Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيار - حزيران May - June 2013

esper Ajaj"إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. إِنْ قُلْنَا: إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِبًا، وَكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فِينَا" (1يوحنا 5:1-10).


تجيب هذه الآية عن السؤال الذي طالما ردده المؤمنون: ماذا يجب على المؤمن أن يفعل بعد أن يخطئ؟ هل يجلس نادبًا حظّه، يائسًا حزينًا؟ هل يملأ الشك قلبه بخصوص مصيره الأبدي؟
كثيرون من أولاد وبنات الله الذين قبلوا المسيح ربًا على حياتهم، ومخلصًا لنفوسهم بقوة وتبكيت الروح القدس، عندما يقعون في زلّة ما، أو يتعرّضون لغربلة الشيطان، أو توءثر بعض الأمور العالمية على حياتهم، فتضعف قواهم الروحية، وييأسون، ويفشلون، ويرجعون إلى الوراء، فيجد إبليس في حالتهم هذه مرتعًا لبذر بذور الشك في قلوبهم من جهة خلاصهم وأمنهم الأبدي في المسيح. لهؤلاء المؤمنين يكتب الرسول يوحنا:
"إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ" (1يوحنا 8:1-9).
فالمؤمن حين يخطئ يحزِن روح الله، ويفقد بهجة خلاصه. وهنا نريد أن نلفت النظر بأن المؤمن لا يفقد خلاصه، بل يفقد بهجة خلاصه، وبذلك يفقد سلامه، ويمتلئ  قلقًا إلى أن يصل إلى مرحلة الاعتراف بخطئه. أما خلاصه فهو ثابت ثبات صدق مواعيد الله.
"إن اعترفنا بخطايانا فهو (أي الله) هو أمين وعادل". إذًا الاعتراف هو لمن له الحق في الغفران، والقدرة على التطهير، لأن الاعتراف لله وحده كما قال داود: "أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي" (مزمور 5:32). فطالما كان المؤمن في الجسد، وفي العالم فهو معرّض لهجمات إبليس، لأن المؤمن غير معصوم عن الخطأ بل معرض للسقوط والزلل، لذلك يكتب يوحنا للمؤمنين قائلاً: "أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا (لكنه يدرك إمكانية خطأ المؤمن فيفتح أمامه باب العزاء والرجاء) وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار" (1يوحنا 1:2)، وعلى المؤمن أن يبادر بالاعتراف بأسرع ما يستطيع لكي لا يعطي فرصة للشيطان أن يملأ عقله بالشك، ونفسه بإحساس الهزيمة.     

 

الإله الذي نعترف له

بعد أن أخطأ داود خطيئته المشؤومة وجاء ناثان النبي ليذكره بخطيته كتب لنا في المزمور 32 هذه الكلمات:
"طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ. طُوبَى لِرَجُل لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً، وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ. لَمَّا سَكَتُّ بَلِيَتْ عِظَامِي مِنْ زَفِيرِي الْيَوْمَ كُلَّهُ، لأَنَّ يَدَكَ ثَقُلَتْ عَلَيَّ نَهَارًا وَلَيْلاً. تَحَوَّلَتْ رُطُوبَتِي إِلَى يُبُوسَةِ الْقَيْظِ. سِلاَهْ. أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي" (مزمور 1:32-5).
يصف يوحنا الله بأنه رؤوف ورحوم، مع أنه كلي الرحمة والرأفة ولكنه يقول بأنه أمين وعادل.
يحتاج المؤمن بعد الاعتراف والتوبة إلى إله أمين وعادل، فكيف يكون الله أمينًا وعادلاً في غفران المؤمن؟
قال أحدهم: إن الله أمين لا يفشي بسر من يعترف له بخطاياه، لأن الاعتراف للبشر يعرضنا للفضيحة، ويجعلنا نحس بالمهانة أمام من نعترف له، وهذا الاعتراف لا يجدينا نفعًا. لقد اعترف يهوذا لرؤساء الكهنة قائلاً: "قد أخطأت إذ سلمت دمًا بريئًا. فقالوا: ماذا علينا؟ أنت أبصر". لكن الله أمين لا يفشي بأسرارنا ولا يعود يذكرها فيما بعد.
وهو أمين كذلك في مواعيده لأنه وعد أن كل من يأتي إليه معترفًا بخطاياه يغفر له ويطهّره من كل إثم.
ثم هو عادل لأنه قد محا خطايانا بالتمام على أساس واحد، وهو موت المسيح على الصليب. ففي صليب المسيح أخذ عدل الله حقه كاملاً، لذلك فهو عادل في غفرانه لخطايانا. ويقينًا أن الله لا يمكن أن يكون أمينًا وعادلاً في غفران خطايانا على أي أساس آخر. لأن الأساس الوحيد هو موت المسيح الذي به وحده يمكن لله أن يغفر الخطايا، ويكون في ذات الوقت أمينًا وعادلاً كما قال بولس الرسول:
"لِيَكُونَ بَارًّا وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ الإِيمَانِ بيسوع المسيح" (رومية 26:3).   
ثم نقرأ في ميخا النبي عن عظمة غفران الله للمؤمن بقوله:
"منْ هُوَ إِلهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ، فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ. يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَانا" (ميخا 18:7-19).
ولكن ربما تسأل:
ماذا يحدث بعد الاعتراف؟
يستطرد يوحنا الرسول قائلاً: "يَغْفِرَ لَنَا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (1يوحنا 9:1). فالنتيجة المفرحة التي يحصل عليها المؤمن بعد اعترافه لله بخطيئته هي أنه ينال الغفران والتطهير.
والغفران بحسب كلمة الله، يعني أن الله قد محا الذنوب والخطايا. والتطهير معناه أن الله قد غسّل المؤمن من الإحساس بإثمه وذنبه كما قال يوحنا الرسول:
"الذي أحبنا، وقد غسلنا من خطايانا بدمه" (رؤيا 5:1). وهكذا يعود المؤمن إلى شركته الحلوة مع الرب ويتمتع ببهجة خلاصه.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو:

ماذا لو لم يعترف المؤمن؟

لنفرض أن أحد المؤمنين أخطأ واستمرّ متماديًا في خطئه، وأصر بإرادته أن لا يعترف بخطيته لإلهه، فهذا المؤمن:

أولا: يفقد شركته مع الله

يقول الرسول يوحنا: "إِنْ قُلْنَا: إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ" (1يوحنا 6:1). فالسلوك في ظلمة الخطيئة يجعلنا نفقد شركتنا مع إلهنا.

ثانيا: يفقد شركته مع القديسين

كما يقول الرسول يوحنا "لكن إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض" (1يوحنا 7:1). فالشركة بين القديسين، أساسها الحياة السالكة في نور كلمة الله. وحين يعصى المؤمن كلمة الله ويخطئ يفقد شركته مع إخوته.
لاحظوا أن كلمة شركة وردت مرتين، وهذا دليل على أن شركة المؤمن قد تنقطع مع الله ومع المؤمنين، لكن مقامه في المسيح يبقى ثابتًا.
قال النبي إشعياء: "هَا إِنَّ يَدَ الرَّبِّ لَمْ تَقْصُرْ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ، وَلَمْ تَثْقَلْ أُذُنُهُ عَنْ أَنْ تَسْمَعَ. بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ" (إشعياء 1:59-2). فالخطيئة غيمة كثيفة قاتمة تحرمنا من الاستمتاع مع الله الآب، لكن خلاص المؤمن الحقيقي يبقى مضمونًا في يد الآب. "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي" (يوحنا 27:10-30).

ثالثا: يقع المؤمن تحت التأديب الإلهي

ان تعليم الضمان الأبدي ليس ترخيصًا للمؤمن بالسير في الخطيئة. فالمؤمن الذي يخطئ ويتمادى في خطاياه يقع تحت التأديب الإلهي، وقد يصل هذا التأديب إلى الموت كما قال بولس الرسول: "مِنْ أَجْلِ هذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى، وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ. لأَنَّنَا لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا، وَلكِنْ إِذْ قَدْ حُكِمَ عَلَيْنَا، نُؤَدَّبُ مِنَ الرَّبِّ لِكَيْ لاَ نُدَانَ مَعَ الْعَالَمِ".
(1كورنثوس 30:11-31)
يؤدّب الرب المؤمن بضربات حتى لا يُدان مع العالم في الدينونة الأخيرة، فإن لم يحكم المؤمن على نفسه حين يسقط في الخطيئة ويسرع إلى الرب، فإن عصا التأديب الإلهي لا بد أن تمتد إليه عاجلاً أم آجلاً كما قال الله: "أفتقد بعصى معصيتهم وبضربات إثمهم" (مزمور 3:89). وهو يفعل ذلك لكي يقوّم اعوجاج أولاده ويرد نفوسهم كما قال داود النبي: "يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ" (المزمور 3:23).
وكما قال في سفر العبرانيين: "لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ. إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟"   (عبرانيين 7:12).
لقد أدّب الرب داود تأديبًا مؤلمًا (2صموئيل 7:12-15)، وأدّب شمشون لدرجة أنه سمح بقلع عينيه وموته (قضاة 20:16-31)، وقد أنذر الرب المؤمن الذي لا يثبت فيه بالجفاف والإحراق (يوحنا 6:15).
ثم نقرأ في الرسالة إلى العبرانيين: "الرب يدين شعبه. مخيف هو الوقوع في يدَي الله الحي" (عبرانيين 30:11-31)؛ "لأن إلهنا نار آكلة" (عبرانيين 29:12).
"لأنه الوقت لابتداء القضاء من بيت الله. فإن كان أولاً منا، فما هي نهاية الذين لا يطيعون إنجيل الله" (1بطرس 17:4).
فلماذا تعرّض نفسك لتأديب القدير؟

المجموعة: أيار - حزيران May - June 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

118 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578756