Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيار - حزيران May - June 2013

في ليلة ماطرة باردة، في إحدى مدن الولايات المتحدة الأمريكية، شاهد رجل البوليس طفلاً فقيرًا يقف أمام "فاترينة" لمحل البيتزا، يتطلع إلى الفطائر الساخنة، وهو يرتجف من البرد القارس، وبمشاعر مسيحية رقيقة عرف هذا الشرطي من الطفل المسكين أنه لم يأكل منذ يومين هو وإخوته الصغار بالمنزل! وبسرعة، اشترى الشرطي للطفل فطيرتين، ثم قام بتوصيله لبيته وبسيارته، والطفل يتطلع طوال الطريق في وجه الشرطي. وعند البيت سأل الشرطي هذا الطفل إن كان مسرورًا أم لا،  فأجابه الطفل: أنا سعيد لأني رأيت اليوم الله المحب الذي سمعت عنه!
أحبائي، إننا نعيش أيامًا أخيرة صعبة، يطلب فيها الجميع ما هو لأنفسهم... ولكن هناك مسيحيون حقيقيون يطلبون ما هو للآخرين. إنها فضيلة مسيحية اسمها "العطاء"!

الأنانية تمنع العطاء

في يوم من الأيام ذهب رجال داود إلى رجل اسمه نابال طالبين منه بعض الطعام، وكان ذاك قد عمل وليمة كبيرة، ورغم أن عبيد نابال شهدوا عن رجال داود قائلين: "الرجال محسنون إلينا جدًا" (1صموئيل 15:25) أي أصحاب فضل عليهم وعلى نابال، لكن نابال، رفض وثار على رجال داود، وقال: "أآخذ خبزي ومائي وذبيحتي وأعطيه لقوم لا أعلم من أين هم؟". كان نابال أحمقًا، قاسيًا، رديء الأعمال (1صموئيل 3:25). ولقد حولته خطيئته الى كائن أناني يعيش لنفسه، لا يعرف العطاء، وانتهت حياته الشهوانية والأنانية بأن الرب ضربه فمات.

أعظم مثال في العطاء

"متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال: مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أعمال 35:20).  لم يكن هذا مجرد شعار رفعه الرب يسوع، لكنه أسلوب حياة عاشها له كل المجد.  فهو بحق نبع للعطاء الدائم، فلقد أعطى نفسه، "الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع" (1تيموثاوس 6:2)، ويعطي خرافه حياة أبدية "أنا أعطيها حياة أبدية" (يوحنا 28:10)،  ويعطي ارتواء للقلب مجانًا "أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانًا" (رؤيا 6:21)، بل ويعطي سلامه لكل من يؤمن به "سلامًا أترك لكم سلامي أعطيكم" (يوحنا 27:14). والعجيب أن عطاءه هو دائمًا لمن لا يستحق!
سيدي، علمني حياتك والتي فيها مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ.
الإيمان المسيحي يُعلّم العطاء
بينما تزج الخطيئة صاحبها في سجن الأنانية، يصاحب الإيمان المسيحي فيضًا إلهيًا بالعطاء السخي. فها هو زكا بقبوله للمسيح مخلصًا وفاديًا، يبرهن عن إيمانه بالعطاء، فيقول: "ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف". فصادق الرب على التغيير الحقيقي الذي أصاب زكا قائلاً: "اليوم حصل خلاص لهذا البيت" (لوقا 8:19-9).
نعم، الإيمان بالمسيح يحوِّل اللص إلى معطاء للآخرين. "لا يسرق السارق في ما بعد بل بالحري يتعب عاملاً الصالح بيديه ليكون له أن يعطي من له احتياج" (أفسس 28:4).
والأجمل هو أن المؤمن يتعلم أن يعطي ليس رغبةً منه في المزيد من ثواب الله، بل هو شعور عميق بالجميل والعرفان للرب، عملاً بالمبدأ الكتابي المسيحي "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً" (1يوحنا 19:4).
لا يمكن هنا سرد كل أنواع العطاء، ولكن أذكر بعضًا منها:
تقديم الكيان للرب "بل أعطوا أنفسهم أولاً للرب" (2كورنثوس 5:8).
تقديم أنفسنا لخدمة الآخرين بسرور، وهذا ما قاله الرسول بولس للمؤمنين: "كنا نرضى أن نعطيكم لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضًا لأنكم صرتم محبوبين إلينا" (1تسالونيكي 8:2).
المال لعمل الرب "ثم جاء كل من أنهضه قلبه وكل من سَمَّحَتْهُ روحه. جاءوا بتقدمة الرب لعمل خيمة الاجتماع وكل خدمتها" (خروج 21:35).
المشاركة في احتياجات الآخرين "ولكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يُسر الله" (عبرانيين 16:13). لقد قدَّم الغلام الصغير كل طعامه الخاص به للرب، الخمسة أرغفة والسمكتين، فكانت هذه سبب شبع للآلاف. والرب لا يهمه كم نعطي لكن يهمه القلب المعطي. ولقد امتدح ربنا الأرملة مع أنها قدَّمت فلسين فقط، لأنها أعطت من إعوازها (لوقا 4:21).  نعم أحبائي، "المعطي المسرور يحبه الرب" (2كورنثوس 7:9).

مكافآت العطاء

رغم أن المسيحي التقي لا يعطي بهدف المكافأة، لكن الله الأمين والعظيم لا ينسى تعب وسخاء أتقيائه، "لأن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم" (عبرانيين 10:6).
هناك مكافآت إلهية للعطاء هنا في الزمان الحاضر، وفي الأبدية أيضًا.
في هذا الزمان يجد المعطي تعويضات من يد الرب السخية، "أعطوا تُعطوا. كيلاً جيدًا ملبدًا مهزوزًا فائضًا يعطون في أحضانكم" (لوقا 38:6).
وأمام كرسي المسيح ستكون المكافأة الأعظم! قال بولس عن أنسيفورس الذي قدّم له الكثير وقت سجنه: "لأنه مرارًا كثيرة أراحني ولم يخجل بسلسلتي... ليعطه الرب أن يجد رحمة من الرب في ذلك اليوم" (2تيموثاوس 16:1)، بمعنى مكافأةً لأنسيفورس في يوم وقوفه أمام كرسي المسيح.

نصائح عن العطاء

تحرِّضنا كلمة الله على العطاء لمجد الرب وإليك بعض النصائح:
نعطي بسرور: "ليس عن حزن أو اضطرار. لأن المعطي المسرور يحبه الله" (2كورنثوس 7:9).
نعطي بسخاء: "هذا وأن من يزرع بالشح فبالشح أيضًا يحصد. ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضًا يحصد" (2كورنثوس 6:9).
نعطي في الخفاء: "وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك.  فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية" (متى 3:6-4).
نعطي للجميع: "فلنعمل الخير للجميع، ولا سيما لأهل الإيمان" (غلاطية 10:6).
أحبائي، لا ننسى أننا قد أخذنا الكثير والكثير جدًا من الرب، روحيًا وماديًا وأبديًا؛ وحينما نعطي للرب فإننا نعطيه مما له، "لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك" (1أخبار 14:29). لنتعلم أن نكرم الرب لا أن نسلب حقه في العطاء.

المجموعة: أيار - حزيران May - June 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

120 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10541526