Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الأول December 2012

الدكتور القس منيس عبد النورقبل ميلاد المسيح بسبع مئة سنة تنبأ إشعياء النبي قائلاً:
"لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ" (إشعياء 6:9).
وقال في مطلع الأصحاح التاسع: "اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ".
لقد تحققت هذه النبوة في تجسد المسيح ومولده. ونحن الذين قبلنا الرب يسوع ربًا وإلهًا انتقلنا من سلطان الظلمة إلى ملكوت النور، ولكن لا زلنا نحتاج إلى نور الرب لينوّر طريقنا وقلوبنا، كما نصلي أن يضيء الرب بنوره على كثيرين ممن لا يزالون في الظلمة.
ما أكثر الأسئلة التي تدور في أذهاننا من غير إجابة، لأن إجاباتها في يسوع المسيح. وقد نسأله: لماذا فعلت هذا يا رب؟ فلنستمع إلى قول الرسول: "الآن أعرف بعض المعرفة، لكن حينئذ سأعرف كما عُرفت".
ولا يملك أحدنا الإجابة، لكن عندما ينوّر المسيح قلبك وطريقك وفكرك تجد راحتك عنده.
في يسوع المسيح أمل نور لمن هو في ظلام، وأمل فرح لمن هو في حزن، وأمل حرية لمن هم تحت النير.
ويؤكد الكتاب المقدس حياة الاستنارة في المسيح يسوع: "وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ" (2تيموثاوس 10:1).
وأمل الفرح: "لأَنَّ فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ"؛ "اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا"؛ "يَفْرَحُونَ أَمَامَكَ كَالْفَرَحِ فِي الْحَصَادِ. كَالَّذِينَ يَبْتَهِجُونَ عِنْدَمَا يَقْتَسِمُونَ غَنِيمَةً" (نحميا 10:8؛ فيلبي 4:4؛ إشعياء 3:9).
قد نتعب، كمن يزرع ثم يصيبه اليأس وهو لا يرى ثمرًا لما يزرع. على أن الأمل يقول: "يفرحون أمامك يا رب كالفرح في الحصاد". إن كنت قد زرعت بالدموع أؤكد لك أنك أمامه ستحصد بالابتهاج.
قد يوضع على أكتافنا نير ثقيل نكاد ننوء تحته. مسؤوليات أكبر من طاقتنا! هذه كلها تتكسر حسب الوعد لأولاده "لأَنَّ نِيرَ ثِقْلِهِ، وَعَصَا كَتِفِهِ، وَقَضِيبَ مُسَخِّرِهِ كَسَّرْتَهُنَّ كَمَا فِي يَوْمِ مِدْيَانَ" (إشعياء 4:9).
ما أعظم الرسالة التي يفتتح بها إشعياء الأصحاح التاسع من سفره "نور لمن هم في ظلام، فرح لمن هم في يأس، حرية لمن هم تحت نير".

كيف يتم هذا؟

في يسوع! "لأنه يولد لنا ولد ونُعطى ابنًا". الله في محبته أعطى ابنه يسوع المسيح نورًا وفرحًا وحرية للعالم، فقد قال يسوع: "رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ... وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضًا عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ". (إشعياء 1:61-3)
هذه رسالة المسيح في مجيئه الأول إلى أرضنا، ولا زالت هي رسالته اليوم ونحن نتطلع إلى مجيئه ثانية. إن كان إشعياء قد تكلم بروح النبوة عن المسيح الآتي "لأنه يولد لنا ولد، ونُعطى ابنًا" فإننا نتطلع إلى مجيئه إلينا ثانية، ملكًا ظافرًا منتصرًا يعيد إلينا النور الذي افتقدناه، والفرح الذي ربما ضاع منا والحرية الكاملة التي نفتقدها.
لقد وُلد لنا يسوع المسيح، لنولد نحن ولادة جديدة به وله. لقد جاء "آخذًا صورة عبد" ليمنحنا صورة الله، ليجعلنا كما قال الرسول بطرس "شركاء الطبيعة الإلهية".
وُلد إنسانًا ليجعل منا أعظم من بشر، أبناء الله! كما يؤكد الرسول يوحنا في قوله: "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ" (يوحنا 12:1).
فالذين وُلدوا من الله هم المؤمنون باسمه، وقد قبلوه فأنعم الله عليهم بالبنوية، ولذلك نقول مع الرسول يوحنا:
"اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ!" (1يوحنا 1:3).
وُلد لنا ولد... لنولد نحن للرب ولادة جديدة عندما نتغيّر. لقد جاء المسيح إلى أرضنا واستفاد البعض بمجيئه إلينا، ولكن البعض رفضوه.
لنأخذ الرعاة مثلاً، الذين تركوا رعيتهم ليقدموا السجود للطفل المولود، ولكن هيرودس أضاع نفسه وأهلكها، ولم يستفد شيئًا من مجيء المسيح.
المسيح يجيء إليك الآن ليولد في قلبك! افتح قلبك لله لتأخذ حياة أبدية. لا تجعل من مجيء المسيح إليك الآن دينونة عليك؛ لأنه يقرع على باب قلبك بطرق مختلفة.
"هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ" (رؤيا 20:3-21).
ها أنت تسمع الآن، فتب وافتح قلبك للمسيح. الذين فتحوا قلوبهم للمسيح، والذين يعيشون فيه، ينتصرون به في طريق حياتهم، سيغلبون بالإيمان فيه، حتى يرثوا معه وفيه الحياة الأبدية.

المجموعة: كانون الأول December 2012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

156 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10541113