Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الأول October 2011

هناك أنواع من السلام، فهناك السلام الوهمي المبني على أساس غير سليم، وهو مثل البيت المبني على الرمال بدون أساس، فإذا هبت الرياح وجاءت الأمطار والسيول لا بد أن يسقط، ويكون سقوطه عظيمًا. أما السلام الحقيقي فهو يبدأ بالسلام مع الله،

(الحلقة الأولى من حلقتين) هناك أنواع من السلام، فهناك السلام الوهمي المبني على أساس غير سليم، وهو مثل البيت المبني على الرمال بدون أساس، فإذا هبت الرياح وجاءت الأمطار والسيول لا بد أن يسقط، ويكون سقوطه عظيمًا. أما السلام الحقيقي فهو يبدأ بالسلام مع الله، السلام الذي يحرر الإنسان من خوفه من العقاب الأبدي، ويهيّئه للحصول على سلام الله الذي يفوق كل عقل. سنتكلم في هذه المرة، بإذن الله، عن السلام الوهمي المبني على أساس غير سليم. من المعروف أن كل إنسان عاقل يبحث عن السلام ويريد أن يتمتع به. ليس هناك إنسان يفضل أن يحيا في خوف واضطراب. منذ بضعة سنين أجرت إحدى الجامعات استفتاء بين الطلبة عن أهم شيء يتمناه الطلبة. فكان جواب الأغلبية هو "السلام". ولكن للأسف الشديد يقول الكتاب المقدس في وصفه للجنس البشري: "وطريق السلام لم يعرفوه" (رومية 17:3). هو لا يقول أنهم لا يريدون السلام، بل أنهم لم يعرفوا طريق السلام، أي يبحثون عنه ولا يجدونه! لماذا؟ لأنهم يبحثون عنه حيث لا يوجد. المال والثروة هناك من يبحثون عنه بواسطة المال والثروة، فيتكلون على كثرة أموالهم. ولكن الكتاب المقدس ينذرنا من خطورة الاتكال على المال. قال الرسول بولس لتيموثاوس: "أَوْصِ الأَغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا، وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى، بَلْ عَلَى اللهِ الْحَيِّ الَّذِي يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ" (1تيموثاوس 17:6). وفي العددين 9 و10 "وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ، فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ، تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ. لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ". وقال سليمان الحكيم: "لاَ تَتْعَبْ لِكَيْ تَصِيرَ غَنِيًّا. كُفَّ عَنْ فِطْنَتِكَ. هَلْ تُطَيِّرُ عَيْنَيْكَ نَحْوَهُ وَلَيْسَ هُوَ؟ لأَنَّهُ (أي المال) إِنَّمَا يَصْنَعُ لِنَفْسِهِ أَجْنِحَةً. كَالنَّسْرِ يَطِيرُ نَحْوَ السَّمَاءِ" (أمثال 4:23-5). كم من أناس كان المال الكثير سبب خوفهم وقلقهم المستمر، حتى كانوا لا يثقون في أحد، حتى بين أهلهم وأصدقائهم. والكثيرون تدهورت صحتهم جدًا في سعيهم وراء المال. فبدل السلام والسعادة جاء البؤس والقلق. السلطة والمركز وهناك من يبنون سلامهم على سلطتهم ومركزهم في المجتمع. فيتنافسون في الحصول على مراكز الرئاسة والقيادة. ولكننا رأينا في هذا الوقت الحاضر كيف أن كثيرين فقدوا مراكزهم وسلطتهم في ثورة شعبية مفاجئة. فالبعض هربوا، والبعض حُكم عليهم بالسجن، فلم تنقذهم سلطتهم ولا أسلحتهم. حقًا صدق الشاعر الشهير وليم شكسبير حين قال: "الرأس التي تلبس التاج لا تستريح في نومها". فلا المال ولا السلطة تستطيع أن تمنح الإنسان السلام الحقيقي الدائم. "لا سلام قال الرب للأشرار" (إشعياء 22:49). وهذا كله ليس فقط بخصوص السلام المتعلق بحياته على هذه الأرض، بل أهم من ذلك، فهي لا تمنح الإنسان سلامًا بخصوص مصيره الأبدي. الصلاح والتديّن للأسف الشديد، كثيرون يبنون سلامهم بخصوص الأبدية على صلاحهم وتديّنهم، مثل مراعاة فرائض وطقوس دينية، أو على أعمالهم الخيرية. ومع أن هذه الأمور قد تكون حسنة في حدّ ذاتها إلا أنها لا تحصّل للإنسان على غفران الخطايا والحياة الأبدية. ولذلك فهي أخطر أنواع السلام الوهمي. هؤلاء ينطبق عليهم القول أنهم وهم يقولون "سلام سلام" يفاجئهم هلاك بغتة. وهناك من يعتمدون على شفاعات وهمية من غير المسيح لأن الكتاب المقدس يقول بكل وضوح: "لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ" (1تيموثاوس 5:2). لأنه هو الوحيد الذي بذل نفسه لأجلنا، "وليس بأحد غيره الخلاص" (أعمال 12:4). نشكر الله لأنه لم يترك أمر خلاصنا للأفكار والآراء البشرية، بل عرّفنا طريق الخلاص بكل وضوح في الكتاب المقدس، وذلك لأنه هو، تبارك اسمه، يريد أن جميع الناس يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون (1تيموثاوس 4:2). من أراد أن يتأكد من طريق الخلاص والحصول على السلام الحقيقي عليه أن يقرأ ما جاء في رسالة أفسس 1:2-10 وأن يدرسه بتمعّن وبروح الصلاة، لئلا يندم بعد أن تفوته الفرصة لنوال الخلاص. وسنذكر الآن ما جاء في عددي 8 و9 "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ". لا يمكن لإنسان عاقل أن يتمتع بالسلام القلبي الحقيقي إن لم يتأكد تمامًا أنه سيذهب إلى السماء بعد مفارقته الحياة الأرضية المؤقتة. ما ذكرناه عن الأفراد ينطبق أيضًا على العائلات وعلى المجتمع، بل على جميع الشعوب. فلا يمكن لأي دولة مهما كانت قوية أن تضمن السلام على أساس قوتها الحربية أو غناها المادي. والتاريخ يثبت هذه الحقيقة في قيام وسقوط إمبراطوريات كثيرة على مرِّ الزمن. فقد أنذر الرب قديمًا بني إسرائيل من الاتكال على غناهم أو قوتهم الحربية، لأنها لا تضمن لهم النجاة. فمهما "امْتَلأَتْ أَرْضُهُمْ فِضَّةً وَذَهَبًا وَلاَ نِهَايَةَ لِكُنُوزِهِمْ، وَامْتَلأَتْ أَرْضُهُمْ خَيْلاً وَلاَ نِهَايَةَ لِمَرْكَبَاتِهِمْ (أي آلات الحرب)" (إشعياء 7:2)، فإن هذا لا ينقذهم. ولكنه قال لشعبه: "لَيْتَكَ أَصْغَيْتَ لِوَصَايَايَ، فَكَانَ كَنَهْرٍ سَلاَمُكَ وَبِرُّكَ كَلُجَجِ الْبَحْرِ" (إشعياء 18:48). وكم حاولت الشعوب أن تضمن السلام بواسطة عظمتها وغناها وقوتها الحربية، ولكنها فشلت. وحاولت أيضًا عن طريق المعاهدات الدولية ولكنها أثبتت عدم جدواها. نقرأ في دانيآل 27:22 عن ملكين يعقدان معاهدة بينهما ولكنهما "يتكلمان بالكذب على مائدة واحدة". وكم تكرر هذا في تاريخ الجنس البشري. لقد فشلت عصبة الأمم وقامت الحرب العالمية الثانية. وها هي "هيئة الأمم المتحدة" في أيامنا هذه غير قادرة على أن توجِد السلام بين أعضائها. وإذا كنا نسأل: لماذا؟ فإن الجواب واضح جدًا، وهو أنهم لا يعرفون الطريق الحقيقي للسلام. إنهم يريدون السلام ولكنهم يبحثون عنه حيث لا يوجد. وحتى الدول التي كانت تعتبر دول مسيحية وكانت تساعد على نشر الإنجيل، إنجيل السلام، أصبحت الآن غارقة في الشر والضلال. هل يمكن أذًا أن تتمتّع الشعوب بالسلام، وهي إما وثنية، أو شيوعية، أو معادية للإيمان بالمسيح، أو مسيحية إسميًا فقط، تحلل كل أنواع الشهوات والنجاسات؟ لا يمكن، ولكن شكرًا لله لأنه علمنا أنه حين يأتي يسوع المسيح، رئيس السلام، سوف ينشر السلام على هذه الأرض. ملحوظة ختامية: إن السلام الحقيقي يبدأ حين يتصالح الإنسان مع الله، وهذا هو ما يريده الله للإنسان. وواجب المؤمن الحقيقي هو أن يسعى كسفير لله، يدعو الناس قائلاً: "تصالحوا مع الله". وهذا على أساس موت المسيح من أجلنا. هذا هو الطريق الوحيد للسلام الحقيقي. وسنتكلم عنه في المرة القادمة إن شاء الرب وعشنا.

المجموعة: تشرين الأول October 2011

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

584 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577856