Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الأول October 2011

كانت خطة الله الصالحة المقررة في الأزل بموجب علمه السابق وحكمته الهائلة، محكمة سديدة في قصدها تهدف في مجملها إلى يقينية خلاص الإنسان بعمل إلهي كامل دون الاستناد إلى أي قدرة من قدرات ذلك المخلوق الضعيف العاجز عن أن يحزم أمره فيتّجه إلى درب البر لخلاص نفسه

الحلقة الثانية والأخيرة كانت خطة الله الصالحة المقررة في الأزل بموجب علمه السابق وحكمته الهائلة، محكمة سديدة في قصدها تهدف في مجملها إلى يقينية خلاص الإنسان بعمل إلهي كامل دون الاستناد إلى أي قدرة من قدرات ذلك المخلوق الضعيف العاجز عن أن يحزم أمره فيتّجه إلى درب البر لخلاص نفسه - فالناموس مع كل صلاحه لم يزده سوى تمرّد وبعد عن الله، فصار بالنسبة له مجهرًا يبين أعماق نفسه المكبّلة بالخطية، رغم صلاحه الذاتي حيث أنه مرتب ومُعطى من الله؛ كشجرة معرفة الخير والشر تمامًا. ثانيًا - شجرة الحياة وهي رمز كامل لواهب الحياة ربنا يسوع المسيح. ففي العودة إلى قصة السقوط نجد أن الله ذاته حال دون آدم وحواء لكي لا يأكلا من شجرة الحياة فيحييا إلى الأبد، لأنهما كانا سيبقيان في حالة العصيان دون أي رجاء. فشجرة الحياة، لم يكن قد حان وقت قطعها "بصلب المسيح" وإفراخها من جديد "بالقيامة" حسب خطة الله الأزلية، لأن قوة فعاليتها كانت في قطعها على أساس البدلية... حيث أن الخطية كانت قد اقتُرفت ونمت وحقّ عليها العقاب بالموت ولا مجال لإلغائها أو تجاوزها إلا بتقديم ثمن كافٍ لإرضاء عدل الله المطلق؛ إنه الثمن الذي أدّاه الرب يسوع المسيح حينما عُلّق على الصليب لأجل الفداء! وعندما سلّم الروح قال: "قد أُكمل" ونكّس رأسه ومات، ثم قام في اليوم الثالث حيًا. وتشير النبوات الكثيرة إلى أطوار هذه الشجرة المباركة وفاعليتها العظيمة: 1- ظهرت كفرخ أو عود نابت من الأرض أ- نبوءة إشعياء: "نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْق مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ" (إشعياء 2:53). وهذه النبوّة تبيّن صورة تجسد المسيح من الأرض بشكل مخالف للطبيعة. فقد نبت ليس "فرخًا أو عرقًا" ولكن كفرخ وكعرق أي في شبه البشر ومن أرض يابسة: أي لم تُروَّ بماء، وذلك يشير إلى الولادة العذراوية بدون زرع بشر. ب- نبوءة بلعام: "أَرَاهُ وَلكِنْ لَيْسَ الآنَ. أُبْصِرُهُ وَلكِنْ لَيْسَ قَرِيبًا. يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَقُومُ قَضِيبٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ" (عدد 17:24)، وهي تبيّن الصفتين المتميّزتين في الابن الإلهي المتجسد. "فالكوكب" سماوي ويشير إلى لاهوته. و"القضيب" أرضي "من إسرائيل" ويشير إلى ناسوته الذي اتخذه من مريم العذراء المباركة. ويؤيد هذه المعاني قول الرب يسوع نفسه للمريمات وهو يساق للصلب "لأَنَّهُ إِنْ كَانُوا بِالْعُودِ الرَّطْبِ يَفْعَلُونَ هذَا، فَمَاذَا يَكُونُ بِالْيَابِسِ؟" (لوقا 31:23). وقد قصد الرب بالعود الرطب ديمومة الحياة وقوتها الذاتية وقابلية "الإفراع" أو القيامة من الموت بعكس العود اليابس الذي يمثل الإنسان الخاطئ الفاني. 2- العود يُقطع من أجل الفداء وقد تنبّأ دانيآل النبي عن صلب المسيح قبل مئات السنين من حدوثه، حسبما وضّح له الملاك "فَاعْلَمْ وَافْهَمْ أَنَّهُ مِنْ خُرُوجِ الأَمْرِ لِتَجْدِيدِ أُورُشَلِيمَ وَبِنَائِهَا إِلَى الْمَسِيحِ الرَّئِيسِ سَبْعَةُ أَسَابِيعَ وَاثْنَانِ وَسِتُّونَ أُسْبُوعًا... وَبَعْدَ اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ أُسْبُوعًا يُقْطَعُ الْمَسِيحُ" (دانيآل 25:9-26). وتلك الأسابيع هي أسابيع سنين أشارت بكل دقة إلى الوقت الذي كان سيُصلب فيه المسيح وهو 483 سنة بعد صدور الأمر بإعادة بناء أورشليم من أرتحشستا الملك الفارسي. - وفي سفر الملوك الثاني نقرأ عن معجزة نبوية تمت على يد النبي أليشع وهي تبين قطع المسيح لأجل الفداء بشكل رمزي مدهش. فقد حاول تلاميذ أليشع أن يصنعوا لأنفسهم بيتًا مريحًا - إشارة إلى جهود الإنسان الذاتية للحصول على الراحة - ولكنهم فقدوا الوسيلة وفقدوا الرجاء فصرخوا إلى أليشع. "فَقَطَعَ عُودًا وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ، فَطَفَا الْحَدِيدُ" (2ملوك 6:6). فحديد الفأس الذي سقط في الماء رمز للإنسان الخاطئ بطبعه، والأردن يرمز إلى التطهير، والعود المقطوع رمز للمسيح البار الذي بلا خطية ولكنه غاص في العمق لكي يُصعد الحديد ويطفو. - وفي إشعياء 8:53 تقول النبوة: "وفي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟"، فهل هناك أوضح من هذا؟ 3- الشجرة تحيا من جديد كما تنبّأ أيوب قائلاً: "لأَنَّ لِلشَّجَرَةِ رَجَاءً. إِنْ قُطِعَتْ تُخْلِفْ أَيْضًا وَلاَ تُعْدَمُ خَرَاعِيبُهَا" (أيوب 7:14). ويقول النبي هوشع بروح النبوة: "يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ. فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أَمَامَهُ" (هوشع 2:6). 4- إن الشجرة التي قُطعت مرة ثم أفرعت تعمل بكامل قوة الحياة التي فيها لتمد الكثيرين بالحياة التي فقدوها وقد أمر الرب بالمواظبة على استذكاء عمله الكفاري ببذل ذاته على الصليب لأجلنا في ممارسة "العشاء الرباني". فبينما كانت الوصية لآدم وحواء بألا يأكلا من شجرة معرفة الخير والشر لئلا يموتا - ونسلهما فيما بعد - لكن وصية الرب لنا بأن نأكل من شجرة الحياة متمثلة بمعطي الحياة الرب يسوع المسيح لكي نحيا. "أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ" (يوحنا 51:6). 5- ستظهر شجرة الحياة من جديد بشكل منظور كشجرة عظيمة تملأ فردوس الله كما أُعلن ذلك للرسول يوحنا في الرؤيا "فِي وَسَطِ سُوقِهَا وَعَلَى النَّهْرِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ، شَجَرَةُ حَيَاةٍ تَصْنَعُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ثَمَرَةً، وَتُعْطِي كُلَّ شَهْرٍ ثَمَرَهَا، وَوَرَقُ الشَّجَرَةِ لِشِفَاءِ الأُمَمِ" (رؤيا 2:22). ولنلاحظ الدقة المعبرة، "في وسط المدينة المقدسة وعلى النهر من هنا وهناك (ليس أشجارًا بل شجرة حياة واحدة مالئة الفردوس وهي تعطي ليس ثمارًا بل ثمرًا واحدًا هو الحياة لكل الذين يأكلون منه. وبالإجمال فإننا نرى، إذا ما استلهمنا روح الله الصالح لتعليمنا، أن معظم الأسفار المقدسة تشير إلى: ظهور الحياة - نبوات عن تجسد الكلمة. قطع الحياة بالصلب - نبوات عن موت المسيح قيامة الحياة - من خلال نبوات كثيرة منح الحياة بالبدلية والفداء - تعاليم الرب والرسل استمرار الحياة في الفردوس وخلود الحياة في بيت الآب وتلك المعاني جميعها موجودة بالتفصيل في مجمل أسفار الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد وعلى وجه الخصوص سفر المزامير ونبوات إشعياء ودانيآل، وهوشع، وزكريا، وغيرها وهي موضحة في كلام الرب يسوع في البشائر الأربعة وتعاليم الرسل، وفي سفر الرؤيا بشكل رمزي دقيق. فما أعظم إعلانات الله الأمينة التي تظهر خطته الأزلية لفداء الجنس البشري. فلولا وجود شجرة الحياة وضمانها الأكيد لما وجدت شجرة معرفة الخير والشر، ولولا وجود المخلص لما وجد الناموس. فالناموس هو أول شريعة معلنة من الله، والرب يسوع هو الطريق الوحيد للخلاص من دينونة الخطية وحكم الناموس. وبعده لا يوجد مصدر آخر لنيل رضى الله. عزيزي القارئ الكريم، ضمانًا لحياتك الأبدية الهامة جدًا يجدر بك أن تبحث بإخلاص عن خلاص نفسك وكل من يطلب الله لا بد أن يجده إن كان يطلبه بكل قلبه والرب معك.

المجموعة: تشرين الأول October 2011

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

188 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10472368