آب Agust 2011
العالم المعاصر، عالم حائر، ثائر، يتخبط في دياجير الظلام، والأمم والشعوب والدول المبعثرة على الكرة الأرضية يبحثون عن حلّ. قالوا إن "الدين هو الحل"...ولكن ثبت بالدليل القاطع أن الدين ليس حلاً لمشاكل الشعوب... لقد سيطر الدين في حقبة من الزمن على أوروبا، وكان أن أقام محاكم التفتيش التي كانت تحكم بالإعدام على كل من يقتني نسخة من الكتاب المقدس، بحجة أن الكهنة وحدهم هم الذين لهم الحق في تفسير الكتاب، ومن يعتدي على حقهم فمصيره التعذيب والموت.
العالم المعاصر، عالم حائر، ثائر، يتخبط في دياجير الظلام، والأمم والشعوب والدول المبعثرة على الكرة الأرضية يبحثون عن حلّ. قالوا إن "الدين هو الحل"...ولكن ثبت بالدليل القاطع أن الدين ليس حلاً لمشاكل الشعوب... لقد سيطر الدين في حقبة من الزمن على أوروبا، وكان أن أقام محاكم التفتيش التي كانت تحكم بالإعدام على كل من يقتني نسخة من الكتاب المقدس، بحجة أن الكهنة وحدهم هم الذين لهم الحق في تفسير الكتاب، ومن يعتدي على حقهم فمصيره التعذيب والموت. وقالوا إن الحكم الملكي هو الحل... وهكذا افتكر بنو إسرائيل فقالوا لصموئيل النبي: "اجْعَلْ لَنَا مَلِكًا يَقْضِي لَنَا كَسَائِرِ الشُّعُوبِ" (1صموئيل 5:8). ولم ينجح الحكم الملكي في حل مشاكل الشعوب، فثارت الشعوب على ملوكهم، وحوكم شارل الأول ملك إنجلترا أمام برلمان كرُمويل، وحُكم عليه وخرج من وستمنستر إلى منصة الجلاد الذي قطع رأسه. وحوكم الملك لويس السادس عشر بعد الثورة الفرنسية أمام الجمعية الوطنية، وحُكم عليه، وقطع رأسه في ميدان الكونكورد. وبعد الثورة الشيوعية في روسيا قتلوا الإمبراطور نيكولاس الثاني، وأخفوا رفاته. وهكذا انتهى حكم أسرة ستورات، في إنجلترا، وأسرة البوربون في فرنسا، وأسرة رومانوف في روسيا. وجاء الحكم الدكتاتوري، ووعد كل دكتاتور شعبه أنهم سيأكلون تحت حكمه لبنًا وعسلاً. فحكم كمال أتاتورك تركيا، وحكم بنيتو موسوليني إيطاليا، وحكم أدولف هتلر ألمانيا، وغيرهم كثيرون... وانتهى الحكم الدكتاتوري بالهزيمة والمآسي التي قاستها الشعوب. وطلبت الشعوب حلاً لمشاكلها المالية، ونظامًا يضمن لها لقمة العيش، والحياة بحرية وكرامة. جربوا النظام الرأسمالي... وجربوا النظام الاشتراكي... وجربوا النظام الشيوعي... وفشلت كل هذه النظم في حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية للشعوب. أين نجد الحل إذًا لمشاكل واضطرابات وفوضى العالم المعاصر؟ أقول بيقين: المسيح هو الحل! فالمسيح، والمسيح وحده هو الذي قال، وهو الصادق في قوله: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ". (متى 28:11-29) وهذه الكلمات المضيئة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك لاهوت يسوع المسيح... فليس هناك بشر مهما كانت سلطته وسلطانه، ومهما زاد علمه، ومهما اتسع أفق تفكيره يستطيع أن يريح جميع المتعبين والثقيلي الأحمال إلا الله الابن يسوع المسيح، وهو يقدّم للعالم المتعب المثقل بالأحمال راحتين: الراحة الأولى: يمنحها هو للذين يتركون خطاياهم، ويتخلون عن كبريائهم وأفكارهم الإنسانية، وفلسفاتهم البشرية ويأتون إليه، وهو سيريحهم تمامًا من أتعابهم وأحمالهم الثقيلة. والراحة الثانية: يختبرها من يحمل نيره أي يسير معه ملازمًا إياه، ويتعلم منه وداعة واتضاع القلب... ومن يفعل هذا سيجد راحة لنفسه. ولقد أثبت يسوع المسيح حين كان بالجسد على الأرض أن عنده الحل لجميع مشاكل الناس، والإجابة عن كل تساؤلاتهم. في قدرة المسيح أن يحل المشاكل المالية والاقتصاد ركن هام في استقرار الشعوب، وحالة الإنسان المالية تلعب دورًا كبيرًا في حياته الشخصية والعائلية. وقد أثبت المسيح أن عنده حل لمشاكلنا المالية. ذات يوم جاء محصلوا الضرائب إلى بطرس وطلبوا منه أن يقول ليسوع أن يوفي ضريبة الدرهمين، ولما أخبر بطرس يسوع قال له يسوع: "اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً، وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا، وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَارًا (الإستار: عملة يهودية)، فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ" (متى 27:17). في قدرة المسيح، وهو في السماء أن يحلّ المشاكل الاقتصادية إذا آمن به الناس، ووثقوا في قدرته الإلهية. دعونا نتأمل بتدقيق في حالة إنسان القرن الواحد والعشرين: إنه يستطيع أن يطوف بطائراته الكرة الأرضية، ويقتل بقنابله الناس الذين يعيشون على بعد عشرات الأميال منه، ويحدد أماكن الكواكب، ويُخرج البترول من باطن الأرض، ويتكلم في التليفون المحمول، ويجعل الدجاجة تبيض 365 بيضة في السنة، ويتلصص على البيوت، ويتحدث إلى الملايين بالتلفزيون، ويمشي على القمر... ولكنه مع كل هذه القدرات، إذا أعطيته خمسة أرغفة وسمكتين ليطعم بها خمسة آلاف جائع، فإنه يعقد مؤتمرًا، ويشكل لجانًا، ثم يصرخ بأعلى صوته: "نحن نواجه أزمة شديدة لا نجد لها حلاً، ويترك الجمهور جياعًا خائرين". أما المسيح فنقرأ عنه: "فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ أَبْصَرَ جَمْعًا كَثِيرًا فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى مَرْضَاهُمْ. وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: الْمَوْضِعُ خَلاَءٌ وَالْوَقْتُ قَدْ مَضَى. اِصْرِفِ الْجُمُوعَ لِكَيْ يَمْضُوا إِلَى الْقُرَى وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ طَعَامًا. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: لاَ حَاجَةَ لَهُمْ أَنْ يَمْضُوا. أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا. فَقَالُوا لَهُ: لَيْسَ عِنْدَنَا ههُنَا إِلاَّ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَانِ. فَقَالَ: ائْتُوني بِهَا إِلَى هُنَا. فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الْعُشْبِ. ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ، وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ. فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءةً. وَالآكِلُونَ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ، مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ" (متى 14:14-21). عند المسيح حل المشاكل الاقتصادية. في قدرة المسيح أن يحل المشكلة الأمنية حين يترك الإنسان العنان لطبيعته الساقطة فإنه يصير وحشًا... يقتل الأبرياء، ويغتصب النساء، ويعبث في الأرض الفوضى والفساد، أو باللغة العامية يصير "بلطجيًا". لكن حين يؤمن الإنسان بالمسيح ابن الله، فإن المسيح يعطيه القدرة على السيطرة على طبيعته الساقطة، ويجعل منه حملاً وديعًا يحمي الضعفاء ولا يؤذيهم، ويجعله ابنًا لله. وهذا الحق أعلنه يوحنا الرسول بالكلمات: "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ". (يوحنا 12:1-13) في قدرة المسيح أن يحل الخلافات الزوجية ما هي أسباب الخلافات الزوجية؟ المشكلة الجنسية... المشكلة المالية... المشكلة الشخصية... المشكلة الروحية والعقائدية... والمسيح أعطى في كلمته الحلول لكل هذه المشاكل. فالمشكلة الجنسية حلها هو "لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ، وَكَذلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضًا الرَّجُلَ" (1كورنثوس 3:7). فإذا قام الرجل بواجبه نحو زوجته وأعطاها حقها في العلاقة الجنسية وإذا قامت المرأة بواجبها وأعطت زوجها حقه في هذه العلاقة فإن المشكلة الجنسية لن يكون لها مكان بين الزوجين. أضف إلى ذلك ثقة الزوج في أمانة زوجته وثقة الزوجة في أمانة زوجها. لقد قيل عن الزوجة الفاضلة: "بها يثق قلب زوجها... تصنع له خيرًا لا شرًا كل أيام حياتها". (أمثال 11:31) والمشكلة المالية حلها، أن يحب الرجل زوجته ولا يطمع في مالها. فالرجل الذي يتوقف عن العمل طامعًا في مال زوجته، لا يحب زوجته لكنه يستغلها، والعكس صحيح... إنه من المؤسف أن رجالاً يتوقفون عن العمل لأن دخل زوجاتهم أكبر من دخلهم. وهذه المشكلة قديمة كتب عنها الرسول بولس الكلمات: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُرِيدُ أَنْ يَشْتَغِلَ فَلاَ يَأْكُلْ أَيْضًا" (2تسالونيكي 10:3). وأمرُ الرب هو "أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا" (أفسس 25:5). والمشكلة الشخصية تتلخص في عدم إكرام الزوج لزوجته، وعدم احترام الزوجة لزوجها. وحل هذه المشكلة "كَذلِكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ، كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الْفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً، كَالْوَارِثَاتِ أَيْضًا مَعَكُمْ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ" (1بطرس 7:3). "وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا" (أفسس 33:5). والمشكلة الروحية والعقائدية هذه المشكلة يجب أن يضعها الشاب في حسابه قبل الزواج، فاختلاف العقيدة سيخلق جوًا من التوتر في البيت، ويصنع أولادًا حائرين. وحل هذه المشكلة إن اكتشفها الزوجان بعد الزواج، هو العودة إلى الكتاب المقدس... وقراءته ودراسته معًا، والاتفاق بين الزوجين على الخضوع لإعلاناته. "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ " (2تيموثاوس 16:3-17). المسيح هو الحلّ، وقد رأينا المجتمع الذي تركه... كان مجتمعًا ساده السلام، فلم يقتل متى الرسول يوحنا الرسول، ولم يفتك بولس الرسول بتوما الرسول... "وَجَمِيعُ الَّذِينَ آمَنُوا كَانُوا مَعًا... وَإِذْ هُمْ يَكْسِرُونَ الْخُبْزَ فِي الْبُيُوتِ، كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ". (أعمال 44:2 و46) أضف إلى كل ما ذكرت أن المسيح هو الحل لتعريف الإنسان من هو الله، فقد قال: "اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ" (يوحنا 9:14). ولتسديد عقاب خطاياه "كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ" (متى 28:20)، ولضمان مستقبله الأبدي بعد الحياة "الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ" (يوحنا 3:36). وسوف يأتي اليوم وهو قريب المجيء حين يعود المسيح ويملك على الأرض "فَيَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ، فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفًا، وَلاَ يَتَعَلَّمُونَ الْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ" (إشعياء 4:2). إقرأ الكتاب المقدس بتدقيق وسترى بعينيك في كلماته أن المسيح هو الحلّ.