Voice of Preaching the Gospel

vopg

حزيران June 2012

الدكتور ناجي منصورملكوت الله وملكوت السماوات عبارتان مترادفتان لمعنى واحد، وهو سيادة السماء على الأرض. وقد كانت هذه السيادة كاملة عند بدء الخليقة، ولكن الإنسان سلّم هذه السيادة لإبليس حين رفض كلام الله وصّدق كلام إبليس، ومن وقتها، ورغم أن إلهنا إله كل الدهور إلا أن إبليس أصبح إله هذا الدهر، فالكتاب يقول: "الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح" (2كورنثوس 4:4)، بل ورئيس هذا العالم (يوحنا 30:14). فإبليس له مملكته الخاصة، وهذه المملكة هي المصدر الرئيسي لكل خطر يواجهه الإنسان من حروب، ومتاعب، وضيقات، وشرور تملأ العالم وتمزقه. وهو المتحكم  في أهواء وأمزجة وأفكار الكثيرين.
وقد ذكر الوحي الإلهي عنه على لسان الرسول بولس حين قال: "... رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية" (أفسس 1:2-2). وبالرغم من تغلغل إبليس ومملكته وسط العالم، لم يترك الله خليقته أبدًا. فهو المتحكم في كل الكون، والقادر أن يستخدم كل الأشياء لخير الإنسان، ويستطيع أيضًا أن يستخدم إبليس نفسه وكل حيله ومؤمراته وجعلها  كلها لخير الإنسان؛ خاصة لو طلب الإنسان منه ذلك بإيمان وثقة: "ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده" (رومية 28:8).
قد يعيش الإنسان كل أيام عمره وهو لا يعلم أنه يتبع مملكة إبليس، وهو من أبناء المعصية، ومحسوب منذ ولادته لمملكة
إبليس. فقد ورث عن آدم كل ذلك، وعليه فإنه يجب أن يجيء الوقت لينتقل فيه من مملكة الظلمة هذه إلى ملكوت الله. ولكن كيف؟ إن انتماء الشخص لدين أو لطائفة ما لا تمكّنه من ذلك أبدًا. فقد يكون الإنسان مسيحيًا ولكنه مسيحي بالاسم فقط! وقد يكون ملتزمًا ببعض الطقوس والوصايا بل وببعض الأعمال الصالحة، ولكن هذه أيضًا غير كافية لمنحه هذا الانتقال. ولكن الشخص الوحيد القادر على ذلك هو الله، وقد قدّم ابنه فداء عنا. فبدمه وبإيماننا به تُغفر كل خطايانا، وننال الخلاص، ونحصل عل المصالحة مع الله، ونحسب من أولاده ورعايا مملكته "الله... الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا" (كولوسي 13:1-14).

مملكة إبليس

بانضمام الإنسان إلى مملكة إبليس وملائكته الأشرار المرتدين بعصيانهم على الله، أعطى الفرصة لإبليس أن يتسلط عليه. لقد مكّن آدم إبليس أن ينزع منه السلطان الذي منحه إياه الله على الخليقة لكي يصبح هو الموكّل عليها بدلاً منه (تكوين–26:1-28)، وهكذا أصبح العالم كله في قبضة إبليس. "العالم كله قد وُضع في الشرير" (1يوحنا 19:5). ولكن الله لم يترك الإنسان أبدًا. ففي البدء، قبل أن يطرد آدم وحواء من جنته، ألبسهما ثيابًا من جلد حيوان قد سبق وأعده لهما ليكون هذا الحيوان بمثابة ذبيحة كفارية لهما عن خطيتهما، وبهذه الذبيحة تحققت رحمة الله! وبطردهما من الجنة تحقق عدل الله. إذن، مات آدم أدبيًا بفقدان مركزه الأدبى عند الله، ومات روحيًا بوقوعه في الخطية هو ونسله من بعده، وأخيرًا مات آدم جسديًا وتحوّل إلى تراب كما قال الرب: "لأنك تراب وإلى تراب تعود" (تكوين 19:3).

مملكة الله

منذ أن طُرد الإنسان من الجنة، كان الله يسعى لاسترداده واسترداد مملكته من يد إبليس دون إكراه أو إرغام، وذلك لأن الله خلق الإنسان على صورته. فهو يملك إرادة حرة. فليس من سمات الله أن يغّير عهده ويجبر الإنسان على الرجوع إلى مملكته بالإكراه. فقد اختار الإنسان بإرادته طريق إبليس، وعليه أن يرجع أيضًا بإرادته إلى الله.
عزيزي القارئ، إن الله يترك لك كامل حريتك، فإما أن تختاره وتختار مملكته أو تختار إبليس ومملكته. ولكن اعلم أنه في كل الحالات لن يتركك أبدًا. فهو دائمًا يناديك، ويبذل كل شيء من أجلك لكي تلتفت إليه فلا تستمر في عنادك. فهل تلتفت إليه الآن، وتنظر إليه بمنظور آخر غير الذي تعوّدت عليه... ترى فيه إلهًا يحبك، وآب يشتاق لعودتك، وراعيًا ساهرًا منتظرًا عودة خرافه الضالة. فهل ترجع إليه الآن وتشهد عن محبته لك؟
وأخيرًا قبل أن أتركك، دعني أقدم إليك هذه البشارة، وهي أن الله في ملء الزمان، أي في الوقت المحدد، جاء بنفسه إلى الأرض لتأسيس ملكوته وأعلن عن ذلك بالقول: "توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات" (متى 17:4). وفي الصليب تم انتصاره على إبليس ومملكته، إذ قدّم نفسه ذبيحة كفارية عن ذنوب وآثام  كل البشر وأعلن بذلك استرداد كل ما سُلب منه، وتم تحرير كل من يؤمن به من عبودية إبليس ونقله من سلطان الظلمة إلى ملكوت الابن الحبيب (كولوسي 13:1).)
وبحلول الروح القدس في يوم الخمسين من قيامته، تأسست الكنيسة في قلوب كل الذين آمنوا بالرب يسوع المسيح وسلموا حياتهم له ليملك عليها. فالكنيسة إذًا كانت الإعلان الرسمي على قيام هذا الملكوت. إنه ملكوت غير معلن لغير المؤمنين، وملكوت لم يكتمل بعد، لأنه لم يشمل كل العالم بعد. فحتى الآن ما زال إبليس يرأس هذا العالم، وهو يحكم، ويسيطر، ويقيّد، ويشدد قبضته على حياة الكثيرين، لكنه سيجيء اليوم الذي
بقية "ملكوت الله" من صفحة
فيه ستجثو للرب يسوع المسيح كل ركبة (للمخلصين والهالكين) معلنة سلطانه الكامل عليها. "لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ" (فيلبي 10:2-11).
عزيزي القارئ،
هذا ما سيحدث حقا، وسيسجد الجميع، ولا سيما الهالكون رغما عنهم، للمسيح. ولكن ماذا بالنسبة لك؟ هل تطلبه الآن من كل قلبك؟ هل تقبله الآن ملكًا على حياتك؟ وهل تطلب منه الآن أن ينقلك من سلطان الظلمة إلى ملكوته؟ إنه يدعوك الآن  بلطف  ويقول: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (متى 28:11).  
فهل تأتي إليه الآن قبل فوات الأوان — وتُجبر على ذلك — لأنك وقتها ستكون من عداد الهالكين؟
الاختيار لك أنت!

المجموعة: حزيران June 2012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

242 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10474585