كانون الأول December 2013
الحياة المسيحية المثمرة هي أكثر من اختبار، وهي تبدأ باختبار الميلاد الثاني الذي يحدث بعمل كلمة الله وروح الله في قلب المؤمن، وهذا ما قاله يسوع المسيح لنيقوديموس معلم إسرائيل الذي جاء إليه ليلاً: "أَجَابَ يَسُوعُ: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ" (يوحنا 5:3). والماء في هذه الآية ليس ماء المعمودية، بل هو كلمة الله التي عرفها نيقوديموس باعتباره معلم إسرائيل. "لأَنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ، بَلْ يُرْوِيَانِ الأَرْضَ وَيَجْعَلاَنِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلآكِلِ، هكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجعُ إِلَيَّ فَارِغَةً، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ" (إشعياء 10:55-11).
وقد أعلن بطرس الرسول حدوث الميلاد الثاني بكلمة الله فقال: "مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ" (1بطرس 23:1). فمعمودية الماء لا تلد الإنسان ثانية، فهذا عمل كلمة الله حين يستخدمها الروح القدس.
هناك بركة ثانية بعد الميلاد الثاني تُعطى لمن ينجح في الامتحان الإلهي ويسير بأمانة مع الرب، وفي هذه الرسالة سيدور حديثي حول هذه البركة الثانية.
إبراهيم أخذ البركة الثانية بعد أن نجح في الامتحان الإلهي
"وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهُ: يَا إِبْرَاهِيمُ! فَقَالَ: هأَنَذَا. فَقَالَ: خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ. فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ، وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ، وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ، وَشَقَّقَ حَطَبًا لِمُحْرَقَةٍ، وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ. وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ الْمَوْضِعَ مِنْ بَعِيدٍ... فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ حَطَبَ الْمُحْرَقَةِ وَوَضَعَهُ عَلَى إِسْحَاقَ ابْنِهِ، وَأَخَذَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ. فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا... فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ، بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ" (تكوين 1:22-10).
هل اهتزت مشاعرك وأنت تقرأ هذه القصة؟ وهل تصوّرت هذا المشهد الرهيب؟
أب شيخ يذبح ابنه الذي وُلد له وهو ابن مئة سنة! أي قلب يحتمل مثل هذا المشهد الرهيب؟!
لكن امتحان الله كان واضحًا: أيفضل إبراهيم العطية - التي أعطاها الله له وهي ابنه إسحاق – عنه، أم يضع الله في المكان الأول في قلبه، في مكان أعلى من مكان إسحاق؟!
نجح إبراهيم في الامتحان، وناداه ملاك الرب من السماء، فقال: لا تمدّ يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئًا.
ونال إبراهيم البركة الثانية، كانت البركة الأولى عندما أطاع صوت الله ليخرج من أرضه ومن عشيرته ومن بيت أبيه وقد فعل ذلك بالإيمان، "وحُسب لإبراهيم الإيمان برًا" (رومية 9:4). وبعد ما يقرب من عشرين سنة نجح إبراهيم في امتحان تقديمه إسحاق ابنه على المذبح. في المرحلة الأولى تبرر إبراهيم أمام الله، وفي المرحلة الثانية تبرر أمام الناس إذ عرفوا عظمة تضحيته، "ودُعي خليل الله" (يعقوب 23:2). وكلمة خليل تعني الصديق الحميم. كانت البركة الثانية التي نالها إبراهيم أنه ارتفع إلى مرتبة "خليل الله". فهل نجحت في الامتحان وأعطيت الرب أعزّ وأحبّ من لديك؟
يذكر "ف. ب. ماير" الراعي والكاتب الإنجليزي الأشهر، أنه أراد الامتلاء بالروح القدس، وطلب من الرب هذه العطية الثمينة، وظهر له الرب في حلم وقال: إن كنت تريد الامتلاء بالروح القدس فأعطني سلسلة مفاتيح حياتك... كان في السلسلة مفتاحًا عزيزًا جدًا على "ماير" فاعتقد أن بإمكانه أن يغافل المسيح الذي ظهر له، وينزع المفتاح ويحتفظ به. اقترب يسوع منه، وسلّمه "ماير" سلسلة المفاتيح فأمسكها المسيح وأسقطها من يده، واستدار ليترك ماير، وهنا ناداه "ماير": ماذا تريد يا رب أن أفعل؟ أجابه يسوع: "المفتاح الأخير يا ماير". وبألم شديد أعطى ماير المفتاح الأخير ليسوع. ولما أخذ يسوع المفتاح فاض فرح لا يُنطق به ومجيد في قلب ماير وامتلأ بالروح القدس. فيا من تقرأ هذه الرسالة: أعطِ المفتاح الأخير الغالي على قلبك للرب ليملأك بروحه، وتصبح له صديقًا حميمًا.
يعقوب أخذ البركة الثانية بعد أن صارعه الرب
"فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ" (تكوين 24:32-25).
الذي صارع يعقوب هو الإنسان يسوع المسيح في ظهوره قبل أن يتجسد من مريم العذراء، وكان هدف هذه المصارعة أن يخلّص يعقوب من ذاته. كان يعقوب رجلاً قويًا وذكيًا اعتمد على قوته خلال رعايته لأغنام خاله لابان، واعتمد على ذكائه في التخطيط لهربه من خاله. وأراد الرب أن يخلص يعقوب من ذاته ليضع كل ثقته في إلهه ليتمم في حياته قصده الإلهي. "تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ" (أمثال 5:3-6).
ضرب الإنسان يسوع المسيح حقّ فخذ يعقوب. فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه. انتهت الثقة بالذات من حياته، وهنا قال المسيح ليعقوب: "أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ. فَقَالَ: لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي" (تكوين 26:32). أخذت المصارعة وقتًا طويلاً، وعرف يعقوب أن هذا الإنسان الذي صارعه في قدرته أن يباركه، فهو ليس مجرّد إنسان، فتمسّك به حتى يباركه "فقال له: ما اسمك؟ فقال: يعقوب. فقال: لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل. لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت... وباركه هناك" (تكوين 27:32-29).
نال يعقوب البركة الثانية، وغيّر الرب اسمه من يعقوب الذي معناه "المتعقّب"، "الخدّاع" إلى إسرائيل الذي معناه "الأمير" عند الله.
كانت البركة الأولى حين ظهر له الرب في حلم وهو في طريقه إلى خاله لابان إذ قال له: "وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ" (تكوين 15:28). وها هو ينال البركة الثانية بعد أن ضرب الرب حقّ فخذه.
فهل خلصت من الذات التي تتملّك عليك، وأعطيت الروح القدس كل السيادة على حياتك؟ إذًا هنيئًا لك بنوال البركة الثانية.
المؤمن ينال البركة الثانية إذا ترك أرض مصر ودخل أرض كنعان
أرض مصر هي الأرض التي استعبد فيها المصريون الإسرائيليين "وَمَرَّرُوا حَيَاتَهُمْ بِعُبُودِيَّةٍ قَاسِيَةٍ فِي الطِّينِ وَاللِّبْنِ وَفِي كُلِّ عَمَلٍ فِي الْحَقْلِ" (خروج 14:1). وقد قال الرب لموسى حين كلمه من العليقة التي كانت تتوقّد بالنار، والعليقة لم تكن تحترق: "إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّي عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ، فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي الْمِصْرِيِّينَ، وَأُصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ وَوَاسِعَةٍ، إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً" (خروج 7:3-8).
ومرة ثانية تكلم موسى إلى بني إسرائيل قائلاً: "لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ آتٍ بِكَ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ. أَرْضِ أَنْهَارٍ مِنْ عُيُونٍ، وَغِمَارٍ تَنْبَعُ فِي الْبِقَاعِ وَالْجِبَالِ. أَرْضِ حِنْطَةٍ وَشَعِيرٍ وَكَرْمٍ وَتِينٍ وَرُمَّانٍ. أَرْضِ زَيْتُونِ زَيْتٍ، وَعَسَلٍ. أَرْضٌ لَيْسَ بِالْمَسْكَنَةِ تَأْكُلُ فِيهَا خُبْزًا، وَلاَ يُعْوِزُكَ فِيهَا شَيْءٌ. أَرْضٌ حِجَارَتُهَا حَدِيدٌ، وَمِنْ جِبَالِهَا تَحْفُرُ نُحَاسًا" (تثنية 7:8-9).
واستطرد موسى في وصف الأرض التي إليها سيُدخل الرب بني إسرائيل فقال: "لأَنَّ الأَرْضَ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِكَيْ تَمْتَلِكَهَا لَيْسَتْ مِثْلَ أَرْضِ مِصْرَ الَّتِي خَرَجْتَ مِنْهَا، حَيْثُ كُنْتَ تَزْرَعُ زَرْعَكَ وَتَسْقِيهِ بِرِجْلِكَ كَبُسْتَانِ بُقُولٍ. بَلْ الأَرْضُ الَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ إِلَيْهَا لِكَيْ تَمْتَلِكُوهَا، هِيَ أَرْضُ جِبَالٍ وَبِقَاعٍ. مِنْ مَطَرِ السَّمَاءِ تَشْرَبُ مَاءً. أَرْضٌ يَعْتَنِي بِهَا الرَّبُّ إِلهُكَ. عَيْنَا الرَّبِّ إِلهِكَ عَلَيْهَا دَائِمًا مِنْ أَوَّلِ السَّنَةِ إِلَى آخِرِهَا" (تثنية 10:11-12).
القصد الإلهي أن يخرج المؤمن من أرض مصر، أرض العبودية للشيطان، والمذلة تحت سلطان الخطية، ويدخل أرض كنعان أرض البركة الثانية أرض الراحة والشبع... لكن كثيرين من المؤمنين خرجوا من مصر، ويعيشون في البرية، وبكل أسف سيموتون فيها إذا لم يتوبوا توبة حقيقية عن حياتهم التي كل اهتماماتهم فيها مادية، وكل رغبتهم فيها هو إشباع لذاتهم الجسدية.
وقد كتب بولس الرسول عن هؤلاء هذه الكلمات: "فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ، وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ... وَجَمِيعَهُمْ أَكَلُوا طَعَامًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَابًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ، وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ. لكِنْ بِأَكْثَرِهِمْ لَمْ يُسَرَّ اللهُ، لأَنَّهُمْ طُرِحُوا فِي الْقَفْرِ. وَهذِهِ الأُمُورُ حَدَثَتْ مِثَالاً لَنَا، حَتَّى لاَ نَكُونَ نَحْنُ مُشْتَهِينَ شُرُورًا كَمَا اشْتَهَى أُولئِكَ. فَلاَ تَكُونُوا عَبَدَةَ أَوْثَانٍ كَمَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْهُمْ... وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا. وَلاَ نُجَرِّبِ الْمَسِيحَ كَمَا جَرَّبَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَتْهُمُ الْحَيَّاتُ. وَلاَ تَتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَهُمُ الْمُهْلِكُ. فَهذِهِ الأُمُورُ جَمِيعُهَا أَصَابَتْهُمْ مِثَالاً، وَكُتِبَتْ لإِنْذَارِنَا نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ. إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ" (1كورنثوس 1:10-12).
هناك خطر السقوط خلال الرحلة من مصر إلى كنعان أرض الموعد... خطر السقوط في عبادة الأوثان، وهو الخطر الذي حذر يوحنا الرسول المؤمنين من السقوط فيه إذ قال لهم: "أيها الأولاد احفظوا أنفسكم من الأصنام" (1يوحنا 21:5). وكل شيء، وكل شخص نهتم به ونفكر فيه أكثر من الله هو صنم. ثم يأتي خطر السقوط في الزنى، وخطر أن نجرّب المسيح، وخطر التذمّر، كل هذه الأخطار يجب على المؤمن أن يحترس منها، وقد سقط فيها الكثيرون من بني إسرائيل فلم يدخلوا الأرض الجيدة وسقطوا في القفر.
لم يدخل الأرض الجيدة الموعودة، التي تفيض بالخيرات إلا جيل الصغار واثنان فقط من جيل الذين بأكثرهم لم يسر الله، هما "يشوع بن نون وكالب بن يفنّة" (عدد 38:14) لأنهما اتبعا الرب تمامًا.
فيا أيها المؤمن الحبيب، أين تعيش بعد أن عبرت البحر الأحمر؟ هل تعيش في البرية مكان حيات محرقة وعقارب وعطش حيث لا ماء، أو عبرت نهر الأردنّ ودخلت أرض الامتلاء والشبع والخير الكثير؟
إن بإمكانك أن تحصل على البركة الثانية حين تسلم حياتك كلها تسليمًا كاملاً للرب فيملأك بالروح القدس، ويمتلئ قلبك بالمزامير والتسابيح والأغاني الروحية فتختبر البركة الثانية، وتمتلئ بالشكر للرب كل حين على كل شيء، وتنتصر بقوة دم المسيح الكريم على أعدائك. فليتك تفعل هذا وأنت مقبل على العام الجديد. وكل عام وأنتم بخير.