Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الثاني - شباط Jan-Feb 2013

الدكتور عصام رعدكلّ كلمة الله هي رسالة محبة، لكن إنجيل يوحنا بشكل خاص ترد فِيهِ كلمة المحبة أكثر من أي سفر آخر، وهو أيضًا إنجيل الماء والحياة. ففي الأصحاح الثالث منه نجد أن الماء يشير إلى الروح القدس والولادة من الروح. "إن كانَ أحدٌ لا يولدُ من الماءِ والروح لا يقدرُ أن يدخلَ ملكوتَ الله" (يوحنا 5:3). ويرمزُ أيضًا لشخص المسيح، ينبوع الماء الحي الذي يحيي ويروي. "من يشربُ من الماء الذي أعطيهِ أنا فلنْ يعطشَ إلى الأبد، بل الماءُ الذي أعطيهِ يصيرُ فِيهِ ينبوع ماءٍ ينبعُ إلى حياةٍ أبديةٍ" (يوحنا 14:4). أما في يوحنا 5 فنرى الماء الذي يشفي.


هل تعلم أن 96.7٪ من مياه العالم هي مياه مالحة و3.3٪ منها هي مياه عذبة وأغلبها، أي 99.99٪ من هذه المياه العذبة هي في القطبين الشمالي والجنوبي؛ أي لا نستطيع أن نصل إليها، ولذلك هناك نقصٌ هائل في المياه العذبة حول العالم. أما المياه الإلهية العذبة فلا نقص فيها، بل متوافرة لكل من يريدها ويطلبها. قال الرب يسوع في رؤيا 6:21 "أنا أعْطي العطشانَ منْ ينبوع ماءِ الحياةِ مجانًا". إنه يُريد أن يعطيك ماء الحياة، والخلاص، والشفاء الروحي والنفسي والجسدي. وقد قال وهو الطبيب العظيم في يوحنا 37:3-38 "إِن عطشَ أحدٌ فليقبلْ إليّ ويشربْ. منْ آمَنَ بي، كما قال الكتابُ، تجري من بطنه أنهارُ ماءٍ حي. قال هذا عن الروح الذي كانَ المؤمنونَ بهِ مزمعينَ أنْ يقبلوه".
الحياة المسيحية حياة ارتواء وشبع وحياة فياضة، نرى هذا في إنجيل يوحنا 1:5-18  حيث يتكلم عن ثلاثة مشاهد:

 

مريض عاجز وسقيم

إنسان مسكين عاجزٌ ومريض منذ 38 سنة، ومرضه مزمن ومُستعصٍ، يقول عنه الكتاب أنه كان يضطجع هناك، أي يجلس بلا حركة لمدة 38 سنة في حالة شلل كامل، يُحاول أن يصل إلى البركة التي كان يُحركها الملاك أحيانًا. ولكن لا يوجد شخص يحمله... وكان في حالة يأس تام!
بركة بيت حِسدا معناها "بيت الرحمة والنعمة"، ولكن هذا الإنسان لم يجد الرحمة حتى في بيت الرحمة. كم من أشخاصٍ يذهبونَ إلى أماكن العبادة فلا يجدون رحمة أو لمسة حياة؟ وهذا الإنسان في عجزهِ وبأسهِ يُمثّل جميع الناس حول العالم فنجده عاجزًا أن يقدم لنفسه الأشياء التي تطلبها نفسه. كم ينفق الإنسان من المال لكي يرفّه ولو قليلاً عن نفسه؟ ويقال إن الضحك يُطيل العمر! هل تعرف أن الولايات المتحدة الأمريكية تنفق ألفي مليار دولار على الصحة العامة والترفيه؟ ورغم ذلك، فإن معدل الانتحار زاد أضعافًا! وما زال الإنسان عاجزًا عن أن يُؤمّن لنفسه السلام. هناك مؤتمرات للسلام، لكنهم لا يستطيعون أن يمنحوا السلام للمجتمع والعالم. الرب يسوع وحده هو مصدر الفرح وهو أيضًا رئيس السلام.
صورة الإنسان اليوم في القرن الحادي والعشرين تشبه كثيرًا فرانكلين روزفلت الذي كان جبار بأس ورئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية. جاء في أصعب أيامها سنة 1933 وبقي حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. وأثناء الحرب، كان الرجلَ القوي وصاحب القرار... أعلن الحرب على اليابان، ودخل ألمانيا وهزمها، لكنه كانَ مشلولاً عاجزًا؛ ولم يعرف بذلك أحد إلا عدد قليل من المقربين منه.
هذه هي صورة الإنسان، يبدو في الظاهر قويًّا وكأنه قادر على عمل كل شيء ولكن في نهاية الأمر هو إنسان عاجز!
والطب على الرغم من كل تقدمه عاجز أن يحل مشكلة الشيخوخة والسرطان المتقدم والموت. هذا الواقع يُؤكد ما يقوله الرب: "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا"، "ليس بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود".
الإنسان عاجز أخلاقيًا، وعلى قَدر ما تعلّمه وتثقّفه لا يستطيع أن يُحب الإنسان أخاه أو أن يساعده ويغفر له إن لم يسكن فيه روح المسيح. يقول الكتاب في رومية 18:7 "فإني أعلم أنهُ ليسَ ساكنٌ فيّ، أي في جسدي، شيء صالحٌ لأنّ الإرادة حاضرةٌ عندي، وأما أن أفعلَ الحسنى فلستُ أجدُ. لأني لستُ أفعلُ الصالحَ الذي أريدهُ، بل الشرّ الذي لستُ أريدهُ فإيّاه أفعل".
وهذا الواقع المأسوي الذي كان فِيهِ هذا الإنسان، أدخل اليأس والفشل إلى قلبهِ، ولذلك طغت عليه حالة من رثاء الذات. لقد سأله الرب: أتريد أن تبرأ؟ لم يُجاوب، ولكنه قال له: "يا سيد، ليسَ لي إنسان يُلقيني في البركة متى تحرك الماء"، أي صار عنده شعور بالنقص وإلقاء المسؤولية على الآخرين. هناك شعور يؤذينا كثيرًا، ليس فقط في رثاء الذات ولكن أن نلوم الآخرين على حالتنا. الإنسان الحقيقي الذي يعرف الرب يقول: "أستطيعُ كل شيء في المسيح الذي يُقوّيني".
الرب يتكلم إليك: إذا كُنتَ عاجزًا أو ضعيفًا هناك حل! يستطيع الرب يسوع أن يُعطيك قوة فوق طبيعية. يقول الكتاب في 2تيموثاوس 7:1 "لأنّ الله لم يُعْطِنا روحَ الفشل، بل روحَ القوةِ والمحبةِ والنصح".
حالة هذا الإنسان كحالة كل واحد منا بعيد عن الرب، أو الإنسان الذي عرفَ الرب لكنه لا يتمتع بكل قوة الرب، أي إنه يستمر في حالة من الفشل أو اليأس أو الضعف. هل هناك جرحٌ في داخل قلبكَ يجعلك ترثي لذاتك وتشفق على حالك؟ الرب يستطيع أن يلمسك ويقويك في شخصه وتقول حينها: "فليقل الضعيف بطلٌ أنا".
إن بركة بيت حسدا - وهي بركة لها خمسة أروقة - صورة لأسفار موسى الخمسة التي تُشبَّه بالتديّن السطحي العقيم، والملاك الذي يحرك البركة هو صورة للملاك الذي أنزل الناموس. هذه البركة هي وصف للواقع الديني... لكن الدين بدون المسيح لا يستطيع أن يقدّم لك شيئًا. كم من أشخاص لا يفهمون أن المسيحيةَ ليست دينًا بل هي لمسة الخلاص من الرب، وهي لمسات يومية من الرب لكي نأخذ منه هذه القوة. كان هذا الشخص عاجزًا ومشلولاً لا يستطيعُ الحركة. ثم قال له الرب: "قم. احمل سريرك وامشِ". إنه لا يستطيع أن يحمل سريره حتى وهو صحيح الجسد، ولكن بعد هذه اللمسة صار تمتع بقوة أكثر مما كانت لديه وهو صحيح.

تدين سطحي وعقيم

كان هذا الشخص مريضًا منذ 38 عامًا ولم يتغير فِيهِ شيء. كم من أشخاصٍ اعتادوا الذهاب لأماكن العبادة ولم يتغير فيهم شيء؟ لذلك سأله الرب: "أتريد أن تبرأ؟" لأنه وصل إلى مرحلةٍ في حياته تَعَوّد فيها على هذه الحالة حتى لم يعد يرغب أن يتغير. الرب يسألك: هل تريد فعلاً أن تتغير؟ هل تريد أن تصبح إنسانًا جديدًا؟ هل ترفض واقعك الذي أنتَ عَلَيْهِ وتتحوّل عن هذه الحياة إلى حياة القرب من الرب؟
أنت لست بحاجة أن تتدين من الخارج وداخلك نجاسة وإثم.
يتكلم الكتاب عن هؤلاء المُتدينين في 2تيموثاوس 5:3 "لهم صورة التقوى، ولكنهمْ مُنكرونَ قوتها. فأعرض عن هؤلاء"، وأيضًا قال الرب عن الفريسيين في متى 27:23-28 "ويلٌ لكم أيها الكتبةُ والفرّيسيونَ المُراؤونَ! لأنكم تشبهون قبورًا مُبيّضة تَظهر من خارج جميلة، وهي منْ داخل مملوءهٌ عِظامَ أمواتٍ وكل نجاسةٍ. هكذا أنتم أيضًا: من خارج تَظهرون للناس أبرارًا، ولكنكمْ من داخل مشحونونَ رياءً وإثمًا".
ليس كل شخص اسمه مسيحي هو مسيحي فعلاً، وليس كل من يقول عن نفسه إنه مؤمن يكون مؤمنًا حقيقيًا، بل يجب أن يتأكد أنه اختبر الخلاص وأن حياته تغيرت فعلاً بعمل روح الله. لاحظ، إن المجتمع الديني قائم على المزاحمة... الناس يتنافسون مع بعضهم البعض، وليس هناك جو شفقة أو رحمة أو نعمة. الكنيسة مستشفى... وهكذا ينبغي أن تكون؛ يدخلها المرضى ثم يتحسنون ويتغيرون إذا كان لديهم استعداد للتغيّر.
نلاحظ أن مريض بركة بيت حسدا كان مريضًا منذُ سنين طويلة ولا يوجد شخص يُلقيه في البركة متى تحرك الماء، وهذا يمثل المجتمع القائم على الذات. ليعطنا الرب في كنائسنا أن لا نحتقر الضعيف بل نحمله ونجذبه إلى حياة القوة والبَركة لأنه غالٍ على قلب الرب.
ليجنبنا الرب الحياة الناموسية الخارجية. يقول الكتاب: "لانهُ ما كانَ الناموسُ عاجزًا عنهُ، في مَا كانَ ضعيفًا بالجسدِ، فالله إذ أرسلَ ابنهُ في شبهِ جسدِ الخطيّةِ، ولأجل الخطيّةِ، دَانَ الخطيّة في الجسدِ" (رومية 3:8).
لاحظ، إن الناموس عاجزٌ عن أن يغيرك. أي إن التَدين لا يفيدك شيئًا بدون نعمة المسيح.
مثّل Brian Deacon دور الرب يسوع في فيلم "يسوع" ولم يكن يعرف الرب يسوع كمخلص شخصي لحياته، ولا علاقة له بالمسيح، وكذلك المُتَديِّن بدون نعمة التغيير يشبه الممثل الذي يلعب دور البطل وهو عاجز عن أن يعيش حياة البطولة.

طبيب حنان وعظيم

لقد انطلقت منه هذه الصرخة: "يا سيد، ليسَ لي إنسان يُلقيني في البركة".
حقًا، لا يوجد إنسان يساعدك ويخلصك أو يحبكَ مثلما أحبكَ المسيح، ولا أحد يَحن عليكَ غير المسيح كما يقول الكتاب في مزمور 5:116-6 "الربُ حَنَانٌ وصدِّيقٌ، وإلهنا رحيمٌ. الربُ حافظُ البسطاء. تَذللتُ فَخلصني".
بعدما ازدهر عمل Jc Penney وتقدم، وقعت كارثة عام 1929 التي أدت إلى الانهيار الاقتصادي الذي عمَّ أمريكا، مما أثّر على عمله وولّد لديه قلقًا، ثم قرحة وأمراض كثيرة. وأدخله الطبيب إلى المستشفى وقال له: "حالتك الصحية سيئة جدًا". وفي ليلة ما شعر فيها أنها آخر ليلة له، كتب رسالة وداع لزوجته وأولاده الثلاثة، ولكن عندما أشرق الصباحُ وإذ كان يتمشى في المستشفى، سمع صوت مؤمنين يرنمون ويقولون: "الرب يهتم بكَ، لماذا تهتم؟ أعطهِ قلبك". في هذه اللحظة سلم JC Penney قلبه للرب وبكى وإذا بالطبيب العظيم الحنون الرب يسوع يقدم له ما لم يقدمه طبيب آخر. إنه الوحيد الذي يشفي النفس والروح! وبذلك انتهت كل مشاكله وعند الظهر قال له الطبيب: كل شيء جيد، ماذا حدث لك يا JC؟ قال له: "لقد لمسني الرب وأنا الآن غير مهتم بأي شيء، الرب يهتم بي".
ليلمسك الرب كما لمس هذا الإنسان الشهير الذي ما زالت متاجره تُعتبر من أهم المتاجر في الولايات المتحدة الأميركية.
يقول الكتاب في إنجيل يوحنا 6:5 "هذا رآه يسوع". الرب يراكَ ويعرف حالتك ويعرف ما تريده أنت ويريد أن يقدم لكَ الأفضل. نعم، لقد دعاه: "أتريد أن تبرأ؟" ثم "شفاه"!
الرب يراك ويدعوك ويريد أن يشفيكَ ويعطيكَ هذه القوة.
كانت البِرْكة عند باب الضأن - الضأن أي الحمل - الذي يرمز إلى المسيح الذي هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم. يقول الكتاب عن هذا الطبيب العظيم في مزمور 3:103-4 "الذي يغفرُ جميع ذنوبكِ. الذي يَشفي كلّ أمراضكِ. الذي يفدي من الحفرةِ حياتكِ. الذي يكللكِ بالرحمةِ والرّأفةِ".
هل تعلم أن الرب يسوع الطبيب العظيم يشفي الجسد والروح والنفس معًا؟ الرب يشفي الجسد وقد يستخدم الطبيب والدواء، أو قد يعطي الرب نعمة فوق طبيعية لتحتمل المرض أو الألم أو الفراق وهذا عمل شفائي في حياة الإنسان المؤمن. الرب يشفي قلبك من اليأس والضعف ويعطيكَ قوة ورجاء. ويومًا ما، يعطينا أجسادًا ممجدة، ويشفي النفس والروح في الخلاص لحياة جديدة.
تَعرّف طوني كامبولو على شخص مريض بالسرطان في الكنيسة وصلى من أجله حتى يُشفى، وبعد شهر اتصلت به زوجته وقالت: زوجي الذي كان معه السرطان قد انتقل، فحزن كامبولو! ولكن السيدة آنا استطردت وقالت: أنا اتصلتُ بك لكي أشكرك، الرب شفى زوجي روحيًا! كان لا يعرف الرب وكان يلعن ويحلف ويسب ولكن أنت صليت معه وقدمت له شفاء الخلاص. لمسه الرب، ونال نعمة عظيمة، وكان يجمع العائلة ويصلي معهم، واستولى عليه سلام لا ينطق به ومجيد. لقد اختبر الشفاء الأعظم وهو الشفاء الروحي، والآن هو مع الرب ويومًا ما سوف نراه بجسد ممجد.
هذا هو الشفاء الروحي الذي يقدمه الرب، الطبيب العظيم، ولهذا السبب هو أعظم طبيب:
1- لأنه يشفي كل أمراضك الجسدية والنفسية والروحية، أي إن اختصاصه كامل.
2- يقدم الشفاء مجانًا.
3- هو حاضر في كل حين! يقول الكتاب: "يدعوني فأستجيب له".
4- يقدم لك شفاء أبديًّا وليس إلى حين.
5- الطبيب هو نفسه الدواء وهو نفسه الشفاء.
6- يقدم لكَ الشفاء على حسابه أي من دمه وحياته.
7- هو يُحبكَ أكثر من أي شخص آخر حتى أكثر من نفسك.
الرب يناديك... فقل له بكل جدية: "أريد أن أبرأ وأبدأ معك حياة روحية أبدية مملوءة من روحك". طالب الرب بمواعيده فيعطيك بحسب غناه في المجد.

المجموعة: كانون الثاني - شباط Jan-Feb 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

309 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577006