تشرين الأول October 2011
عندما تتم المصالحة العمودية مع الله، تتبعها المصالحة الأفقية مع الآخرين. "مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا" (كولوسي 13:3).
لنتصالح مع الآخرين عندما تتم المصالحة العمودية مع الله، تتبعها المصالحة الأفقية مع الآخرين. "مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا" (كولوسي 13:3). إن كنت حقًا في علاقة سليمة مع الله الذي لا تراه، فيجب أن يظهر ذلك في علاقاتك مع من تراهم كل يوم. لا يجوز للقلب الذي اختبر غفران المسيح أن يضمر في خفاياه حقدًا أو مرارة على أحد. ولا يجوز للنفس التي تبرّرت فقط بالإيمان وتمتّعت بسلام مع الله، أن تكون في خصام مع أي من البشر. لذا يقول الرسول: "وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ" (أفسس 32:4). ليس للعداء إذًا مكان شرعي في قلب المؤمن الذي اغتسل بدم المسيح وأصبح مسكنًا له. ألم يعلّمنا الرب يسوع أن نحب أعداءنا... نحسن إلى مبغضينا... نبارك لاعنينا... ونصلي لأجل الذين يسيئون إلينا؟ أليست هذه هي الطريقة الإلهية التي شقها لنا المسيح بنفسه، وسار فيها مقدامًا لنا؟ فما علينا سوى اتباع خطواته، والسير في الدرب الذي أعدّه لنا. هذا الدرب هو الوحيد الذي يصل بنا إلى المصالحة مع الجميع، وإلى حياة السلام التي يريدنا الرب أن نحياها... وأن نروّجها كما قال لنا من فمه المبارك: "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ" (متى 9:5). إن كان الله، رغم شرورنا وعصياننا وتمرّدنا، قد عاملنا بالرحمة والمسامحة، كما يقول الرسول بولس: "لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ" (رومية 10:5)، فلا عذر لنا البتة إن كنا لا نصالح الآخرين، مهما كان السبب. إن كنت في عداء مع أي شخص كان، ولأي سبب كان، تذكّر جيدًا أن مسيحيتك التي ترفع شعاراتها في كل مكان، وبكل فخر وامتنان، هي هي عبر كل العصور.