Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان April 2013

الأخ جوزيف عبدوفي زمن الإنجيل، كان عقاب العبد شديدًا وقاسيًا بشكل لا يوصف كالجلد، والضرب بالعصي حتى تكسير العظام وكان يصل في أوقات كثيرة إلى الموت دون مراقب أو مطالب. ولكننا نقرأ في رسالة بولس إلى فليمون عن عبد سرق أموال سيده وهرب، ثم عاد إليه آمنًا من كل مساءلة، وذلك لأنه كان يحمل "بوليصة ضمان" تقول خاتمتها: "ثم إن كان قد ظلمك بشيء، أو لك عليه دين، فاحسب ذلك عليّ. أنا بولس (موقّع البوليصة) كتبت بيدي: أنا أوفي" (فليمون 18-19).
حسب تقديرنا، عجيبًا كان ذلك الضمان من رسول الأمم بولس لعبدٍ آبقٍ مُدان! ورغم أنه كان أسيرًا في روما وقليل الإمكانيات بحسب الوضع الذي كان فيه، إلا أنه استمد من أعماق قلبه الشفوق المحب قوةً وغنى لكي يكفل العبد "أنسيمس"، ويعني اسمه اليوناني هذا نافع. فقد صار نافعًا بحق بعد أن قبل خلاص المسيح على يد بولس، الذي كتب رسالته القصيرة إلى فليمون الأخ المؤمن، الذي كانت له خدمة في بيته في كولوسي، والذي يعني اسمه اليوناني محب. لكن محبته كانت حتى ذلك الحين مغلّفة بتقاليد وعوائد زمانه ومكانه التي يصعب على الكثيرين تجاوزها.
لقد كانت تلك الرسالة الرائعة بمثابة ضمان تام لأنسيمس من كل مساءلة قد يتعرض إليها، فهي تضمن:
1- الضررالمعنوي: "إن كان قد ظلمك بشيء". لقد كان هربُ العبد يثير نقمة سيده فيعاقبه بالقيود والضرب المبرّح أو "يدفعه إلى المعذّبين".
2- الدين المادي: "أو كان لك عليه دين". لقد استخدم المسيح - له المجد - مثالاً من زمانه بقوله: "كن مراضيًا لخصمك سريعًا ما دمت معه في الطريق، لئلا يسلمك الخصم إلى القاضي، ويسلمك القاضي إلى الشرطي، فتُلقى في السجن. الحق أقول لك: لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الأخير" (متى 25:5-26). وربما ستكون تلك حالة أنسيمس في أحسن الأحوال.
3- السلام والاطمئنان: "الذي رددته. فاقبله، الذي هو أحشائي" (عدد 12).
4- الحرية من العبودية: "لا كعبد في ما بعد، بل أفضل من عبد: أخًا محبوبًا، ولا سيما إليّ، فكم بالحري إليك في الجسد والرب جميعًا" (عدد 16).
إن هذه المحبة الأخوية الرائعة التي تطالعنا في تلك الرسالة، ما هي إلا ظل باهت لتلك المحبة العظمى التي أحبنا بها يسوع، "لأنه ونحن بعد خطاة"! لم يدفع المسيح ديوننا فقط، ولا ضمن عنا الضرر المعنوي الذي سببناه ضد قداسة الله وعدالته فقط، بل مات المسيح لأجلنا ليخلصنا من جميع آثار الخطية وتبعاتها.
لقد ضمن الرب يسوع على صليب الجلجثة جميع الذين يقبلون خلاصه المجاني من كل تبعة أو مسؤولية أمام عدالة السماء. فقد كفل بموجب بوليصة الضمان الأسمى الممهورة بدمه الكريم:

1- جميع ديوننا، وأعظمها دين الخطية


"لأن أجرة الخطية هي موت، وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" (رومية 23:6). "إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض، الذي كان ضدًا لنا، وقد رفعه من الوسط مسمرًا إياه بالصليب" (كولوسي 14:2).

2- تحريرنا من قيود الخطية


كان أحد ملوك اليونان طاغية، وكان يرتاب من شخص في مملكته يعمل حدّادًا. فاستدعاه وطلب منه أن يضع سلسلة معدنية تدل على مهارته وقدرته، لأنه كان صانع سلاسل. ولما صنع السلسلة وجاء بها إلى الملك، سأله الملك: هل أنت متأكد من قوتها؟ فقال: نعم، فلو رُبط فيلان في طرفيها لا يستطيعان أن يقطعانها. فقال الملك لجنوده: اربطوه بنفس السلسلة التي صنع! وهذا ما فعله الشيطان بنا، إذ يربطنا بقيود الخطية التي نصنعها بأنفسنا، ولا يستطيع أن يفكنا منها سوى صليب الجلجثة. "لأنه (الله) جعل الذي لا يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه" (2كورنثوس 21:5).

3- سلامنا واطمئناننا


فما أعظم الرعب الذي يتعرض له الخاطئ حينما يدرك اقتراب أجله! لأنه يشعر في أعماق نفسه أنه سيواجه شدة سخط الديان العظيم. لكن كلمة الله تقول: "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رومية 1:5)، وتبين سبب ذلك بقولها: "وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا" (إشعياء 5:52). أي أنه احتمل العقاب الذي ضمن لنا السلام.

4- حياة الأمجاد وسعادتنا الأبدية


كما تقول الكلمة الإلهية: "ما لم ترَ عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على بال إنسان: ما أعده الله للذين يحبونه" (1كورنثوس 9:2).
ودعونا نرحل لفترة إلى تلة الجلجثة نستطلع كيف حدث هذا:
لقد عُلّق هناك المسيح ابن الله على الصليب لمدة ست ساعات وقد قسم الوحي هذه المدة إلى قسمين:
القسم الأول، كان من الساعة التاسعة صباحًا حتى الثانية عشرة ظهرًا. وفي هذه الفترة، لا يوجد ما يدل على أن المسيح انزعج من آلامه الجسدية، ولكنه ظل يتابع ترؤفاته. فنظر إلى أسفل، واستودع والدته لدى التلميذ الذي كان يحبه "يوحنا"، ونظر إلى الجموع الغاضبة المجدفة عليه، ورفع من أجلها صلاة إلى الآب: "يا أبتاه، اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون"، ومنح الوعد المؤكد للمجرم التائب الذي كان معلقًا بجانبه: "الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس"، وكل ذلك لأنه كان حتى تلك اللحظة يتألم على أيدي الناس فقط.
وفي القسم الثاني، من الساعة الثانية عشرة ظهرًا إلى الثالثة بعد الظهر، فقد بدت الشمس وكأنها اختفت من السماء وسادت ظلمة على كل الأرض. في هذه الفترة صرخ يسوع: "إلهي، إلهي! لماذا تركتني؟" لقد وقعت على نفسه نيران الغضب إذ حجب الآب وجهه عنه، لأنه كان يحمل خطايا البشرية بديلاً عن كل واحد منا. ولم تكتفِ عدالة السماء بهذا، حتى نكّس رأسه، وأسلم الروح بقوله: "يا أبتاه، في يديك أستودع روحي". فحدثت زلزلة عظيمة شققت الجبال، وكسّرت الصخور، وفتّحت القبور. وعند ذلك استطاع بنو البشر الذين كانوا يتوقعون خلاص الله في الماضي، والذين آمنوا بموت المسيح الذي حصل في زمانهم، وكل الذين يؤمنون بكفارة دمه المسفوك على صليب الجلجثة، استطاع كل هؤلاء أن يحصلوا على الضمان الأبدي ويترنموا بهذه الكلمات:
في جلجثا ربي قضى
عني على عود الصليب
في جلجثا نلت الرضى
فالشكر للفادي الحبيب

المجموعة: نيسان April 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

110 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578748