Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الثاني - شباط Jan-Feb 2013

الدكتور القس ميلاد فيلبستذكرت الشعار الذي رددته طوال السنة التي كادت أن تنصرم وكان بركة لحياتي: "بسلامة أضطجع بل أيضًا أنام لأنك أنت يا رب منفردًا في طمأنينة تسكنني". وفكرت فيما سيكون الفكر الجديد الذي يمكن أن أواجه به عامًا مجهولاً لم يبدأ بعد. وكما قال أرشميدس "وجدتها". نعم! "تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تُكمل".  فقد كان بولس رسول المسيح عظيمًا لكن الرب متعه بشوكة في الجسد، أو بتعبير آخر، بآلام مبرحة دائمة، أو ضعف جسدي متواصل، أو تجربة مريرة ظاهرة، أو ضغوط بشرية حاقدة.
وحينئذ تذكرت قول الشاعر:
إن حظي كدقيقٍ فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح: إجمعوه
صعب الأمر عليهم ثم قالوا: اتركوه
إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه!
وضحكت بأعلى صوتي على الزمن الآتي، ووجدت على مكتبي هذه الأبيات ردًّا على ما فات:
اسْـكُنِ الليلَ وغنِّ، قد بدا يوم التمني
ضرب العصفور أفنانًا لتشدو حمد ربي
زقزق الطير صباحًا ليشاركني في شدوي
يقال أن ملاكًا قابل رجلاً يحمل جوالاً ثقيلاً فسأل عما به، فقال الرجل: "همومي".
فقال الملاك: "دعني أراها". ولما فتح الجوال وجده فارغًا لأن كان عنده همان: الأول يتعلق بالأمس والذي أصبح ماضيًا والآخر يتعلق بالغد الذي لم يأت بعد. فلا تحمل همًّا قبل أن يأتي، فمع الله هناك:

أولاً: كفاية

كتب جراح تجميل مشهور أنه بعد إجراء عملية التجميل كان ينظر الشخص إلى المرآة ويصيح غاضبًا: "ما زلت كما كنت سابقًا... لم يتغير فيّ شيء... ما زال أنفي على حاله... أو عظام وجهي ما زالت كما كانت أو أنت لم تساعدني أبدا". والمشكلة أن الناس تسعى إلى تغيير صورة ذواتهم في نظر أنفسهم، فما هو مفتاح التغيير الحقيقي؟
الواقع إن الإنسان عند التجديد ومعرفة المسيح لا يتغير مزاجه فهذا يتطلب مرحلة نمو كل يوم لكنه يغرس فيه مزاج يسوع المسيح. إن التأمل في الصليب هو شفاء لجروح الغضب، والمذلة، والظلم، والضعف. ومن ناحية أخرى هو قوة غفران، وقيامة، وحب ورجاء. أما من الناحية الإلهية فهو تبرير المذنب، ومصالحة العدل والرحمة، وفتح باب الفردوس وضمان الأبدية. إن نعمة الله تكفي لأن "كفايتنا من الله" ولأنها نعمة كافية (تيطس 13:2)... كافية للخلاص من الخطية وعذاب الضمير (رومية 20:5)، وكافية للتعليم والتهذيب (رومية 1:6؛ 2تيموثاوس 16:3)، ونافعة للسلوك (2تيموثاوس 1:2)، وكافية للاستعداد (2بطرس 14:3 و18). لذلك "فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفِ بهما... لأنه قال: لا أهملك ولا أتركك". إن المسيح فيه كفاية الغفران "ودم يسوع المسيح ابنه (صورة الله) يطهرنا من كل خطية".
تقول كوري تين بوم: عندما يغفر الله خطاياك يدفنها في أعماق بحر الغفران والنسيان ويضع على الشاطئ لافتة "ممنوع الصيد"، أي ليس لك حق أن تصيد أي أخطاء غفرها الله ونسيها، أفلا تستطيع أنت أن تغفر لنفسك؟ واجه مشكلتك و"اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات" (يعقوب 16:5).
دخل رسام السجن وطلب منه السجان أن يرسم صورة، وفتش فلم يجد إلا قطعة قماش رثة فطلاها بالأبيض ثم قدمها صورة جميلة لمنظر طبيعي وهي معروضة في إحدى المعارض الأوربية، ويقدر ثمنها بنحو مائة ألف دولارا.
"فمن ثم يقدر أن يخلص أيضًا إلى التمام الذين يتقدمون به (بالمسيح) إلى الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم" (عبرانيين 25:8).

ثانيا: رعاية

كتب أحد الأطباء المشهورين تحت عنوان "المزمور المعاصر" ناقدا مزمور الراعي 23 والذي يتحدث عن عناية الله، هذه الكلمات: "العلوم الطبية راعيّ فلا تعوزني شيء. في سرير المستشفي تربضني، والى جوار التكنولوجيا العجيبة توردني. ترد موجات المخ وتعيد برمجتي إلى حالة البلادة والخمول.أيضا إذا سرت في وادي ظل الموت لن تكن هذه نهاية الحياة لأن أجهزة التنفس والقلب تطيل بقائي. تعد لي نظام تغذية عن طريق الأوردة في حالة عجز الجهاز الهضمي فأتناول كأسا بعد الآخر. ستنتابني أدوار إغماء وفقدان وعي وبعدها يرجع التنفس حتى أوضع في وحدة الإنعاش الى الأبد". وهنا سأعرض في المقابل ما قاله ذلك المختبر عن عناية الله ورعايته، فالمؤمن في مزمور 23،
خروف له راع "الرب راعيّ فلا يعوزني شيء. في مراع خضر يربضني".
ضال له شفيع "يرد نفسي يهديني إلى سبل البر من أجل إسمه".
مسافر له رفيق "أيضًا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي".
حزين له معزٍّ "عصاك وعكازك هما يعزيانني".
ضيف له مضيف "ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقيّ".
كاهن له مسحة "مسحت بالدهن رأسي. كأسي ريا".
مطمئن له وعود "إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي".
غريب له وطن "وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام".
ما أبعد الفرق بين المؤمن والشارد، بين أبناء الظلمة وأبناء النور، بين الوعي الروحي وانعدام الضمير، بين رؤيا الله واتباع الشيطان! يقال في أمريكا: خطف نسر قوي طفلاً... وذهب رجل لينقذه لكن أعياه التعب فرجع دون أن ينقذه. وذهب آخر أشد جسمًا لكنه خوفًا من المهاوي رجع. وشهدت امرأة ضعيفة تتسلق دون كلل تلك المهاوي والمرتفعات ورجعت بابنها... إنها أمه! وربما هذا يعزز ما قالته أم لابنها مرة: "إن الله هو الذي يغير الناس الأردياء ويجعلهم أخيارًا". فأجاب: إني أعرف ذلك، لكن أدرك أن الأمهات يساعدونه على ذلك. هذا ما دعى الشادي يقول:
"سوف أعرف حبيبي بالجروح التي في يديه". يا له من راعٍ أمين!
قص سيسيل دي فيلّ المخرج السينمائي المشهور صاحب فكرة الأفلام الدينية أنه وهو صغير حضر وحده كنيسة المسيح في نيوجيرسي. ووعظ الخادم ذلك الولد وجاء بصندوق العطاء في أول المقعد كالمعتاد مما ترك من أثر لا يمحى عنده، فقرر أن يكافئ تلك الرعاية. أجل! "الرب راعيّ فلا يعوزني شيء".

ثالثا: شركة

إن أصعب شيء في شوكة بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس أن مصدرها الشيطان، وكان أولى به أن يشفى لكن الرب لم يدع ذلك يحدث وهذا مدعاة للتساؤل. ولكن الله في المقابل في حكمته متّعه برؤية الفردوس (السعادة)، وأدخله إلى مناظر الرب وإعلاناته (تعزية)، ومنحه ضبط النفس (شهادة)، ودفعة للصلاة (للتعمق)، وشاركه في كأس المسيح وآلام جثسيماني متشبهًا بموته. لم يستجب الله الصلاة حرفيًا لكنه أجابها بكيفية روحية وبطريقة إيجابية مع بقاء الشوكة، "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل". لو نُزعت الشوكة لكانت معجزة، لكن لو عالجها الله بمعجزة أعظم لكان إعجازًا. وصار هذا الاختبار مجالاً للحديث مع الله والشركة. "قال لي تكفيك نعمتي"، وهذا تكرار لما بدأه الأصحاح "كفاية قوته". قد تسأل عن إنجازات الخلق وإعجازات القدر، وهذا ما تبينه قدرة الله.
يُقال أن ينابيع أيرلندا تحتفظ بحرارة شديدة، حتى أنها تكفي لإنضاج البيض لشدة حرارة مياهها، مع العلم أنها موجودة في وسط بلاد ثلجية باردة.
ويقال عن اسبرجن أمير الواعظين أن ابنه سقط مرة من الشرفة بالدور العلوي إلى الأرض فأحدث سقوطه دويًّا مزعجًا. وإذا بالطفل يصيح: لقد مت يا أبي. هنا وقف اسبرجن بهدوء وقال: أنا مسرور يا ولدي أن اسمع من فمك أنت لأن صوتك الحلو أكبر دليل على أنك حي.
أيها الفاشل، واليائس، والحزين، والمضطرب، والباكي والمتألم: لا تنهار، لأن صراخك قد سُمع ورجاؤك لا يخيب  ووليّك حي.
لما كان جون وسلي يعقد اجتماعاته في الفضاء، أخذه كونستابل إلى المحكمة مع بعض الإخوة. وطلب الحاكم من المشتكين مواجهة وسلي بشكواهم. قال أحدهم: "إنهم يصلون الليل كله". وقال آخر: "إن زوجتي انضمت إليهم؛ وكان لسانها كالنار والآن صارت هادئة كالحمل". فصاح بهم الحاكم: "خذوهم واجعلوهم يغيرون البلد كله".

المجموعة: كانون الثاني - شباط Jan-Feb 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

464 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577590