؟
هل نضع ثقتنا بالله حتى حين يتعذَّر علينا أن نعرف لماذا تنزل بنا هذه النكبات؟
هل في وسعنا أن ندرك أن هناك سببًا نجهله لكثير مما يصيبنا وأن الله معنا ولن يتركنا؟
فعندما يستولي علينا الحزن فإن الله يشعر بحزننا ويعطينا الحكمة، والسلام، والطمأنينة، لأنه إله خلاصنا. يقول المرنِّم داود: "سلِّمْ للرب طريقك واتَّكِلْ عليه وهو يجري" (مزمور 37: 5).
لقد وفَّر لنا الله، من فرط محبته وعطفه، أعظم الوسائل حتى نتغلَّب على أية صعوبة؛ وفَّر لنا بابًا مفتوحًا دائمًا ندخل منه إلى عرش النعمة لنمثل أمامه طالبين منه المعونة. فبينما العالم يقف عاجزًا أمام نكبات الحياة فإن خالق الكون بأكمله قادر أن يعطي أولاده الغلبة. قال الرب يسوع: "في العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا. أنا قد غلبت العالم" (يوحنا 16: 33).
يجعلنا الإيمان بالله والاتكال عليه أقوياء لنواجه كل تجربة وصعوبة بروح سلام تفوق كل عقل. ومهما يكن حجم التجربة وكبرها فإن الله أكبر منها وأقوى. هل هناك كارثة أعقد من معضلة الخطيئة؟ ولكن الله بابنه يسوع وبفضل حنانه، ورأفته، ومحبته، أشفق على الإنسان الخاطئ وأنقذه من مصيره الأبدي الرهيب، بل غفر جحود صالبيه.
إن أردنا حقًا أن ننتصر على التجارب فعلينا كأتباع المسيح المؤمنين أن نخضع لإرادته خضوعًا كاملاً، وأن نثق كل الثقة بخطة الله لحياتنا لأنه يريد الأفضل لنا. يخاطب الله شعبه في سفر إرميا 29: 11-12 "لأني عرفت الأفكار التي أنا مفتكر بها عنكم يقول الرب، أفكار سلام لا شر لأعطيكم آخرة، ورجاء فتدعونني وتذهبون وتصلون إليَّ فأسمع لكم".
إن عينيّ الرب دائمًا علينا ولا يمكن أن يتخلّى عنا بل سينقلنا من قوة إلى قوة، لأن المؤمنين في ظل جناحيه يحتمون، وببركاته يتمتَّعون. هذا هو الإله المحب القادر الذي نعبده.