Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيار - حزيران May - June 2013

Fadel Najiعندما يرد ذكر الأصحاح الخامس من سفر ملوك الثاني، نستعيد في الحال قصة نعمان وبرصه، أو أليشع ونعمته، أو نتذكر جيحزي عندما ركض وراء نعمان وأصيب بعدها بالبرص، وننسى فتاة مسبية لها قصة منسية لم يذكر لنا الكتاب اسمها، لكنني أؤمن أنه عن قريب سيعلن اسمها أمام كرسي المسيح، وتقدّم لها الأكاليل عن خدمتها واحتمالها للتجربة. وسيكون تأملنا في هذه الشخصية في خمس نقاط:

 

أولاً: كانت فتاة مؤمنة

كانت من شعب الرب تابعة له، ومؤمنة حقيقية. وما قدمته لنعمان الذي أسرها، يعلن لناعن إيمانها العميق بالرب وثقتها بأن النبي سيشفيه من برصه، وأن الآب السماوى يسمع الصلاة... كل هذا يدل على أنها اختبرت الرب اختبارًا حقيقيًا، وتعلم يقينًا أن الرب معها حيثما تذهب، وكانت تعيش في محضره، وكأنها تقول مع أليشع: "حيّ هو الرب الذي أنا واقف أمامه"، وكل هذا يدل على أنها تقابلت مع الرب مقابلة شخصية وصارت مخلصة بالنعمة.

ثانيا: كانت غافرة

كان أمرًا قاسيًا على فتاة صغيرة أن تؤخذ بين ليلة وضحاها من بين أحضان أبيها وأمها، وتُسبى إلى أرض غريبة وإلى شعب يعبد الأوثان. لكنها غفرت لنعمان السرياني الذي تسبب في أسرها! والدليل على ذلك أنها قدمت له مشورة للشفاء نمت عن غفرانها له لأسرها وحرمانها من الأهل والوطن، وأنها لا تضمر له الحقد والكراهية في قلبها بل كان لها قلب مليء بالحب له، ونظرت إليه نظرة إله غافر الإثم وصافح عن الذنب كما هو مكتوب في ميخا 18:7"من هو إله مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب". ليعطنا الرب أن نغفر كما جاء في الصلاة الربانية "كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا".

ثالثا: كانت شاكرة

لا يستطيع الإنسان أن يقدّم حبًا وخيرًا للآخرين إلا عندما يكون راضيًا وشاكرًا على ما هو يمرّ فيه. أو بمعنى آخر، لا نستطيع أن نخدم الآخرين ما لم نخرج من دائرة التمركز حول ذواتنا وظروفنا. هذا ما حدث مع هذه الفتاة التي لم تتذمر، ولم تشكُ، ولم تئن، بل قبلت من الرب كل شيء بالشكر. لقد تقبلت ما أصابها من تجربة وآلام بالشكر واثقة أن هذه هي مشيئة الرب لأجلها في ذلك الوقت،  وأن الرب سيستخدمها وتكون سبب بركة في ذلك المكان. طوبى لها، لأن لها إكليل الحياة بحسب ما جاء في رسالة يعقوب 12:1 "طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنه إذا تزكّى ينال إكليل الحياة الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ".

رابعا: كانت شاهدة

كانت الفتاة المسبية تحيا حياة شاهدة وهي تخدم في بيت نعمان. قد تسألني: كيف عرفت ذلك؟ أقول لك: لو لم ترَ امرأة نعمان أمانتها في عملها، وحبها لمن أساء إليها لما كانت تسمع لها. كانت تشهد للرب بخدمة كلها حب! لم تنظر إليهم كأعداء، بل خدمت كسفيرة للرب مما أدّى فيما بعد إلى إطاعة وتصديق الرسالة التي قدمتها. ليت الرب يعلمنا أن نشهد بحياتنا قبل كلامنا حتى يتمجد اسمه وتحظى النفوس ببركته.

خامسا: كانت فتاة خادمة

لم تكتفِ الفتاة المسبية بحياة شاهدة فقط لكنها تكلمت وأعلنت رسالة الخلاص إلى المحتاجين، وكانت كلماتها بسيطة لكنها مصحوبة بشهادة للرب. تكلمت تقريبًا ثلاث عشرة كلمة قائلة: "يا ليت سيدي أمام النبي الذي في السامرة فإنه كان يشفيه من برصه". وأكرمها الرب بأن كل من سمع الرسالة قام بتنفيذها فورًا بما في ذلك ملك البلاد. وهكذا كانت سبب خلاص نعمان ووصول كلمة النعمة للىشعب الذي كان يعبد الأوثان.
هذا هو استخدام الرب لمن كان شاكرًا وغافرًا... يعلمنا الرب أن نشكر ونغفر لكي يستخدمنا في ربح الخطاة ويكون المجد كله للرب.

صلاة

يا رب، علمني أن أقبل كل شيء في حياتي بالشكر وأغفر حتى أستطيع أن أشهد فتستخدمني لمجد اسمك، آمين.

المجموعة: أيار - حزيران May - June 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

181 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10476860