Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيار May 2014

القس عصام عطا الله"لم يعد المسيح المُقام متاحًا للبشر كسابق عهده قبل موته، فمجيئه بالجسد كان مؤقتًا والغاية منه كانت إتمام عملية الفداء. فبعد قيامته نجده يظهر فجأة لتلاميذه ثم يختفي، وأخيرًا يرتفع مبتعدًا عنهم وصاعدًا إلى السماء".

ما هو يا ترى الهدف من ظهورات يسوع لتلاميذه؟ وما هي براهين القيامة التي يملكها المؤمنون في العصور اللاحقة؟"من العيان إلى الإيمان"لم يظهر يسوع بعد قيامته لأي شخص غير مؤمن، والسبب هو عدم وجود شيء يقوله لغير المؤمنين أكثر مما قاله، ولأنهم بحسب قوله في قصة لعازر والغني لا يؤمنون حتى لو قام واحد من الأموات أمام أنظارهم. لقد ركز يسوع بعد القيامة على معالجة إيمان تلاميذه الذين تلقّوا صدمة قوية لم يصمد فيها إيمانهم، وأصابهم الإحباط واليأس، وتحطمت آمالهم بعد رؤيتهم مسيحهم المنتظر يموت مصلوبًا. ولم يتذكر أحد منهم كلمات يسوع التي سبقت صلبه بأنه سوف يقوم ثانية، والغريب أن من تذكر كلمات يسوع بدقة هم رؤساء الكهنة حيث قالوا لبيلاطس: "يا سيد قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي: إني بعد ثلاثة أيام أقوم فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلاً ويسرقوه ويقولوا  للشعب إنه قام من الأموات" (متى 63:27). أما تلاميذ يسوع فقد هربوا جميعًا ولم يشاركوا حتى في تشييعه ودفنه، بل قام بالعملية "أشخاص ليسوا من رسله وهم نيقوديموس ويوسف الرامي. أما الأكثر محبة وإخلاصًا فهم النساء اللواتي "كن حاضرات عند الصليب، ومن ثم تابعن عملية دفنه وراقبن المكان جيدًا وحضرن عند فجر الأحد "حاملات الحنوط". كانت أجواء الحزن والشك والخوف تخيّم على تلاميذه وهم مختبئون وراء الأبواب المغلقة، لذلك كان جلّ اهتمام يسوع طوال 40 يومًا هو إعادة تأهيل إيمانهم. كانت الغاية من ظهوره المفاجئ واختفائه هو تدريبهم تدريجيًا على الإيمان به فقط بدون رؤيته شخصيًا، كما تفعل أنثى النسر في تدريب فراخها على الطيران حيث ترميهم في الهواء وتتركهم ليحاولوا الطيران لوحدهم. والملاحظ أن كل أدلة وعلامات القيامة الحسية الثلاث: الحجر المدحرج، والقبر الفارغ، والأكفان، والمنديل، إضافة لشهادة النسوة، وظهور الملائكة ويسوع لهن، لم تقنع تلاميذه بتصديق خبر قيامته. لقد تطلب الأمر حضور يسوع في وسطهم شخصيًا لعدة مرات وتقديم دليل محسوس كالأكل والشرب ولمس مكان المسامير والحربة، كما يؤكد سفر أعمال الرسل: "الذين أراهم أيضًا نفسه حيًا ببراهين كثيرة، بعد ما تألّم وهو يظهر لهم أربعين يومًا، ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله". أما البشير مرقس فيسجل توبيخ يسوع لهم: "أخيرًا ظهر للأحد عشر وهم متكئون، ووبّخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم، لأنهم لم يصدقوا الذي نظروه قد قام" (مرقس 14:16). لقد برهن يسوع لتلاميذه أنه حي لكي يبني إيمانهم بشكل راسخ فلا يبقى في قلوبهم مكان للشك، فيصبحون شهود عيان ومثالًا يحتذى لكل المؤمنين لاحقًا. بظهورات يسوع لتلاميذه بعد قيامته نقلهم إلى مرحلة جديدة هي الإيمان بدون رؤيته جسديًا، فهو سيسكن معهم بشخص روحه القدوس بالإيمان فقط. يؤكد بولس لأهل كورنثوس: "إذًا نحن من الآن لا نعرف أحدًا حسب الجسد. وإن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد، لكن الآن لا نعرفه بعد" (2كورنثوس 16:5).
أقوى براهين القيامةعلى الرغم من ضرورة تقديم براهين علمية ومنطقية وقانونية عن قيامة المسيح تشمل أدلة وقرائن، وحيثيات حول محاكمة يسوع وصلبه وقيامته، فإن تلك البراهين تبقى قاصرة لوحدها في الدفاع عن حدث القيامة التاريخي. تبقى هذه الأدلة غير كافية لكل مكان وزمان، فنحن نحتاج في كل عصر لبراهين وأدلة جديدة على قيامة يسوع. هذه الأدلة موجودة في حياة أولاد الله في كل العصور. أي يجب أن يكون المؤمنون "شهود أمناء لقيامة المسيح في حياتهم اليومية". إن أهم براهين القيامة في الكنيسة الأولى هي مجاهرة تلاميذ المسيح وتحوّلهم العظيم من جبناء مرتعدين خلف الأبواب المغلقة إلى رجال شجعان يواجهون الرؤساء والشعب بحقيقة القيامة؛ حيث نرى بطرس في الهيكل يخاطب الشعب بكل شجاعة قائلًا: "ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار، وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل. ورئيس الحياة قتلتموه، الذي أقامه الله من الأموات، ونحن شهود لذلك" (أعمال 14:3). لقد شهد مؤمنو الكنيسة الأولى عن قيامة يسوع بجرأة ومجاهرة عجيبة، وقد ترافقت شهادتهم مع حياة مقدسة وسمعة حسنة عند الناس، "مسبحين الله، ولهم نعمة لدى جميع الشعب" (أعمال 47:2). نجد بولس يعلم أهل كولوسي أن قيامة المسيح ترتبط ببراهين عملية في حياتهم اليومية: "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق، حيث المسيح جالس عن يمين الله... فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض: الزنا، النجاسة، الهوى، الشهوة الردية، الطمع الذي هو عبادة الأوثان" (كولوسي 1:3 و5). وأيضًا يؤكد بولس نفس الفكرة بقوله: "فإذ نحن عالمون مخافة الرب نقنع الناس" (2كورنثوس 11:5). ونجد كذلك بطرس الرسول يعلم عن ضرورة الاستعداد الأخلاقي للدفاع عن مبادئ المسيح: "بل قدّسوا الرب الإله في قلوبكم، مستعدين دائمًا لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم، بوداعة وخوف، ولكم ضمير صالح، لكي يكون الذين يشتمون سيرتكم الصالحة في المسيح، يُخزون في ما يفترون عليكم كفاعلي شر" (1بطرس 15:3-16). إن أقوى شاهد وبرهان على قيامة المسيح هو حياة المؤمنين المستقيمة المؤيدة لرسالتهم وكرازتهم. إن البراهين العلمية والقانونية هي ضرورية ولكنها لا تكفي لإقناع الناس بحقيقة قيامة يسوع، لأن الناس لا يحتاجون فقط لرؤية القبر الفارغ بل لرؤية قبور فارغة، أي مؤمنين قاموا من قبور الخطيئة والموت الروحي، وتغيرت حياتهم، فتحوّلوا من خطاة إلى قديسين.

 

المجموعة: أيار May 2014

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

454 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577343