Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيار May 2011

يعالج سليمان الحكيم مشكلة هامة يواجهها المراهقون والشباب، ألا وهي سهولة انجرارهم وراء شهوات الجسد، وانخداعهم بالإغراءات الفاسدة. وحذّرهم منها في نفس الوقت فكتب قائلاً:

يَا ابْنِي، أَصْغِ إِلَى حِكْمَتِي. أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى فَهْمِي، لِحِفْظِ التَّدَابِيرِ، وَلْتَحْفَظَ شَفَتَاكَ مَعْرِفَةً. لأَنَّ شَفَتَيِ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ تَقْطُرَانِ عَسَلاً، وَحَنَكُهَا أَنْعَمُ مِنَ الزَّيْتِ، لكِنَّ عَاقِبَتَهَا مُرَّةٌ كَالأَفْسَنْتِينِ، حَادَّةٌ كَسَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ. قَدَمَاهَا تَنْحَدِرَانِ إِلَى الْمَوْتِ. خَطَوَاتُهَا تَتَمَسَّكُ بِالْهَاوِيَةِ (أمثال1:5-5).



يصوّر سليمان الحكيم المرأة الغريبة الفاسدة أو الزانية، التي تحاول إغراء الشاب المراهق بجسدها. ويحذّر الشاب من هذه المرأة، ويكشف له عن النتائج الوخيمة لخطيئة الزنا على حياته. إذ أن عاقبتها مرّة كتناول الأفسنتين الذي يرمز إلى الألم الشديد. وكما أن السيف حاد وقاتل، هكذا خطيئة الزنا مع المرأة، تدمّر حياة الشاب وتسير به نحو الهلاك والموت.

 


وأضاف سليمان الحكيم محذّرًا الشاب وداعيًا إياه إلى الابتعاد عن المرأة الزانية فقال: أَبْعِدْ طَرِيقَكَ عَنْهَا، وَلاَ تَقْرَبْ إِلَى بَابِ بَيْتِهَا، لِئَلاَّ تُعْطِيَ زَهْرَكَ لآخَرِينَ، وَسِنِينَكَ لِلْقَاسِي. لِئَلاَّ تَشْبَعَ الأَجَانِبُ مِنْ قُوَّتِكَ، وَتَكُونَ أَتْعَابُكَ فِي بَيْتِ غَرِيبٍ. فَتَنُوحَ فِي أَوَاخِرِكَ، عِنْدَ فَنَاءِ لَحْمِكَ وَجِسْمِكَ، فَتَقُولَ: كَيْفَ أَنِّي أَبْغَضْتُ الأَدَبَ، وَرَذَلَ قَلْبِي التَّوْبيَخ! وَلَمْ أَسْمَعْ لِصَوْتِ مُرْشِدِيَّ، وَلَمْ أَمِلْ أُذُنِي إِلَى مُعَلِّمِيَّ. لَوْلاَ قَلِيلٌ لَكُنْتُ فِي كُلِّ شَرّ، فِي وَسَطِ الزُّمْرَةِ وَالْجَمَاعَةِ (أمثال8:5-14).

بعد أن كشف سليمان الحكيم عن العواقب الوخيمة لخطيئة الزنا، دعا الشاب للابتعاد عن المرأة الزانية، وأن لا يحاول الاقتراب حتى إلى باب بيتها. محذرًا الشاب أن الوقوع في حبائل المرأة الزانية يعني ذهاب زهرة العمر بتدمير صحته، وضياع أتعابه أو أمواله سدى. وليس هذا فحسب، بل إن الشاب الذي يقع في خطيئة الزنا، لا بد أن يأتي يوم يندم فيه ويتحسر على تلك الأيام التي أضاعها، ويتأسف لأنه لم يسمع لصوت النصيحة والتحذيرات الكثيرة التي وُجّهت إليه من قبل المرشدين، ومن قبل كلمة الله الحيّة. لا سيما أن سُمعته تكون أيضًا قد تلوّثت في وسط مجتمعه. حقًا إنه وصفٌ بليغ لنتائج خطيئة الزنا.

وبعد أن تحدّث سليمان الحكيم عن أهمية كلمة الله في حفظ الشاب من الوقوع في خطيئة الزنا. كتب قائلاً: لِحِفْظِكَ مِنَ الْمَرْأَةِ الشِّرِّيرَةِ، مِنْ مَلَقِ لِسَانِ الأَجْنَبِيَّةِ، لاَ تَشْتَهِيَنَّ جَمَالَهَا بِقَلْبِكَ، وَلاَ تَأْخُذْكَ بِهُدُبِهَا. لأَنَّهُ بِسَبَبِ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ يَفْتَقِرُ الْمَرْءُ إِلَى رَغِيفِ خُبْزٍ، وَامْرَأَةُ رَجُل آخَرَ تَقْتَنِصُ النَّفْسَ الْكَرِيمَةَ (أمثال 24:6-26).

حذّر سليمان الحكيم الشاب من الانخداع بكلام المرأة الشريرة المتملق الحلو. واشتهاء القلب لجمالها. وكشف سليمان الحكيم حقيقة هامة وهي أن الوقوع في براثن هذه الخطيئة سيُفقر الإنسان، إلى درجة أنه لن يعود بإمكانه تأمين رغيف الخبز لنفسه ولعائلته. فهل هناك أبشع من هذه الحالة أن يصبح الإنسان عبدًا للشهوة، إلى حد أنه لن يستطيع تأمين حاجاته الأساسية؟

ثم شبّه سليمان الحكيم خطيئة الزنا بالنار التي تحرق. فكتب قائلاً: أَيَأْخُذُ إِنْسَانٌ نَارًا فِي حِضْنِهِ وَلاَ تَحْتَرِقُ ثِيَابُهُ؟ أَوَ يَمْشِي إِنْسَانٌ عَلَى الْجَمْرِ وَلاَ تَكْتَوِي رِجْلاَهُ؟ هكَذَا مَنْ يَدْخُلُ عَلَى امْرَأَةِ صَاحِبِهِ. كُلُّ مَنْ يَمَسُّهَا لاَ يَكُونُ بَرِيئًا (أمثال 27:6-29).

أجل، إن خطيئة الزنا، كالذي يضع نارًا في حضنه، أو يمشي على الجمر. وبالطبع في مثل هذه الحالة لا بد أن تحترق ثيابه، لا بل يُحرق جسده، وتكتوي رجلاه. وأن يزني الإنسان معناه أيضًا أن يأخذ امرأة إنسان آخر ليست له، وهذا قمة الشر والخطيئة. هل تعلم قارئي أن خطيئة الزنا لا تدمر حياة الإنسان فحسب، بل تدمر حياة الآخرين أيضًا؟

وتابع سليمان الحكيم تحذيراته من خطيئة الزنا فكتب قائلاً: لاَ يَسْتَخِفُّونَ بِالسَّارِقِ وَلَوْ سَرِقَ لِيُشْبعَ نَفْسَهُ وَهُوَ جَوْعَانٌ. إِنْ وُجِدَ يَرُدُّ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ، وَيُعْطِي كُلَّ قِنْيَةِ بَيْتِهِ. أَمَّا الزَّانِي بِامْرَأَةٍ فَعَدِيمُ الْعَقْلِ. الْمُهْلِكُ نَفْسَهُ هُوَ يَفْعَلُهُ. ضَرْبًا وَخِزْيًا يَجِدُ، وَعَارُهُ لاَ يُمْحَى. لأَنَّ الْغَيْرَةَ هِيَ حَمِيَّةُ الرَّجُلِ، فَلاَ يُشْفِقُ فِي يَوْمِ الانْتِقَامِ. لاَ يَنْظُرُ إِلَى فِدْيَةٍ مَّا، وَلاَ يَرْضَى وَلَوْ أَكْثَرْتَ الرَّشْوَةَ (أمثال 30:6-35).

إن السارق الذي يسرق لا بد أن يُعاقب على سرقته، حتى ولو كان جائعًا. وعليه أن يردَّ ما سرقه سبعة أضعاف بحسب شريعة العهد القديم. لأن السرقة هي اعتداء على أملاك الغير. فإذا كانت هذه هي نتيجة السارق، فكم بالحري تكون عواقب الزاني بامرأة غيره؟ لن يستطيع حماية نفسه من الانتقام، حتى ولو حاول دفع مبلغٍ كبيرٍ من الفدية والرشوة.

وخصص سليمان الحكيم الأصحاح السابع للحديث عن الدرس الثاني عشر من دروس الحكمة. حيث وصف الشاب الذي يُخدع بالمرأة الزانية كالثور الذي يذهب إلى الذبح، أو كالطير الذي يُسرع إلى الفخ. وحذّر الشاب من طرق المرأة الزانية، لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ. طُرُقُ الْهَاوِيَةِ بَيْتُهَا، هَابِطَةٌ إِلَى خُدُورِ الْمَوْتِ (أمثال 26:7-27).

لقد حذرنا الرب يسوع المسيح وكذلك الرسل الأوائل في العهد الجديد من خطيئة الزنا. فكتب الرسول بولس قائلا: اُهْرُبُوا مِنَ الزِّنَا. كُلُّ خَطِيَّةٍ يَفْعَلُهَا الإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنِ الْجَسَدِ، لكِنَّ الَّذِي يَزْنِي يُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ (1كورنثوس 18:6). هل تدري صديقي الشاب، أن خطيئة الزنا هي الخطيئة الوحيدة التي تخطئ فيها إلى جسدك؟ والسبب لأنك بالزنى تدخل في علاقة غير شرعية وتتحد مع شخص آخر. إذ كما قال الرسول بولس أيضًا: أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنِ الْتَصَقَ بِزَانِيَةٍ هُوَ جَسَدٌ وَاحِدٌ؟ لأَنَّهُ يَقُولُ: «يَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا» (1كورنثوس 16:6).

بعد أن حذّر سليمان الحكيم من عواقب خطيئة الزنا المريرة ونتائجها، كشف عن العلاقة الزوجية المقدّسة والطاهرة بين الرجل والمرأة. ودعا الشاب لكي يسعى إلى هذه العلاقة ويتمتع بها، فكتب قائلاً:

اِشْرَبْ مِيَاهًا مِنْ جُبِّكَ، وَمِيَاهًا جَارِيَةً مِنْ بِئْرِكَ. لاَ تَفِضْ يَنَابِيعُكَ إِلَى الْخَارِجِ، سَوَاقِيَ مِيَاهٍ فِي الشَّوَارِعِ. لِتَكُنْ لَكَ وَحْدَكَ، وَلَيْسَ لأَجَانِبَ مَعَكَ. لِيَكُنْ يَنْبُوعُكَ مُبَارَكًا، وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ (أمثال 15:5-18). أكّد سليمان الحكيم هنا على أهمية الزواج كأساس لتنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة. وأن على الشاب أن ينظِّم هذه الطاقة الجنسية التي أوجدها الله في جسده عن طريق الزواج. ولهذا دعاه لكي يتمتع بامرأة شبابه، وأن يسكر بمحبتها دائمًا، وهكذا يكون ينبوعه مباركًا.

هل تعلم قارئي أن الله قد قدّس الزواج منذ البداية؟ الأمر الذي عاد وأكّده العهد الجديد. إذ نقرأ في سفر العبرانيين الآية المقدسة التالية: لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ (عبرانيين 4:13). إن الزواج إذن مقدّس عند الله، وهو الذي ينظم العلاقة بين الرجل والمرأة.

وختم سليمان الحكيم تحذيراته ونصحائه للشباب قائلاً: لأَنَّ طُرُقَ الإِنْسَانِ أَمَامَ عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَهُوَ يَزِنُ كُلَّ سُبُلِهِ. الشِّرِّيرُ تَأْخُذُهُ آثَامُهُ وَبِحِبَالِ خَطِيَّتِهِ يُمْسَكُ. إِنَّهُ يَمُوتُ مِنْ عَدَمِ الأَدَبِ، وَبِفَرْطِ حُمْقِهِ يَتَهَوَّرُ (أمثال 21:5-23). أكّد سليمان الحكيم هنا أن الله يرى ويلاحظ دائمًا طرق الإنسان ويتفحصها ويزنها. وإذا أصرّ الإنسان على السلوك في طريق الشر، فهو لا بدّ أن يحصد نتيجة آثامه وخطاياه، ويغدو ضحية عناده وشرّه. ففي أي الطريقين تسلك صديقي الشاب، طريق الصلاح أم طريق الطلاح؟

المجموعة: 201105

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

213 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10574243