أيار May 2011
هل حياتك تتفق مع تعاليمك؟
قد تندهش عندما تسمع شخصًا - في هذا العصر الذي اختبر فيه الكثيرون الميلاد الثاني - ينكر ميلاده الجديد، وخصوصًا من شخص مسيحي قيادي في الكنيسة. بالطبع يوجد مسيحيون قليلون يلفتون النظر بكلامهم الكثير.
إن بعض المؤمنين ينكرون الميلاد الجديد وهم لا يعلمون أن كلامهم وأعمالهم تنكر إيمانهم. إن جزءًا من هذه المشكلة يرجع حقيقة إلى أنهم بالرغم من كلامهم عن الميلاد الثاني فإنهم لا يدركون ما حدث لهم عند التجديد.
لنبحث سويًا ما معنى الميلاد الجديد، ونلاحظ بعض أسباب إنكار اختبار الحياة الجديدة.
لنرجع إلى حزقيال 36 لنفهم بوضوح معنى الميلاد الجديد، مع أن هذه القطعة ليست التأمل المفضل لك. قد نرثي لنيقوديموس، مع أنه معلم إسرائيل ولم يعلم أن هذا الجزء من العهد القديم يلقي ضوءًا على الميلاد الجديد (يوحنا 4:3-10).
نجد ثلاثة مظاهر للميلاد الجديد في هذا الأصحاح:
1- الغسل
رش المؤمن بماء طاهر (عدد 25). وكما يحتاج الطفل الجسدي أن يستحم عند ولادته كذلك طفل الله يحتاج إلى غسل روحي.
يوضّح لنا بطرس هذا القول في 1بطرس 21:3 "الَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ، أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ. لاَ إِزَالَةُ وَسَخِ الْجَسَدِ، بَلْ سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ". ويقول بولس: "لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، الَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا" (تيطس 5:3-6). "لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضًا اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ، يَهُودًا كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ، عَبِيدًا أَمْ أَحْرَارًا، وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحًا وَاحِدًا".
(1كورنثوس 13:12)
عندما نتكلم عن غسل المؤمن، فإن العهد الجديد يشير إلى غسل ضمائرنا من خطايا حياتنا السالفة (1كورنثوس 10:6). قبل أن نغتسل بروح المسيح كانت ضمائرنا تشهد علينا. ولولا ماء التجديد لظلت ضمائرنا تشهد علينا حتى اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس (رومية 15:2-16).
قد غسلت ضمائرنا في الميلاد الجديد بماء التجديد الذي هو دم الحمل.
لا يستطيع ضميرنا أن يلومنا بعد ذلك لأن كمال المسيح قد نسب إلينا.
2- "نزع القلب" (حزقيال 2:36)
قبل الميلاد الجديد كانت قلوبنا باردة كالحجر، قاسية بالخطايا الكثيرة، غير حساسة بما يخص الله، ولكن كلمة الله تقول بأن الضمير يستطيع أن يلوم فقط قلبًا وصفه سفر إرميا 1:17 "... بِقَلَمٍ مِنْ حَدِيدٍ، بِرَأْسٍ مِنَ الْمَاسِ مَنْقُوشَةٌ عَلَى لَوْحِ قَلْبِهِمْ".
إن الإنسان الميت روحيًا - فاقد الحس بالله - يعمل ما يراه صالحًا في عينيه ولا يعطي مجدًا لله (رومية 21:1). أما الذين وُلدوا ثانية فلهم قلب جديد (قلب لحمي) كما وصفه الكتاب. وكما أن القلب الجسدي حساس لوخزة دبوس كذلك مركز الإرادة حساس - كشخص مجدد - لقيادة الله (رومية 14:8).
إن المولودين ثانية حساسون لطرق الله المقدسة. وهذه الطرق "مكتوبة في قلوب المؤمنين" (إرميا 33:31).
3- إحياء المولود ثانية بروح جديدة
وهذا يصور لنا قوة الله لمتابعة القلب الذي يريد حفظ ضميره طاهرًا. إن ما جاء في إرميا 26:31 يظهر لنا أن الله يضع روحًا جديدة في داخلنا. وكما أن التنفس يحيي الجسم البارد بعد الجراحة فإن قوة حياة الإيمان تتدفق إلى الإنسان المولود ثانية. إن الله لا يعطينا فقط روحًا بشرية جديدة ولكنه يعطي المؤمن سكنى روح الله فيه (عدد 27؛ رومية 9:8) لأن الله يعرف أن والدينا الأولين كان لهما ضميرًا طاهرًا وقدرة على التحكم، وروحًا بشرية سريعة الاستجابة.
إن الله بنعمته جعل حالة المولود ثانية تفوق على الخليقة القديمة (رومية 2:5). إن المولود ثانية يستطيع أن يقاوم ضعف الجسد ويحيا حياة الإيمان والطاعة فقط عن طريق سكنى روح الله فيه (حزقيال 37:36).
توجد حقائق مدهشة وعظيمة لكل من يولد ثانية، ولكن غالبًا ينكر المعترف بالميلاد الجديد كل هذه الحقائق، كيف؟
عندما يفكر الإنسان أنه يجب أن يعمل عملاً صالحًا لكي يكون مقبولاً أمام الله في اليوم الأخير، عندئذ ينكر إعلان هذه الحقائق.
عندما يسمح لنفسه أن يفكر أنه مذنب أمام الله، فإنه يعمل نفس الشيء السابق.
عندما يؤمن أن ميلاده الجديد غير كاف، إنما ينتظر اختبارًا ثانيًا لمعمودية الروح القدس، فإنه ينكر الحقيقة الأساسية أن الله قد أعطاه خليقة جديدة.
عندما يسمح لنفسه بالتمسك بعناد بالمعتقدات البالية أن تزحف إلى حياته فإنه ينكر اغتساله.
عندما يصبح الإنسان غير حساس لقيادة طريق الله، وعندما يحزن روح الله القدوس (أفسس 30:4) فإنه ينكر أنه قد أُعطي قلبًا جديدًا. نعم، إن الإنسان يستطيع أن يحارب ضدّ الحساسية عندما لا يخبّئ كلام الله في قلبه.
وأخيرًا، إن المولود ثانية يستطيع أن ينكر إحياء الروح القدس عندما يطفئ الروح (أفسس 19:5). إنه يعمل ذلك عندما يخطئ أو يستسلم لإبليس بأنه غير قادر أن يرضي روح الله القدوس الذي طلب منه أن يكون كاملاً في حياته (متى 48:5).
لنكتفِ بهذا النفاق الافتراضي ولنعترف بأننا كثيرًا ما أنكرنا الحياة الجديدة. ولنتكل على الحقائق الكتابية ونعترف بشهادتنا في حياتنا.