أذار March 2013
"ليس هو ههنا لكنه قام" (لوقا 6:24).
إن ذكرى قيامة رب المجد يسوع المسيح التي نحتفل بها في أواخر شهر أذار (مارس) 2013 حقيقة واقعية، وهي الأساس الذي يرتكز عليه إيمان كل مسيحي، وبقيامته بُعث الأمل والرجاء للعالم المحطّم الذي يعيش بدون أمل، وكتب للإنسان الخلود، وتأكدت له الحياة بعد الموت، لذلك كتب الرسول بولس:
"إن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل أيضًا إيمانكم" (1كورنثوس 14:15). إذًا فقيامة المسيح بالنسبة للمؤمن تعني "الحياة" لأنه حيّ وروح المسيح يحيا فيه، وإلهنا إله أحياء وليس إله أموات.
فنحن إذًا أحياء فيه وبه وله. لذلك يجب علينا أن نشكر الرب من الأعماق من أجل القيامة المجيدة التي أثبتت لنا أن بعد هذه الحياة القصيرة المحدودة التي نحياها على الأرض - حياة التعب والألم - هناك حياة أخرى خالدة وخالية من الشوائب، حيث لا ألم ولا حزن، ولا بكاء... هناك ننسى أتعابنا وأتعاب البرية، بل وسيمسح الله كل دمعة من عيوننا حسب وعده الصادق والأمين.
يقول الكتاب عن التلاميذ، أقرب الناس إلى يسوع، أنهم عند القبض عليه فروا هاربين، "حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا" (متى 56:26). الكل تركه ولم يبق حوله أحد، معتقدين أنه بموته قد مات إلى الأبد، وماتت معه تعاليمه، وانتهى الأمر دون رجعة. ولكن بقيامته حطم كل ما ظنوه عنه، مثبتًا لهم بأنه القيامة والحياة، وابن الله الحي، محطمًا كل قيود الموت وجبروته والقبر وقيوده.
إذًا لنسعد بهذه القيامة المجيدة التي بعثت في نفوسنا الرجاء، والسعادة، والأمل، والخلود. وفي الختام أحب أن أسألك أيها القارئ الحبيب، يا من أصلي من أجلك: هل قام المسيح حقًا في حياتك؟ هل تمتعت ببركات القيامة في حياتك وأفكارك وتصرفاتك؟ هل أحسست أنك حي في المسيح وللمسيح؟
أتمنى لك عيدًا مباركًا وكل عام وأنتم بخير.