Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيلول - تشرين الأول Sep - Oct 2012

"وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ" (أعمال 12:4).
لمَ تختلف المسيحية عن أي ديانة أخرى في العالم؟
تتركز الإجابة على شخص يسوع المسيح: يسوع، وابن الله الآب والأقنوم الثاني في الثالوث.
هناك اليوم أصوات عديدة تزعم غير ذلك. يقول الملحدون بأن الله غير موجود. والمشركون يعتبرون يسوع كواحد من آلهة كثيرة. ويقول البعض أن يسوع هو أول خليقة الله وليس الله الأبدي. لكننا نردد بجسارة ما صرّح به الرسول بطرس وعن اقتناع تام: "أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!" (متى 16:16). "لقد مات مؤسسو مختلف الديانات غير المسيحية ودُفنوا. أما المسيح فهو حي!"   
إن اللقب مسيح معناه "الشخص الممسوح"، وهو مصطلح إغريقي مرادف للكلمة العبرية القديمة مسيا – أي الشخص الممسوح الذي سيُرسله الله لخلاص شعبه. فبطرس وأوائل المؤمنين في بداية الكنيسة المسيحية قد اعترفوا بيسوع أنه المسيا الموعود به في العهد القديم. وتميزت تلك الحقبة التي عاشوا فيها من تاريخ العالم بالاحباط واليأس. لكن المسيا الموعود به أضاء كمنارة في الظلام ولم يخفت ضياؤه أبدًا. "فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ... كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ" (يوحنا 4:1، 9).
واليوم، إذ يكافح قادة العالم لحل مشاكل لا يمكن التغلب عليها كما يبدو، وأمام أوضاع مكفهرة تهدد بالخطر، يبرز سطوع من أعلن قائلاً: "أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ" (يوحنا 12:8).
إنه "حمل الله الذي يرفع خطية العالم".
(يوحنا 29:1)
لم أشعر قط — خلال كل خدمتي التبشيرية — أنني بحاجة إلى "تكييف" يسوع لملاءمة مختلف القوميات، والثقافات، والقبائل، أو المجموعات العرقية التي بشرتها. أحاول تكييف أمثلة توضيحية للتأكيد على حقائق معينة — من شأنها مساعدة جمهور معين على فهم الإنجيل بشكل أوضح — حسب خلفيتهم الثقافية. أما حقائق الإنجيل الجوهرية فهي لا تتغير.
إن الأمور المتعلقة بولادته من عذراء، وحياته الخالية من الخطية، وموته الفدائي والبديلي عنا، وقيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الآب، والرجاء المجيد بعودته، كل هذه يجب ألا تضْعَف أو تشوَّه بأي شكل من الأشكال.
إن يسوع هو المسيح الأوحد وهو أيضًا "الله، ربنا ومخلصنا". إنها لحقيقة مذهلة لا يُسبر غورها وهي أن الله نفسه قد جاء في شخص ابنه الوحيد. إن تجسّد يسوع وألوهيته الكاملة هما حجرا الزاوية للإيمان المسيحي.
هناك تأكيد على هذه الحقيقة العظيمة في كل العهد الجديد. بدأ يوحنا إنجيله بالكلمات: "في البدء كان الكلمة..." (يوحنا 1:1). فكلمة لوغوس باليونانية تعني "كلمة"، وقد كانت مفهومة لدى اليهود واليونانيين. ثم تابع يوحنا: "وكان الكلمة عند الله، وكان الكلمة الله... والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا، ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملوءًا نعمة وحقًا" (يوحنا 1:1 و14). فالمسيح هو منذ الأزل وإلى الأبد، لأنه الله بالتمام. يقول الكتاب المقدس: "الذي هو صورة الله غير المنظور، بكر كل خليقة. فإنه فيه خُلق الكل... لأنه فيه سُرّ أن يحلّ كل الملء" (كولوسي 15:1-16، 19).
يخبرنا البشير متى عن ولادة يسوع قائلاً: "وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا" (متى 22:1-23).
ويسوع نفسه شهد تكرارًا عن طبيعته الإلهية، وصرّح: "قبل أن يكون إبراهيم، أنا كائن" (يوحنا 58:8). ثم أعلن: "أنا والآب واحد" (يوحنا 30:10). وعلاوة على ذلك، أظهر يسوع قدرته على فعل أشياء لا يستطيع أحد أن يفعلها إلا الله. وقد كانت التهمة الموجهة ضده عند محاكمته أنه "جعل نفسه ابن الله" (يوحنا 7:19)، وعندما سُئل إذا كان هو ابن الله أجاب: "أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ" (لوقا 70:22).

ما الأدلة التي قدمها يسوع ليثبت بأنه حقًا الله الآتي بهيئة بشر؟

أولا، دليل حياته الكاملة

فقد سأل: "من منكم يبكتني على خطية؟" (يوحنا 46:8) - ولم يستطع أحد أن يجيب لأن حياته كانت كاملة. لقد كان بلا لوم مع أنه "مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ" (عبرانيين 15:4).

ثانيا، دليل قدرته

كانت قدرته هي قدرة الله القادر على كل شيء. فقد استطاع تهدئة العواصف في بحر الجليل. أقام الموتى، وشفى المرضى، وأعطى البصر للعمي، وجعل الكسيح يمشي. لقد شهدت معجزاته على حقيقة كونه رب الطبيعة بأسرها: "فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ... الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ" (كولوسي 16:1-17).

ثالثا، دليل تحقيق النبوءة

فقبل مئات السنين من ولادته، تحدث أنبياء العهد القديم بدقة متناهية عن مكان ولادته، وكيفية موته ودفنه، كما تنبّأوا عن تفاصيل لا تحصى عن حياته، وقد تحققت النبوءات في كل هذه الحالات.

رابعا، دليل قيامته من بين الأموات

فيسوع المسيح "تعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات" (رومية 4:1). إن مؤسسي مختلف ديانات العالم غير المسيحية قد ماتوا ودفنوا. أما المسيح فإنه حي! وقيامته حقيقة! وقبره فارغ!

خامسا، هناك برهان تغيير حياة الناس

المسيح وحده، ابن الله القدوس يستطيع أن يغير القلب البشري. وهو ما زال يفعل ذلك. يقول الكتاب المقدس: "إذًا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدًا" (2كورنثوس 17:5).
نعم، إن يسوع المسيح هو تمامًا ما قاله هو عن نفسه بأنه الله ذاته جاء في هيئة بشر. تلك هي الحقيقة الحاسمة التي تشكل الأساس الوطيد لحقيقة خلاصنا. فليس أحد سوى المخلص القدوس يستطيع أن يموت ككفارة كاملة وتامة عن خطايانا. الرب القدوس وحده يستطيع أن يخبرنا كيف ينبغي أن نعيش. إن ابن الله المقام وحده الذي صعد إلى السماء يستحق عبادتنا وخدمتنا. وبالإيمان يصبح يسوع ربنا ومخلصنا. لقد أُعطي له كل سلطان في السماء وعلى الأرض. إن نظام العالم الحاضر الشرير لا يعترف حتى الآن بسيادته؛ إنه لا يزال تحت سيطرة الشيطان الخادعة. أما الذين يسكن يسوع فيهم فلديهم السلطان على الشرير وسائر شياطينه. لكنه يعلن الرسول يوحنا بأن "الذي فيكم أعظم من الذي في العالم" (1يوحنا 4:4).
ولأن يسوع هو المخلص، فهو ينقذنا من عقوبة الخطية. ولأن يسوع هو الرب، فهو يعطينا القوة لكي نتغلّب على الخطية في سيرنا معه كل يوم. ويومًا ما سيأخذنا لنكون معه. ولأن يسوع وحده هو الله، فعندما نعترف به مخلصًا وربًا لنا، يستطيع هو أن يمنحنا، ونستطيع نحن أن نحصل على، هذا الضمان والأمل المباركين.
كيف نستطيع أن نعرف الحق عن الله؟ هل الدين هو فقط قضية رأي شخصي؟ يقول الكتاب المقدس لا! فهو يخبرنا أننا نستطيع أن نعرف الحق - لأن الله أعلن لنا عن ذاته.
منذ سقوط الجنس البشري في جنة عدن، استمر الله يعلن عن ذاته عبر التاريخ. اختار الله إنسانًا، وهو إبراهيم، ليصبح أمة عظيمة. وبمعجزة أخرج الله شعبه المختار من مصر. وبقيادة موسى عَبَر الشعب البحر الأحمر. وأعطاهم الله الوصايا العشر، وأعطى إسرائيل أنبياء، وكانت نبوءاتهم الموحى بها من الله جديرة بالثقة المطلقة.  
لكن الأهم من ذلك كله، هو أن الله أعلن عن ذاته في شخص ابنه يسوع المسيح: "اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ" (يوحنا 18:1). لقد أكد أن يسوع هو بالحقيقة الله الابن من خلال معجزاته وقيامته من بين الأموات.
كان تدوين كلمة الله بقيادة وإرشاد الروح القدس الذي حفظ الذين نقلوها إلينا من أي انحراف عن إعلان الله في كتاباتهم، وذلك لكي يبلغونا بدقة ما أراده الله لهم أن يسجلوه: "عَالِمِينَ هذَا أَوَّلاً: أَنَّ كُلَّ نُبُوَّةِ الْكِتَابِ لَيْسَتْ مِنْ تَفْسِيرٍ خَاصٍّ. لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (2بطرس 20:1-21). ومع أن الذين كتبوا الأسفار المقدسة كانوا أبناء زمنهم،  فقد ضمن الله أن تكون الكلمات والأفكار موحىً بها ومسجلة بدقة حسب قصده: "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ" (2تيموثاوس 16:3).
ولأن الكتاب المقدس هو كلمة الله الموحى بها، فلا تناقض فيه ولا يعلم تعاليم زائفة - لأن الله لا يكذب. قد لا نفهم كل تفاصيل أسفاره، إنما من الضروري ألا تغيب عن أذهاننا الحقيقة بأنه كلمة الله وليس أفكار إنسانٍ أو آرائه.
كان يسوع يقتبس باستمرار من أسفار العهد القديم ويوضح بأنها كلمة الله الموحى بها. ولذلك علينا نحن أن نتبع المسيح ونكرّم الكتاب المقدس مثلما فعل يسوع تمامًا. إن لكلمة الله  القدرة على تغيير حياة الناس!
لقد وعد الله أن يبارك كلمته. فكنت أقتبس المرة تلو الأخرى في أثناء خدمتي آيةً من الكتاب المقدس خلال الموعظة – وأحيانًا أتلوها من غير تخطيط مسبق – ليقول لي أحدهم بعدها أن الروح القدس استخدم هذه الآية بالذات لإقناعه وللإيمان: "أَلَيْسَتْ هكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ، يَقُولُ الرَّبُّ، وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟" (إرميا 29:23).
ذات ليلة مقمرة في جبال كاليفورنيا، خرجت وحدي ومعي كتابي المقدس. وضعت كتابي المقدس المفتوح على الجذع المتبقي من شجرة مقطوعة وصليت: "يا رب، لست أفهم كل ما في هذا الكتاب، لكني أقبله بالإيمان على أنه كلمة الله الحي". ومنذ تلك اللحظة لم أشك قط بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله. لقد أكد الله لي ذلك بمشاهدتي قوة كلمته المؤثرة في حياة الناس.
إن مصدر دعوتنا وقوتنا هو كلمة الله المعصومة عن الخطأ، أي الكتاب المقدس. إنه الكتاب المقدس ذاته الذي فيه إعلان يسوع المسيح الذي نؤمن به، ونثق فيه، ونعلنه مخلصًا لنا، ونعترف به ربًا لنا أمام الآخرين. إنه هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد.
هذا هو أساس الحقيقة التي نعلنها. وهذا هو سبب ابتهاجنا.
هل أتيت إلى الله الآب عن طريق  يسوع المسيح؟
يخبرنا الكتاب المقدس بأن الرب يسوع المسيح هو الطريق الوحيد، ويحثك على الاعتراف بخطاياك وقبول يسوع المسيح بالإيمان ربًا ومخلصًا لك. وعندما تفعل ذلك، تبدأ علاقتك مع الله، وهو يعدك بالغفران ونوال الحياة الأبدية. يمكنك أن تصلي صلاة بسيطة على النحو التالي:
"يا الله، إنني خاطئ. أنا نادم على خطيتي. سامحني. أريد أن أتوب عن خطيتي. إنني أقبل يسوع المسيح مخلصًا لي؛ وأعترف به ربًا، وأريد أن أتبعه من الآن فصاعدًا. باسم يسوع. آمين."
أقدم على هذه الخطوة الهامة. وبعدها اتصل بنا، فلدينا معلومات تساعدك على النمو في المسيح.

المجموعة: أيلول-تشرين الأول Sep-Oct 2012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

448 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577183