تشرين الثاني November 2011
"يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُني بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا". (متى 8:15)
"... قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ". (متى 27:23)
كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ" (متى 22:7).
الشواهد الكتابية السابقة تبين حال أولئك الذين يتمتعون بسمعة طيبة وصيت حسن... لكنهم عند أول احتكاك لهم بالعالم، تظهر حقيقة قداستهم الزائفة... وتكون المشكلة أكبر إن كانوا من الخدام والمعلمين الذين يفترض فيهم القداسة.
يُحكى عن راهب، أنه أبصر راهبًا آخر وقد شدّ ترحاله تاركًا حياة التوبة والدموع. ولما سأله عن السبب، أخبره أن الأب الشيخ قال له: "لا فائدة من دموعك، لأن الرب لن يقبل توبتك". وهنا أمسك الراهب بيد أخيه، وسجد معه فوق الرمال، وصرخ أمام الرب بدموع لأجل الراهب وأكثر في الصلاة والدموع حتى انسكبت دموع الآخر، وقدّم للرب توبة حقيقية. وهكذا استطاع إنسان اختبر محبة الرب العجيبة أن يصلح ما أفسده رجل شيخ لم يختبر عمق محبة الله.
ويحدثنا الكتاب المقدس عن العديد من الشخصيات التي ارتدت ثوب البر والتقوى الزائفة نظير بلعام الذي كان من المفروض أن روح الرب استقرّ عليه، إلا أن حب المال أعمى بصيرته. ففي الظاهر كان نبيًا، وفي الباطن كان محبًا للمال. وماذا أقول عن جيحزي تلميذ أليشع، الذي كذب على نعمان ليأخذ فضة وحلل ثياب؟ أعرف كثيرين، تلتهب اجتماعات الصلاة من صرخاتهم ودموعهم وتوسلاتهم، وعندما تتأمل حياتهم العائلية يصيبك الاندهاش عندما يصدر عنهم ألفاظ غير مقدسة، وتصرفات غير مسؤولة، ومشاكل ومنازعات عائلية...
حتى بين الطوائف، نجد خدام الإنجيل في طائفة ما يحاربون الطائفة الأخرى، وكأنهم أعداء الإيمان أو هراطقة. لكن تأمل بيسوع الحلو الذي حين أرسل تلاميذه للخدمة ثم عادوا إليه، وقال يوحنا: "رأينا واحدًا يخرج الشياطين باسمك فمنعناه... فقال يسوع: لا تمنعوه".
المؤمن الحقيقي إنسان التهب بحب الرب ويلهب كل مكان يوجد فيه. أما المؤمن الزائف فهو إنسان خدع الكنيسة بقداسته الزائفة لكنه عريان أمام الله...
فمن أي نوع أنت؟