أيار May 2014
ذهب أحد خدام الرب إلى غابة نائية واختلى بالرب ونفسه يائسة إذ أزمع أن يقدم استقالته. صلى للرب قائلاً: يا سيدي لقد خدمتك سنوات هذه هي ولكن خدمتي غير ناجحة والحضور يتناقص، والعالم يجتذب الناس حتى المصلين، لذلك اقبل اليوم استقالتي. وسمع صوت الرب في داخله:
يا ابني، يا خادمي… لقد قبلت استقالتك لكنني أعددت عقدًا جديدًا لعهد جديد… سأكون معك، سأظهر في ضعفك، ثق في نعمتي عند فشلك، ومحبتي عند انهزامك. إنني لك وأنت لي.
إن الله مستعد أن يعمل معنا للنجاح، ولكنه ينبغي علينا أن نقوم ببعض الخطوات الإيجابية لكي نشبع الجموع الخائرة من حولنا:
أولاً: الترتيب
"أتكئوهم خمسين خمسين"، أو "ليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب". إن الكنيسة المحلية المنظمة تتغلب على كثير من أزماتها كما في سفر الأعمال عند اختيار المسؤولين (1)؛ أو في مواجهة الحاجات الروحية والمادية (2)؛ أو التغلب على حماة الاضطهاد (3 و4)؛ أو تكميل الأمور الناقصة (6)، أو تزويد المراكز التبشيرية بقادة مقتدرين (8-11)، أو التفرغ للصلوات الملحة (12)، أو الاهتمام بالخدمات الامتدادية (13 و14).
كان مخترع مشروب الكوكاكولا يبيعها في إناء كبير يسكب منه حسب الطلب، فتقابل معه رجل وقال له: سأعطيك كلمتين وبهما تستثمر اختراعك في كل العالم فتصير مليونيرا – فقط أعطني مائة ألف ريال. وقبل الرجل هذا العرض ووعد بأن يعطيه هذا المبلغ لما يرى مقدار نفع الفكرة. فقال له عبارة بالإنجليزية في كلمتين ومعناها "ضعها في زجاجات". ونفذ الرجل الفكرة فانتشرت الكوكاكولا في العالم فعلاً.
قال أحدهم: جمال البيت هو النظام، وبركة البيت هي القناعة، ومجد البيت هو الضيافة. كما قيل: إذا نظمت عملك، وفرت نصف وقتك.
إن كنيسة اليوم تريد أن يكون الراعي هو كل شيء، رجل المسؤوليات لكن في الحقيقة كنيسة العهد الجديد (رومية 12) هي كنيسة شركاء الخدمة، كنيسة المعلم والواعظ، المعطي والمدبر، الأنبياء وأصحاب القوات (1كورنثوس 12 و14)، كنيسة الخلية المتعاونة.
ثانيًا: العطاء
"أعطوهم أنتم ليأكلوا"، وإذا أمر فما عليك إلا الطاعة. لا تسأل: كيف؟ "خمسة آلاف ونيف... وخمسة أرغفة وسمكتين". إن مئتي دينار لا تزود الجموع إلا بشيء يسير. هذه ليست مشكلتنا، "افغر فاك فأملأه". إننا نعطي لأنه أعطانا أولاً، ونحبه لأنه أحبنا أولاً.
اشتهر تقي بروح الفرح في كل ظروف حياته، وفي أحد الأيام زاره صديق فقال له التقي: عندي يا أخي حمل ثقيل جدًا. فاستغرب الآخر إذ كان هذا على غير عادة منه، فقال له: حملٌ ثقيل؟ وما الذي جرى، فأجابه: أنت ترى أن الله قد حملني بالبركات المتنوعة لذلك أشعر أحيانًا أنني أكاد أن أُسحق تحت حمل مراحمه الكثيرة.
في بعض جهات الصين يقدمون لبعض الآلهة بقرة يشترط أن تكون بيضاء تمامًا لا نقطة سوداء فيها. ولما يتعب مقدم الذبيحة في إيجاد هذا النوع، بل يعثر على بقرة بها نقطة واحدة سوداء فإنه يذهب ويشتري دهانًا أبيض ويجتهد أن يغطي النقطة السوداء حتى لا تظهر.
ما هو نوع عطائك؟
ثالثًا: الصلاة
"رفع نظره نحو السماء" - هل للشكر أم لتأكيد ضرورة الصلاة؟ هل لنصلي قبل الأكل أم لرفع أنظارنا لمصدر العطاء؟ إن الصلاة ينبغي أن ترتبط على الأقل بثلاثة شروط:
أولها الإيمان، بمعنى التصديق والاعتماد على الرب، أي إيداع الأمر في يد من سيقوم به وعدم القلق فيما بعد بخصوصه، كما قيل إن الزيت والماء عديما الامتزاج، كذلك الثقة والقلق لا يمكن أن يتفقا كقوله "ثقة بالدخول" أو "طهّر بالإيمان قلوبهم".
ويتلو ذلك التسليم أي لا نهتم إلا بأن الله قبل واستلم ما سلمته له، وأنه صار ملكه. "لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود".
وأخيرًا الوعد. "قد واعدت الرب اليوم ... وواعدك الرب اليوم" (تثنية 17:26-19). إنه وعد صادق "نالوا المواعيد"، "بحسب مشيئته". سلم له خبزاتك الخمس فهو أمين.
قيل إن رجلاً كان عليه أن ينزل إلى قاع بئر على حبل مفروض أن يكفي لإيصاله إلى القاع. وخاب ظنه وفزع لما لم تمس قدماه قاع البئر. و لم يعد يقوى على الصعود. وتمسك به حتى سقط من الإعياء. وكان يظن أنه سيلقى حتفه، لكنه سقط على بعد سبع سنتيمترات ووجد نفسه في أمان على قاع البئر الصخري.
إن التكريس يقودنا إلى حياة الراحة.
رابعًا: الاهتمام
"خمسة أرغفة وسمكتان"، غلام صغير، لا تحتقر الأمور الصغيرة أو فكرًا صغيرًا. إن البعض لا يستطيعون أن يقوموا بخدمة الزيارات، لكن يمكنهم دعوة آخرين للكنيسة أو مدرسة الأحد. لا تتنح لعدم كفاءتك "قوتي في الضعف تُكمل". بولس العملاق شعر بضعفه في 2كورنثوس 9:12؛ وإرميا في إرميا 6:1 إذ اعترف بأنه ولد ولا يعرف، أما موسى فقد استعفى عن الخدمة. وهنا تظهر ضرورة تدريب العمال والتلاميذ، فهذه هي خطة الرب لتبيان قيمة الخدمة، والدعوة للاشتراك فيها. قد نحتاج إلى اثنتى عشرة قفة. كما نحتاج إلى تجديد القوة الروحية باستمرار لأن أمامنا نفوسًا جائعة بحاجة إلى مخلص الأجيال يسوع المسيح. إن الفتاة الصغيرة في بيت نعمان السرياني كانت سبب سعادة عائلة محطمة.
خامسًا: التقييم والمتابعة
إن وجود الأعداد في هذه المعجزة، معجزة في حد ذاتها: 50/50، (5) أرغفة و (2) من الأسماك، (5) آلاف، (12) قفة، 200 دينار.
ما هي نتائج خدماتنا الكثيرة وتقاريرنا المتواصلة، وخطتنا المتعمقة؟ إن الحقول قد ابيضّت للحصاد، إن الأعداد سالفة الذكر تبدي أهمية الإعداد والاستعداد، العيان والإيمان، التقييم والتنظيم، الفشل والنجاح، إفلاس البشر وسخاء الله، المحدودية واللانهائية، الجوع والشبع، الخدمة والحصاد. ذهبت امرأة إلى ملكها تطلب تعويضًا عن الخسارة التي أصابتها في سرقة بيتها، فقال لها: لماذا كنت نائمة؟ فأجابته: لأني معتمدة على عناية جلالتكم وسهركم على رعيتكم. فسُرَّ الملك بهذا الكلام سرورًا عظيمًا وأمر بإعطائها طلبها من خزينته الخاصة.
إن ملكنا هو "رب الحصاد" وقد وعد "أنا ساهر على كلمتي لأجريها"، فهو الساهر الحقيقي على رعايتنا وحفظنا وخدمتنا.