أيلول - تشرين الأول Sep - Oct 2012
إن طريق الحق والصواب واحدة وحيدة التي تقودنا إلى الله خالقنا، والكتاب المقدس هو دليلنا إلى معرفة الله وابنه الوحيد. فمن خلاله نجد ما يريده الله منا أن نؤمن به وأن نفعله لخيرنا وخلاصنا، وما يجب أن نتجنبه لئلا يلحقنا الخطر والضرر والهلاك. فالكتاب المقدس منجم ذهب كلما نغوص في بحوره نُخرج منه اللآلئ والجواهر الثمينة الروحية التي تعلمنا فرائض الرب، وتثبّت خطواتنا في كلمته الحية، وتمنحنا التنوير، والتعقل، وتليّن قلوبنا، وتزينها بالحب والرحمة والمغفرة والوداعة والصبر... وتحثنا على فعل الخير والصلاح والحق والعدل والصدق والمسامحة.
ما أروع الكتاب المقدس الذي منحنا إياه الله تعالى ليكون غذاءنا الروحي فيغيّر حياتنا نحو الأفضل! وليس فقط يزيدنا علمًا ومعرفة... فهو الكتاب الأكثر مبيعًا واقتناء في العالم ولكن أغلب الناس مع الأسف لا يقرأونه بالقدر الكافي ويهملون البحث عن الحقيقة والتفتيش عنها داخل الكتاب المقدس؛ وإبليس يحاول جاهدًا أن يلهي الناس ويبعدهم عن قراءته لئلا يصلوا إلى مبتغاهم. فهل كل واحد منا يفتح الكتاب المقدس يوميًا، يقرأه ويتأمله؟ إن الله يكلمنا من خلال الكتاب المقدس مبيّنًا لنا كيف ينبغي أن نحيا لأجله، ويحذّرنا من مخاطر الخطية والشرور، ويوفر لنا طعامًا روحيًا، ويجيب عن أسئلة أساسية ضرورية لخلاصنا وحياتنا عامة. فالذي يهمل الكتاب المقدس يعرّض صحته الروحية للأخطار والهلاك...
كان في أيام الاتحاد السوفييتي سابقًا وفي ظل الشيوعية الملحدة فتاة لم يتجاوز عمرها 11 سنة تبحث عن الله، رأت لوحة تمثل الرب يسوع طفلاً - ادّعت السلطات الشيوعية إنها أسطورة بشأن إرسال الله ابنه إلى الأرض - فأخذت تبحث عن الحق، ولم تتمكن من الحصول على الكتاب المقدس إلا عند بلوغها الثلاثين من عمرها. فوجدت به ضالتها وأيقنت بالمسيح مخلصًا لها. خاطرت تلك الشابة بحياتها للبحث عن الحق في كلمة الله لمدة عشرين سنة، وأصبحت فيما بعد محامية تعمل على حماية الروس من الاضطهاد بسبب الدين.
عندما نمتلك حق الله ونعيش فيه نستطيع أن نؤثر في الناس الذين نتلامس معهم كل يوم وننقل إليهم نِعم الله ومحبته في المسيح يسوع لينال الجميع الخلاص... لأننا إن كنا باحثين عن الحق بإخلاص فلا بدّ أن يبعث الله فينا شغفًا بكلمته الحية التي تهبنا الفرح والسعادة وتجعلنا خاضعين لوصاياه الإلهية وسالكين بحسب شريعته السماوية غير حادين عن جادة الحق.
عن "الحكمة"
