Voice of Preaching the Gospel

vopg

أذار March 2013

القس عصام العطاللهإن الفصل 15 من رسالة كورنثوس الأولى هو أطول مقطع في الكتاب المقدس يعالج موضوع القيامة، حيث يوضح فيه بولس عقيدة القيامة ويرد على البدع والتعاليم الكاذبة المنتشرة في عصره والتي تنكر قيامة الأجساد. يؤكد بولس حقيقة قيامة يسوع بالجسد ويعتبرها تأكيدًا لصدق وعود الله في الماضي وضمانة لوعوده في المستقبل، فقيامة المسيح تؤدي إلى نتائج حتمية أهمها:

قيامة المؤمنين جسديًا

إن ظهورات المسيح لتلاميذه بالجسد، بحسب الأعداد 5 – 8، تقدم برهانًا حسيًا على صحة قيامته، ودحضًا للفكر اليوناني الذي لا يؤمن بقيامة جسد الإنسان من الأموات، بل يؤمن فقط بخلود روح الإنسان بدون جسد. وقد تأثر بهذا الفكر بعض مؤمني كورنثوس كما في عدد 12. بحسب الكتاب المقدس فإن حالة المؤمنين بعد الموت هي مؤقتة وليست أبدية، فهم  موجودون في السماء كأرواح عارية بدون جسد تنتظر لحظة قيامتها واتحادها بأجساد، فالحالة الأبدية للمؤمن هي: روح متحدة بجسد ممجد على هيئة يسوع المقام: "فإننا في هذه أيضًا نئن مشتاقين إلى أن نلبس فوقها مسكننا الذي من السماء. وإن كنا لابسين لا نوجد عراة" (2كورنثوس 2:5-3). أما عبارة "ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين" عدد 20، فتعني أن يسوع بقيامته يمثل باكورة، أي أول قطفة أو حزمة من الثمر أو الحصاد تبشر بمحصول وفير قادم. يستعير بولس هذه الصورة من طقوس الشعب القديم الاحتفالية بأعياد الفصح، والحصاد، والمظال (لاويين 4:23-44)  حيث أمر الرب شعبه بإحضار أول أبكار أرضهم إلى بيته في تلك الأعياد (خروج 26:35). فكما كانت تقدمة الشعب في عيد الفصح هي باكورة تسبق محصول عيدَي الحصاد والمظال، فإن قيامة يسوع هي عينة، أو نموذج  يسبق قيامة جميع المؤمنين الراقدين فيه. بقيامة يسوع بدأت ولادة عالم جديد، وستكتمل بفداء أجساد المؤمنين في القيامة، وليس فقط المؤمنين بل الخليقة نفسها بكل عناصرها سوف تُعتق من عبودية الفساد وآثار لعنة الخطيئة إلى حرية مجد أولاد الله (رومية 21:8). فعند مجيء الرب الثاني ستنحل السماوات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب وتكتمل ولادة العالم الجديد عندما يخلق الله سماوات وأرضًا جديدة (إشعياء 17:65)، ويؤكد ذلك بطرس بقوله: "ولكننا بحسب وعده ننتظر سموات جديدة، وأرضًا جديدة يسكن فيها البر" (2بطرس 13:3). فقيامة يسوع هي الضمانة الوحيدة لقيامة المؤمنين، ولخلق عالم جديد يسوده السلام إلى الأبد.

هزيمة أعداء المسيح

مع قيامة المسيح من الأموات، بلغت الحرب المعلنة في جنة عدن بين نسل المرأة (يسوع) ونسل الحية (إبليس) مرحلة حاسمة، فقد سحق يسوع بموته وقيامته رأس إبليس وجرده من أسلحته وأدانه مع وقف التنفيذ حتى مجيئه الثاني. ثم صعد يسوع  إلى السماء وجلس عن يمين العظمة ملكًا متوجًا على كل رعايا ملكوته المغسولين بدمه. لكن أعداءه ما زالوا يقاومونه ويرفضون الخضوع  لسلطانه،  ولن يكتمل ملكوته ما لم يخضع أعداءه ويدينهم، فيسود ملكوته على  كل الخليقة. في عدد 25 يؤكد بولس أن المسيح "يجب أن يملك حتى يضع جميع أعدائه تحت قدميه" ونفس الفكرة يكررها كاتب العبرانيين في 12:10 "وأما هذا فبعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله. منتظرًا بعد ذلك حتى توضع أعداؤه موطئًا لقدميه". هناك جولة أخيرة قادمة يختم فيها يسوع حربه مع إبليس وأتباعه  بطرحهم جميعًا في بحيرة النار، وهو ما نجد تطبيقه في سفر الرؤيا 10:20 "وإبليس الذي كان يضلهم طُرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهارًا وليلاً إلى أبد الأبدين... وطرح الموت والهاوية في بحيرة النار. هذا هو الموت الثاني. وكل من لم يوجد مكتوبًا في سفر الحياة طرح في بحيرة النار". وهكذا فقيامة المسيح تنذر بحتمية هزيمة أعدائه ودينونتهم، وإبطال كل رياسة وسلطان وكل قوة، (عدد 24). لو لم يقم يسوع من الأموات، لما كان هناك أي ضمانة بهزيمة قوى الظلمة والشر في العالم، فمن سيحاكم الشيطان وأجناده، وكذلك الطغاة ومجرمي الحرب أمثال هتلر، وموسوليني، وستالين، وبول بوت، وماوتسي تونغ، الذين أبادوا ملايين البشر؟ إن قيامة المسيح هي ضرورة أخلاقية لضمان انتصار الخير على الشر والنور على الظلمة.

مكافأة تعب المؤمنين

يختم بولس تعليمه عن القيامة في عدد 58 بربط  حقيقة القيامة بالثبات والاجتهاد في خدمة الرب: "إذًا يا إخوتي الأحباء كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبكم ليس باطلا في الرب". يسمي بولس في (1كورنثوس 24:9) مكافأة  تعب المؤمن بالجعالة (الأجرة)، أو الإكليل ويحث المؤمنين على الركض باجتهاد للفوز بالسباق ونوال إكليل لا يفنى، "هكذا اركضوا لكي تنالوا". ونجد بولس نفسه في فيلبي 14:3 يسعى نحو المكافأة  قائلاً: "أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع". بنظر بولس، إن حقيقة القيامة هي حافز وقوة محرضة للحياة الجديدة وعمل الخير والخدمة، وضمانة لحصولنا على مكافأة وعدم ضياع عملنا وخدمتنا للرب.
ولكن ألا يكفي فقط حصولنا على الخلاص؟

لماذا يعطينا الرب أجرة على تعبنا وأمانتنا؟

الجواب: إن تعبنا وأمانتنا للرب هي تعبير عن محبتنا له وتقديرنا لموته عنا، وهذا يتم بالخدمة والحياة المقدسة، وسوف نضع أكاليلنا عند قدمي الرب: "... ويطرحون أكاليلهم أمام العرش قائلين. أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة..." (رؤيا 10:4-11). يظن بعض المؤمنين أنه يكفيهم الوصول للسماء بدون مكافأة أو إكليل. هذا الكلام يدل على تهرب من مسؤولية الخدمة ناجم عن عدم تقديرهم لموت المسيح، وعدم أمانتهم له. وسوف تخضع حياتنا وأعمالنا لاختبار قاس يحدد نوعيتها: "لأنه بنار يستعلن وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو. إن بقي عمل أحد قد بناه عليه فسيأخذ أجرة. إن احترق عمل أحد فسيخسر وأما هو فسيخلص كما بنار" (1كورنثوس 14:3-15).
يقول يسوع  في متى 29:19 "وكل من ترك بيوتًا أو إخوة أو أخوات أو أبًا أو أمًا أو امرأة أو أولادًا أو حقولاً من أجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية". ونلاحظ آخر كلمات يسوع في العهد الجديد تحرّض على العمل لأجل نوال المجازاة، "وها أنا آتي سريعًا وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله" (رؤيا 12:22).

المجموعة: أذار March 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

674 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578224