Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الثاني November 2010

كانت طلبة حبقوق أمام شدة غضب الله: "في الغضب اذكر الرحمة" (حبقوق 2:3).
 
 والرب قال عن نفسه على لسان موسى: "الرَّبُّ إِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. حَافِظُ الإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ الإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ وَلكِنَّهُ لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاءً" (خروج 1:34–10).

   يفوت على الكثيرين أن الله يغضب... لأنهم يسمعونه فقط ينادي بالرحمة، والرأفة، وطول الأناة، وكثرة الإحسان والوفاء، يغفر الإثم والمعصية والخطية، ولكن عندما يسمعون عنه أنه "لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاءً" يصمّون أذانهم ولا يريدون أن يسمعوا. لكن الله لا يُشْمَخ عليه! فعندما يخطئون يتغافلون عن رؤية الألم، والأسى، والغضب المرسومة على وجه الله، ويُخيّل إليهم في بادئ الأمر أنهم قد أخطأوا في فهم صفات الله المتراوحة ما بين الرحمة والعدل، والمحبة والإدانة، ويركّزون فقط على خاصتي الرحمة والمحبة.
 
 إنه "لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاءً"، لا يجوز قط أن نتغافل عن ردة فعل الله بسبب كل ما يرتكبه الإنسان من إثم ومعصية وخطية... إنها إهانة عظيمة لله... إساءة للإعلانات الإلهية... إساءة إلى الله نفسه صاحب الإعلان، وتنكّر لكرامة الله وذاته وصفاته.
 
 أولاً: دعوة الله للتوبة
 
 مواقف الله من الخطية
 
 1– أمثلة من العهد القديم
 طرد الله آدم من الجنة عندما عصاه.
 بعد أن حذّر الله الناس من خلال نوح ودعاهم للرجوع عن شرهم مدة 120 سنة عاقبهم بالطوفان.
 
 دمّر الله مدينتي سدوم وعمورة بالنار والكبريت لأجل شرهم وعدم سماعهم لإنذاراته لهم.
 
 سُبي إسرائيل بعد طول أناة الله عليهم. "أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟" ( رومية 4:2).
 
 بسبب العصيان عوقب كثيرون كعيسو، وشاول، وداود، إلخ...
 
 2– مواقف المسيح من العصيان
 قال يسوع: "يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!". وكانت النتيجة أنه طهّر الهيكل وقلّب موائد الصيارفة. ثم قال لهم: ”هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا“.
 
 3- الكوارث البشرية
 ممالك ودول زالت على مر العصور. زوابع وبراكين.
 
 ضعف الجسد وأمراض: ”لأَنَّنَا لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا، لأَنَّنَا لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا، وَلكِنْ إِذْ قَدْ حُكِمَ عَلَيْنَا، نُؤَدَّبُ مِنَ الرَّبِّ لِكَيْ لاَ نُدَانَ مَعَ الْعَالَمِ" (1كورنثوس 30:11–31).
 
 4- أقوال المسيح
 قال المسيح لمريض بركة بيت حسدا: ”فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا، لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ“.
 
 وقال عن جهنم أن نارها لا تُطفأ ودودها لا يموت... هناك يكون البكاء وصرير الأسنان. وأعلن أن جميع الناس سيقفون أمام الله في يوم الدينونة وأن جميع محاولات الإنسان للخلاص فاشلة. كل هذا يرينا أن "الله لا يبرئ إبراءً" إلا بالتوبة الحقيقية.
 
 ثانيًا: أهمية هذا الإنذار
 
 1- تتضمن عدالة الله معاني أساسية وإعلانات جوهرية منها:
 عدالة الله التي لا تلين ولا تساوم ولا تتساهل مع أي كائن حتى مع ابنه يسوع المسيح عندما حمل خطايانا على الصليب وحجب الآب وجهه عنه. وقال المسيح وهو على الصليب: "إلهي، إلهي! لماذا تركتنى؟!".
 ليس عند الله محاباة بين غني وفقير، أو بين ضعيف أو قوي، إنه لا يتحيز للبار ولا يظلم الأثيم... إنه قاضٍ عادل، والعدل من صفاته الأساسية. لا يمارس الرحمة على حساب العدل، وهذا لمصلحتنا أن يكون عادلاً.
 2– غضبه على الخطية: الله لا يقبل الخطية! لا بد أن ندرك يقينًا أن الله لا يساوم على الخطية ولا يمكنه النظر إليها.
 3– قداسة الله: بهذا التعبير "الله لا يبرئ إبراءً" إعلان عن رغبة الله في قداستنا. "كونوا قديسين لأني أنا قدوس"، "إرادة الله قداستكم". ولو اقتصر الأمر على العدل فقط لما كان لنا أي أمل في شفاء أو رحمة. فرغبته لتقديسنا تعني رجاء لأشر الخطاة. فالله يؤدبنا لأنه يريد قداستنا.
 
 ثالثًا: هدف هذا الإنذار
 
 إن هدف الله من هذا الإنذار وموقفه من الخطية هو حثّنا للتوجّه إلى الصليب حتى نرى المعنى الكامل والتطبيقي لقوله "لا يبرئ إبراءً". الجلجثة هي المكان الذي نرى فيه تطبيق قول الله.
 
 في الصليب فقط اتضحت عدالة الله. وفيه أيضًا زال الغضب وانسكبت الرحمة على كل من يؤمن به. في الصليب فقط "الله يبرئ إبراءً". وفي الصليب لا يفتقد ذنوب الآباء في الأبناء لأنه افتقدها في ابنه الوحيد. "وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا".
  
 على الصليب نرى غضب الله على الخطية، ونفهم عدالته واشتياق قلبه إلى قداستنا. وفي الصليب تم في ابن الله الحبيب القول "لا يبرئ إبراءً" إذ مات نيابة عنا.

المجموعة: 201011

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

98 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10553166