قال أحدهم: إن الحياة المسيحية تشبه ركوب الدراجة، إما أن تتقدم إلى الأمام أو تسقط، لكنك لا تقدر أن تتوقف طويلاً.
وهذا صحيح، فكم من مؤمنين صاروا أعداء صليب المسيح، ولم تكن علة ذلك في المسيح بل فيهم. وقد يقضي المؤمن سنوات قبل أن يتعلم سر النجاح الروحي، وقد يسقط قبل أن يعرفه... ولكننا هنا نقدم بعض الإرشادات.

معرفة المسيح

تتركز الحياة المسيحية حول معرفتك بالمسيح، فالمسيحي هو الشخص الذي للمسيح (مرقس 41:9). "وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ" (يوحنا 3:17). ويتكلم الرسول بولس عن التغيير الذي أجراه المسيح في حياته فيقول: "إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي" (فيلبي 8:3).
ليس المطلوب أن تعرف عنه، بل أن تعرفه هو كصديق شخصي، فتتعرّف إليه للمرة الأولى بالولادة الجديدة، ثم تزداد في معرفته كل يوم.

المسيح يتكلم بمعرفته

كيف يمكن أن تزيد معرفتك به؟ عندما تسمع صوته يتكلم معك...
ولم يتركنا الله نتعثر في الظلام، بل وضع سراجًا لأرجلنا (مزمور 105:119). ففي الكتاب المقدس نجد نورنا وغذاءنا (1بطرس 2:2) الذي يبنينا ويقوينا (أعمال 32:20). إنه كتاب الله الذي يرينا كيف نعيش.
وينبغي أن تقرأ الكتاب بانتظام وتأمّل، على أن تفكر برويّة فيما تقرأ مطبقًا إياه على حياتك. اطلب منه أن يشرح لك ما تقرأ (أفسس 8:1). ثم خذ آية مما قرأت وكررها لنفسك طول اليوم، حتى تصبح جزءًا منك، وهذا هو المقصود بأن تخبّئ الكلمة في قلبك.

تكلم أنت معه

وإذ يخاطبك من الكتاب المقدس، تكلم أنت معه. اخترْ الوقت الذي يناسب برنامجك اليومي حتى تتكلم فيه معه.
في كلامك معه بالصلاة كن شاعرًا بحضوره معك، وأنه يقترب إليك إذ تقترب إليه. ثم اعترف له بما فيك من خطأ متأسفًا وتائبًا عليه حتى يغفره لك. ثم اشكره على غفرانه لك، وعلى صلاحه معك. سوف تجد مئات الأشياء التي تدفعك لأن تشكره، فإنه حقًا "باركي يا نفسي الرب ولا تنسَي كل حسناته". ثم اطلب طلباتك منه كصديق محب وأب حنون يسره أن يحقق لك طلبك.
اجعله مستشارك اليومي الذي تناقش معه مشاكلك وتحكي له متاعبك وتنتظر نصائحه.

قوته في التجربة

ليست التجربة خطية، لكن خضوعك لها هو الخطية، وكل إنسان يجرب، ولكن التجربة تزيد على من يأخذون جانب المسيح.
وكم نشكر الله لأن المسيح تجرب في كل شيء مثلنا، ولكنه لم يخطئ. وهو المنتصر الذي يعطينا النصر معه، ونحن بدونه لا نقدر أن نفعل شيئًا.

هل نقدر أن ننتصر؟

نعم، فإن "اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا" (1كورنثوس 13:10). فعندما تقرع التجربة على باب قلبك لا تجاوب أنت، بل دع المسيح يرد بدلاً منك، فتهرب من التجربة. وهكذا عندما تشعر بالتجربة اطلب منه أن يأتي ويرد عوضًا عنك، وستنتصر كما انتصر بطرس وهو يغوص في بحر الجليل فرفعه المسيح (متى 30:14-31).

إذا سقطت انهض

وليس الوقوف بجوار المسيح معناه عدم السقوط، ولكنه سيجعلك أكثر حساسية للسقوط في الخطية، وأسرع في الشعور بها. فإذا سقطت انهض حالاً ولا تفشل، وقد قال المرنم عن المؤمن: "إذا سقط لا ينطرح لأن الرب مسند يده" (مزمور 24:37). قم من سقطتك أكثر تواضعًا وحكمة وتصميمًا على اتباع المسيح.

أمامك عمل

واعلم أن المسيح قد نقلك من الظلمة إلى النور لأن عليك عملاً ينبغي أن تعمله في خدمته، فقد قال الله عن شاول الطرسوسي بعد تجديده: "هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي".
فإذا أردت أن تنتصر، عليك أن تحاول معرفة العمل الذي اختاره لك الرب للشهادة له. اشهد له بحياتك وقدوتك، واشهد له بشفتيك. إن خير ما يرفع حياتك الروحية هو العمل والخدمة، فاعمل واشتغل في كرم الرب.

توّج يسوع

وقمة حياة المؤمن هي التسليم الكامل للمسيح، حين يكون المسيح رب كل كبيرة وصغيرة في حياتك، فإن البيت المنقسم على ذاته يخرب. إنك تتوّج المسيح على حياتك حين تفعل ما يرضيه بالتمام.
فإذا لم تعرف كيف ترضي الله في عملك اسأل نفسك عما تريد أن تفعله: هل أقدر أن أطلب بركة الله على ما أفعله؟ فإذا كان هذا ممكنًا فاطلب بركة الله على ما تعمل، وامض فيه "فافعلوا كل شيء لمجد الله".
هذه هي خطوات النجاح في الحياة الروحية فاتبعها.

• السابق
• التالي