Voice of Preaching the Gospel

vopg

أذار March 2014

مقتطفات من كتاب: "معجزات الإيمان
في حياة لليان تراشر"
تركت لليان تراشر وطنها، وأسرتها، وخطيبها. تركت أصدقاءها والمباهج العالمية في أميركا، وصممت بأن تطيع صوت الله ولو كلفها ذلك تحمّل المصاعب في أرض غريبة وفي وسط جماعة من المساكين، لأنها تجد السعادة في مسح القذى من عين طفل أو تقديم الطعام لأرملة جائعة، أو حياكة جلباب لولد عار، أكثر من السعادة الموهومة التي يمكن أن تقدمها الدنيا في ربوع بلادها الحالمة.
ومع أنها هجرت أسرتها، فحرمت من هناء الحياة العائلية، ولم تنعم بجمال الحياة الزوجية، وبلذة الأمومة الطبيعية، إلا أنها كانت تسعد عند سماعها الآلاف من أبنائها في أسرتها الكبيرة يدعونها بهذا اللقب الحبيب إلى قلبها: "ماما لليان".

ماما لليان تسرد قصة ملجأها

بعد مضي ثلاثة شهور على وصولي البلاد المصرية، طلب مني بعضهم أن أزور امرأة قد أشرفت على الموت، وذهبت لأجدها ملقاة على فراشها في غرفتها المظلمة الحقيرة، لا يشاركها فيها أحد سوى طفلها الذي لم يبلغ من العمر سوى شهور قليلة. وكان الطفل يشرب اللبن من إناء قذر مصنوع من الصفيح، ورأيت أن اللبن قد أنتن واخضرّ لونه، والطفل يشرب دون أن يلاحظ أحد تلك السموم التي تملأ اللبن وتنتقل إلى جسم الطفل الصغير. وبعد فترة قصيرة قضيتها بجوار الأم المحتضرة، أسلمت روحها إلى خالقها بعد أن سلّمت الطفل إليّ أنا. فحملته معي إلى بيت المرسلات الذي كنت أسكن فيه للعناية به. كانت ملابسه البالية التي تحيط بجسمه الصغير كأنها حيكت عليه، وكان من الصعب خلعها لدرجة أنني استعنت بالمقص لخلعها عنه حتى ألبسه ثيابًا جديدة. وبالرغم من أن الطفل اغتسل بالماء الساخن عدة مرات إلا أن الرائحة الكريهة لم تُزل تمامًا إلا بعد مرور بضعة أيام. وكانت صرخات الطفل المتألم من المرض عالية مزعجة، مما أقلق راحة المرسلات طوال الليل، فالتمسن مني أن أريحهن من صياح الطفل، وأن أتخلص منه بأية طريقة. فكيف يكون هذا؟
لكنني بدلاً من أن أترك طفلي، تركت بيت المرسلات واستأجرت بيتًا مقابل جنيهان ونصف شهريًا، وكان هذا البيت نواة الملجأ. وكأنما أراد الله أن يكون بكاء الطفل، وتذمّر المرسلات هو الدافع الذي جعلني أبدأ هذه النواة الصغيرة للعمل الكبير الذي أراده الرب: إذ أنه لولا بكاء الطفل وتذمّر المرسلات لعاش الطفل معنا في بيت المرسلات ولما فكرت في تأسيس الملجأ.
وهكذا ذهبت مع طفلي إلى البيت الجديد في 10 شباط سنة 1911 الذي يمكن اعتباره يوم ميلاد الملجأ.
أصبح الملجأ اليوم مؤسسة ضخمة مزدحمة يضم كثيرًا من الأبنية. فهناك المدرسة والمستشفى، والمباني الخاصة بالأولاد والبنات، وقسم الرضع والأطفال، والمزرعة، وحمام السباحة، وماما لليان تعتز كثيرًا بمبنى آخر هو في نظرها أهم مبنى. إنه مبنى الكنيسة التي تجتمع فيها أسرة الملجأ لعبادة الله وشكره، وهي تتسع لأكثر من ألف شخص.
والعجيب أن ماما لليان لم يكن لديها من المال ما يكفي لإتمام العمل عندما تشرع في إقامة أحد هذه الأبنية. ولكن الله كان في كل مرة يدبر الأمر فلم يتوقف العمال مرة بسبب عجز في المال.

ثمانية آلاف نفس تختبر قوة الصلاة

حدث مرة أن حصلت أزمة فلم يكن في الملجأ أي نقود، ولم يكن هناك أمل في وصول اي تبرعات سريعة. فكرت لليان في اتخاذ إجراء جديد، رفضت أن تستدين. دعت أولادها وبناتها إلى الكنيسة وصارحتهم بالحالة وقالت لهم أنها قررت أن ترسل كلاً منهم إلى قريبه أو إلى أحد الأصدقاء حتى تنفرج الأزمة، ووعدت باستدعائهم مرة ثانية عندما يرسل الرب مالاً يكفي لمطاليبهم. إلا أن هذا الإعلان كان له وقع كبير وأثر بالغ. فإذا بالكل يصرخون في وقت واحد، ويصيحون ويبكون. وإذا بالجميع يرفعون صلاة حارة لم يصلوا مثلها من قبل. وبعد الصلاة عدلت لليان عن قرارها، وقالت أنها سوف تترك الأمر لتدبير الله. واتفق الجميع على انتظار الرب. وفي صباح اليوم التالي وصل الملجأ مبلغ عشرين جنيهًا، ثم توالت التبرعات من جميع أنحاء البلاد ومن الخارج.
وتقول لليان أن الرب سمح بهذه الأزمة لأنه يريد أن يشترك الأطفال أيضًا معها في حياة الإيمان هذه.

حاجة إلى قطن

"كان بعض الأولاد على وشك النوم على الأسرّة بدون فراش إذ ليس لدينا مال لنشتري به قطنًا جديدًا وفراشًا جديدًا. استدعيت المشرفة على شؤون الأسرّة، فقالت أنه لا توجد أية كمية من القطن متبقية من العام الماضي. فقررنا أن نصلي ونشرك الأولاد معنا في الصلاة... وبعد برهة نظرت من النافذة وإذا بسيارة تحمل بالات كبيرة من القطن - تقدّر ثمنها بحوالي عشرة جنيهات – تقف عند الباب وتبدأ في تفريغ حمولتها التي كانت مرسلة كهدية إلى الملجأ".

الله يدبّر كل الأشياء

"وضع الرب على قلب أحد أولاده المؤمنين من ولاية كنساس في أميركا أن يرسل إليّ تبرّعًا. فذهب إلى البنك وكتب شيكًا ووضعه في خطاب، إلا أنه أخطأ في كتابة العنوان فكتب: "أسيوط – الهند" بدلاً من أن يكتب "أسيوط – مصر". وتعهّد الآب السماوي هذا الخطاب. فإن رجل البريد أخطأ أيضًا فوضع الخطاب بين جملة الخطابات المرسلة إلى مصر بدلاً من وضعه بين خطابات الهند. مع أن كلمة مصر لم تكن موجودة على الظرف من الخارج ولم يتأخر الخطاب يومًأ واحدًا. لست أدري كيف حدث، لكن الذي أدريه أن الله هو الذي يدبّر كل الأشياء ويجعلها تعمل معًا للخير".

الله يستجيب قبل أن ندعوه

حدث أنه لم يكن معي مليم واحد. وكان هناك أحد العمال يحتاج إلى أجرته احتياجًا عاجلاً، وكان اليوم الأربعاء. وهو يريد أن يزور زوجته المريضة في المستشفى يوم الخميس التالي، ويريد أن يشتري لها لوازمها. وصليت إلى الله، وإذا بي أستلم في بريد بعد الظهر خطابًا من اسكتلندا مكتوبًا عليه: "عاجل جدًا". وبداخله شيك بمبلغ جنيه. ويقول الأخ الراسل أنه شعر بلزوم إرسال هذا الخطاب بأسرع ما يمكن، وأن المبلغ الصغير الذي أرسله بداخله هو لي شخصيًا. فالله دفع هذا الأخ إلى إرسال هذا المبلغ في خطاب "عاجل جدًا" قبل أن أحتاج إليه بعشرة أيام لكي يصلني في اللحظة التي احتاجه فيها بالضبط".
نهضات مستمرة نتيجة صلاة الإيمان
في إحدى النهضات كانت هنالك فتاة شريرة جدًا جمعت حولها بعض الفتيات الأخريات، وكوّنت شبه عصابة لإيذاء الأيتام الآخرين ولسرقة بعض الأشياء من الملجأ أو من خارجه. وعندما حصلت هذه الفتاة على الخليقة الجديدة كانت بركة كبيرة لبقية أفراد العصابة فجذبتهم إلى المسيح واعترفن جميعًا بخطاياهن من سرقة وكذب وأصبحت هذه الفتاة تدعو إلى اجتماعات الصلاة وتجيد الترنيم، وتبشر باسم المسيح. وهكذا أخريات وآخرون. ولا زالت قافلة النعمة تسير من الملجأ... اجتماعات كثيرة تعقد... صلوات كثيرة ترتفع... نفوس كثيرة تتجدّد وتتكرّس.
ولا زالت عجلة الإيمان تدور، وستستمر.
"هل يستحيل على الرب شيء" (تكوين 14:18)، "ومن يتكل على الرب فطوبى له". (أمثال 20:16)
فالله ليس إله الماضي فحسب، بل هو إله الحاضر والمستقبل أيضًا. هو هو بنفسه، أمسًا واليوم وإلى الأبد.

المجموعة: أذار March 2014

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

144 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11576782