Voice of Preaching the Gospel

vopg

أذار March 2012

Rev. Samuel Wahbyالحلقة الأخيرة

كان موضوع الحلقة الماضية هو تبيان ملاحة وجهه، أي وجه الرب... فوجهه المليح يهدينا في طريق البرية القاحلة الجرداء وفي فدافدها المشعبة - التي لا تكفى فيها تجاربنا وخبرتنا، لأنه هو وحده يعرف الطريق، وهو الذي يقودنا فيه. هو يحمينا ثم أخيرًا هو يبنينا، هذا عن وجهه المليح.

لنتقدم بسرعة إلى وجهه المريح، "وجهي يسير فأريحك" (خروج 14:33).

هذه الراحة التي ينشئها الله وحده، وهي راحة تدور على شقين:

 

الأول: إنها راحة في العناء

والثاني: إنها راحة في السماء

الأول: إنها راحة في العناء

راحة العناء، أي أننا نحن نعاني هنا بالعمل، والاجتهاد، والجهاد، والتعب. "بعرق وجهك تأكل خبزًا" (تكوين 19:3). هكذا أمر الله للإنسان الأول. لكن الله يعطينا في هذا العناء،  راحة!! هذه هي المعادلة الصعبة كما يقولون.

كيف يمكنني أن أستيقظ صباحًا، وأواجه يومًا طويلاً مليئًا بمشاغله ومشاكله وأكون مستريحًا؟ يقول المسيح: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (متى 28:11). كيف يحدث ذلك؟! إننا نراه يأتى إلى إنسان متعب ويقول له: "خذ، خذ أيضًا أحمالاً إضافية على رأسك وعلى أكتافك!". أليس هذا ما قاله الرب يسوع؟! "احملوا نيري عليكم! احملوا صليبي ثم تعلموا!". والتعلم متعب! ثم يقول: "لأني وديع ومتواضع القلب". انكروا أنفسكم وكبرياءكم وبعد ذلك "تجدوا راحة لنفوسكم" (متى 29:11).

هذه هي المعادلة: إن الله يسمح لنا بمقطوعية خاصة من الألم أو العذاب، إن كانت أحزانًا، أو مفشلات، أو أتعابًا، أو مسئوليات يسمح الله بهذه كلها، ولكنه يعطي القوة التي تحملنا فوق هذه المشكلات. قال: "وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ" (1كورنثوس 13:10). هذا هو صمام الأمان الذي يتكلمون عنه! لا يهم كمية البخار التي تتجمّع في المحرّك طالما أنه يوجد صمام الأمان، الذي عندما يصل إلى حدّ الانفجار، يُخرِج صمّام الأمان الطاقة الزائدة.

إن كثيرين منا يريدون حياتهم هادئة وادعة وخالية من المشاكل والمسئوليات - وكما يقول علماء النفس، صاروا يلوذون بِجُحْرِ الأمان كالسلحفاة، عندما يدهمها الخطر، تشد رأسها برقبتها وتتوارى داخل الصَدَفَة. هذا هو جُحْرُ الأمان وسيكولوجية الهروب Escapism،  الهروب من المشكلة وعدم مقابلتها. "دعنى وشأني. لا أريد أن أُتعب نفسي ولا أريد صداعًا يوجع رأسي!

لكن هذه مشكلة! يجب أن تنظر إليها وتحلّها وتواجهها وتلامسها وتَعْجُمُ عودها وحجمها، وتحاول أن تفكر وتستعمل ما يوجد في داخل هذا الدماغ بما يسمى العقل، ثم الإرشاد الإلهي، وبذلك أيضًا تستطيع أن ترتفع إلى مستوى هذه المسئولية.

أيها الأحباء، هذه الحياة التي كتبت بمداد الدمع والدم، والتي لا ينجو أحد منا مهما صغر أو كبر من ذرف الدموع وإهراق الدم. العيون تبكي... القلوب تدمى... الأعصاب تتحطم... الصعوبات تتفاقم... فماذا للمؤمن؟ نعم، يقول الرسول، تعلمت في كل شيء: "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوّيني" (فيلبى 13:4). ماذا تهم المسئوليات طالما يوجد مدد؟! والمدد هو في شخص الله - الشريك الكامل - الذي يعمل معنا كل شيء! "من أنتِ.. حتى تخافي من إنسان؟"  (إشعياء 12:51).

في كفاح الحياة وجهودها وآلامها ومخاوفها، لا داعي إطلاقًا إلى القلق والهم، ولا إلى شيء من هذا أو ذاك طالما يوجد الله الذي هو مستعد أن يتحمّل: "ألقِ على الرب همك" (مزمور 22:55). "ملقين كل همكم عليه..." (1بطرس 7:5). جاء الرسول بطرس فأكملها. قال: ليس فقط "ألق همك" لكن "كل همك". "ملقين كل همكم عليه لأنه يعتني [يهتم] بكم"! وأحيانًا يأتي شخص غير مسئول ويقول: لا يهمنى I don’t care وذلك لكى يظهر بأنه شيء ما. لكن المهم هو أن الله لا يمكنه أن يأتي إليك ويقول: I don’t care بل بالعكس، إنه يهتم بك. وإذا كان الله يهتم، لماذا اذًا تقتل نفسك؟! "انتظر الرب، واصبر له" (مزمور 7:37)، وقم بدورك خطوة فخطوة ولا بد أن المشكلة تُحَلُّ حتمًا.

كنت اقرأ كتابًا أخيرًا لزوجة وزير المالية في أمريكا الذي أقاله الرئيس كارتر، وكان رجلاً أمينًا وصالحًا وزوجته معه، وطبعًا انفضّ عنهما أصدقاءهما كلهم. كان عنوان هذا الكتاب This Also Will Pass "سيمرّ هذا الأمر أيضًا". وكأنها أرادت أن تقول: إنه لا توجد مشكلة قاسية مهما كانت حتى أنها لن تمرّ وتترك رصيدها فينا... رصيدًا مجيدًا ثمينًا لمعاملات الله معنا. نعم، إنه حقًا "في كل ضيقنا تضايق، وملاك حضرته خلصنا".

وإذا أردت أن أتابع الحديث في المعاناة، فلا يجوز أن أنسى الموت... عندما يعجز الطبيب والممرضة، والزوج، والزوجة، والأخ، والأخت، ويتركون الإنسان الميت وحده يواجه مصيره. هل يتركنا يسوع؟ أبدًا! "أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي" (مزمور 4:23).

أعجبتني فكرة جاءت في شِعْر باللغة الإنجليزية تقول ما معناه: إن موسى الذي أعطاه الله هذا الإيمان، وهذا الوعد مات! لم يكن أحد معه على جبل الفسجة، لكنه مات بين ذراعي الله، وفي أحضانه، وتحت وابل قبلات الله وحده! موسى؟! نعم، وسنموت نحن أيضًا كما مات موسى، ولكن الموت لن يرعبنا ما دمنا سرنا معه هنا، فهو لن يتركنا في الموت. هو وحده الذي يجوز معنا هذه المنطقة الحرام، التي لا يملك أحد غيره أن يجوزها. وسيحتضننا وسيكون الموت الأسود كالسحابة السوداء تظللنا من ضربة الشمس المحرقة حتى نخرج من الناحية الأخرى بسلام.

هكذا أيضًا يكون معنا ويريحنا! أليس هذا شيئًا مريحًا في حياتنا؟ وجهه يسير ويريحنا. وفي موتنا نستريح، حتى ينقلنا عبر النهر البارد إلى الأبدية المضيئة، لنكون دائمًا مع الرب.

الثاني: إنها راحة في السماء

ثم أخيرًا، وجهه يريحنا في السماء

في العناء، نعم! ولكن أيضًا في السماء! لو قلت في السماء دون العناء لربما قال الشيوعيون والبلاشفة: "الدين مخدر لأعصاب الشعوب". أو "قل كما تشاء ما دمت تتكلم عن غيبيات الأبدية غير الملموسة. قل للفقير ستشبع وستتمتع وستلبس وستصير وستكون... لكنه يريد أن يعيش الآن".

ولهذا فإنني أقول: إن أصعب شيء هو أننا نواجه الحاضر وحدنا، ولكن عندما نقول أن الله معنا في الحاضر الصعب، لذلك لا نخاف شرًا! أما في الأبدية، فنحن ننتظر ذلك: "طُوبَى لِلأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبِّ مُنْذُ الآنَ. نَعَمْ يَقُولُ الرُّوحُ: لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ" (رؤيا 13:14). كلمة "أتعابهم"، جاءت في اللغة الإنجليزية Labors تمامًا كمقطوعية الأجير الذى يشتغل بالأجرة اليومية مثل عمال التراحيل. هكذا هي حياتنا.

"أَمَّا أَنْتَ [يا دانيآل] فَاذْهَبْ إِلَى النِّهَايَةِ فتَسْتَرِيحَ، وتَقُومَ لِقُرعَتِكَ فِي نِهَايَةِ الأَيَّامِ" (دانيآل 13:12). – هل ترون معي إذًا هذه الأماني العذبة وهذا الأمل العظيم؟ فبعد التعب والكفاح، سيجد الإنسان المتعب والمجهد منا راحة على وسادة هي ذراع الرب يسوع المسيح.

أيها الأحباء، أرجو أن يخرج كل منا بشيء من هذه الرسالة: إننا مسافرون ونواجه حاضرًا ومستقبلاً مليئًا بالمسئوليات، والرب يتنازل إن طلبناه لكي يكون معنا، ويسير معنا ليريحنا. أيها الأحباء، هل يجرؤ أحدكم أن يواجه حاضره ومستقبله بدون الله؟!

المجموعة: أذار March 2012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

531 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577772