كانون الثاني - شباط Jan-Feb 2014
"فلا تطلبوا أنتم ما تأكلون وما تشربون ولا تقلقوا" (لوقا 29:12).
القلق هو أحد الأمراض الصعبة الذي إن استبد بشخص ما يحوّل حياته إلى جحيم. أما علاجه فمن أصعب العلاجات لأنه ينبع من داخل الإنسان ويتملك على كل إرادته. والرب يسوع يعلم هذا تمامًا، لذلك أراد أن يكلمنا عن القلق، ويذكرنا أن كل شيء هو بيد إلهنا، وفي الاتكال عليه سلام وراحة لا توصف. لذلك قال لتلاميذه: "مِنْ أَجْلِ هذَا أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ، وَلاَ لِلْجَسَدِ بِمَا تَلْبَسُونَ. اَلْحَيَاةُ أَفْضَلُ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ اللِّبَاسِ".
يعلم الرب أن كل إنسان عرضة للقلق، وما أن يتملك بعض الأشخاص حتى يفسد عليهم سلامهم وراحتهم. قال الرب يسوع: "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم".
أولا: القلق لا يحل أي مشكلة
القلق لا يحل أي مشكلة، بل بالعكس يجعل تركيز الإنسان في الأرضيات؛ بما يأكل ويلبس وينسى الرب الذي خلق الجميع.
أعطانا الرب يسوع أمثلة عن اهتمام الرب بمخلوقاته كالغربان وزنابق الحقل... فالله يعولها جميعًا، فهى لا تقلق على أكلها أو لبسها.
ثانيًا: القلق لا يغير شيئًا
القلق أيضًا لا يغير مما يحدث أو سيحدث، بل بالعكس إنه يفقد الشخص مقدرته على التركيز لحل مشاكله، ويفقده القدرة على الإنتاج. ومع كل هذا لا يستطيع أن يغير شيئًا. فالرب يسوع قال: "ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعًا واحدة".
فما هو العلاج؟ العلاج هو في الاتكال على الرب فهو يريد أننا نثبت إيماننا فيه ونتكل عليه فقط وهو يجري كل شيء. فإذا انشغلنا عنه بأشياء أخرى، فسنبتعد عنه بالذهن والفكر، وذلك يؤدي بنا إلى الفتور الروحي، مما يسمح لإبليس بالسيطرة على حياتنا، ويزيد من قلقنا وألمنا. ولذلك قال الرب يسوع: "فلا تطلبوا أنتم ما تأكلون وما تشربون ولا تقلقوا".
إنه يعلم تمامًا أن القلق يتعب حياتنا جسدًا وروحًا. الرب يريدنا أن نركز نظرنا عليه ونضع كل ثقتنا فيه لأن الحل لكل المشاكل والاحتياجات هو من عنده هو ولذلك قال المسيح: "فإن هذه كلها تطلبها أمم العالم. وأما أنتم فأبوكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه".
"بل اطلبوا أولا ملكوت الله وهذه كلها تزاد لكم". "لأنه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم أيضًا".
الرب يطلب أن نعطيه كامل قلوبنا ونترك كل شيء عليه. فقد قال: "يا بني أعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي".
والخلاصة: إن علاج القلق هو عنده فقط، الرب إلهنا صالح ولا يترك أولاده في احتياج. "ألقِ على الرب همك فهو يعولك".
