كانون الثاني - شباط Jan-Feb 2013
"انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح" (2بطرس 18:3).
تقول الدراسات التي أُجريت على المؤمنين في مختلف بلاد العالم: إنه بعد أن يسلم الإنسان حياته للمسيح ويبدأ رحلة الإيمان الجديد، يحصل على معلوماته الأساسية من الكتاب المقدس خلال ستة أشهر. لكن المشكلة في الإنسان أن النمو في الممارسة وحياة الإيمان، لا تتمشى مع حياة النمو في المعرفة.
ونجد في لوقا 17 تحديًا كبيرًا قدمه المسيح لتلاميذه: "لا بد أن تأتي العثرات... إن أخطأ إليك أخوك فوبّخه وإن تاب فاغفر له... فقال الرسل للرب: زد إيماننا".
أرجو أن تكون صلاتنا معًا: زد إيماننا، لنكون على مستوى المسؤولية وأن نقبل التحدي.
يتحدى العالم إيماننا كل يوم. هناك من يتحداه بالافتراء على صدق الكلمة، ثم صدق العقيدة، ثم صدق الاختبار. فلو أن حياتنا وممارستنا، تشهد عن المعرفة التي لدينا نكون بذلك قادرين ومؤثرين في العالم.
نحن مجتمع الأقلية المسيحية، ومجتمع الأقلية العاملة في العالم، الذين لا يعرفون المسيح معرفة حقيقية ولا يعيشون فيه. ولذلك فإن مسؤوليتنا كبيرة.
1- انم في الإيمان
"أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ... أنتم ملح الأرض... اغفر لهم".
منذ متى كان حجم الملح مساويًا لحجم الطعام؟ ومنذ متى كانت أدوات الإضاءة بحجم الغرفة؟ وهل تعرف مقدار ما تفعله كلمة الصفح وحياة الغفران في نفسك ونفس من تسامحهم؟
إن النمو في الإيمان هو في تحدّي أحداث اليوم وكل يوم. هو في ممارسة أسلوب المسيح في التعامل والسلوك. هو في طاعة الكلمة المقدسة.
كل ما كُتب في الكلمة كتب خصيصًا لأجل تعليمنا، ونحن الذين كنا بعيدين أصبحنا قريبين بدم المسيح، لذلك يجب أن ننمو في الإيمان. والنمو هو في تصديق الكلمة، فتصير لنا تراثًا، وتصبح لنا اختبارًا مُعاشًا.
2- راجع نفسك
تأمل ما فعله الله معك، لا تنس حسناته. "لأن مراحمه لا تزول. هي جديدة في كل صباح. كثيرة أمانتك" (مراثي 22:3-23).
ادرس تاريخك الشخصي، وادرس تعاملات الله معك.
كم مرة انتشلك من ورطة؟
كم مرة أقامك من عثرة روحية؟
كم مرة أرسل لك الاحتياج في حينه؟
سواء كان الاحتياج قوة روحية أو شجاعة وأمانة في مواجهة موقف أو إعواز مادي.
3- زد طاعتك
قال المسيح: "إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم" (يوحنا 17:7).
اجلس مع كلمة الله واعرف تعاليمه. كن منفتحًا لروح الله فتدرك أن الرغبة في الطاعة تفتح الذهن الروحي ليدرك، والقلب ليستوعب، ثم تأتي الإرادة فتنفّذ.
والطاعة هي المفتاح لتسليم الإرادة كاملة للرب، وتسليم الإرادة هي الثقة في سلطان الرب عليك. وكلما أطعت يستخدمك الرب أكثر.
حين تطيع تكون حساسًا لتطبيق كلمة الرب في سلوكك ومعاملاتك، فلا تكن عثرة ولا تتعثر.
وحين تطيع تستطيع أن تدرك أبعاد غفران الله لك، فتغفر أنت أيضًا، وتقيم علاقات ناجحة.
وحين تطيع تربح نفوسًا للمسيح. وحين تربح ستختبر عمل قوة الروح القدس فيك، فيزيد إيمانك وتنمو في النعمة.
وحين تنمو في النعمة ستكتشف حلاوة الحياة مع المسيح وللمسيح أكثر وأكثر.