Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الأول October 2014

الأخ منير فرج اللهكان يسوع ينتهز كل فرصة ليكون مع تلاميذه ومع الجموع يتحدث إليهم ويعلمهم، وإن رأى فيهم مرضى يشفيهم، أو لديهم احتياج يسدده لهم. كان دائمًا متاحًا لهم، أينما أرادوه وجدوه. كان يعلم أن وقته معهم قصير وما يريد أن يعمله لهم كثير، فكان يستغل كل لحظة ويقتنصها وكل مكان يذهب إليه ليعمل فيه. نراه يصعد إلى الجبل ويجلس لساعات يعلمهم، ويدخل السفينة يتحدث منها. كان حين يدخل بيتًا أو هيكلاً يكلمهم. حتى وهو يسير في الطريق كان يتحوّل إلى من حوله ويخاطبهم. في ذات يوم كان على الطريق خارجًا من أريحا متجهًا إلى أورشليم وحوله تلاميذه وجمع غفير. وكان هناك في جانب من الطريق أعمى جالسًا يستعطي.
ذكر متى أنهما كانا اثنين بينما مرقس حدّد أنه كان واحدًا اسمه بارتيماوس ابن تيماوس.
لوقا أكّد أنه كان واحدًا دون أن يذكر اسمه. ويبدو أنه كان معروفًا جيدًا لمن كانوا يعيشون في أريحا وجوارها حيث يبدو أن كان له مكانًا محددًا مميزًا بقرب باب المدينة على مرأى ومسمع من الداخلين والخارجين. تحديد اسمه ولقبه يوحي إلَّي أنَّه كانت له علاقات وصداقات مع سكان أريحا وزائريها، وكان بينه وبينهم أحاديث يتبادلونها وهم يلقون بالعطايا في حجر ردائه. ولا أشك أن بعض هذه الأحاديث كانت تدور حول يسوع الناصري، ذلك النبي الذي ظهر مؤخرًا يعلّم بشكل وأسلوب مختلف عن الكتبة وكهنة الهيكل، ويعطف على المرضى فيشفيهم والبرص يطهرهم. ولعله كان دائم السؤال عنه من رجال الهيكل مستفسرًا عن أصله، وهل يمكن أن يكون هو المسيا الذي ينتظرونه جيلاً بعد جيل. مناداته ليسوع بابن داود يبرر ذلك، فلم يناده أحد بذلك اللقب قبله.

في هذا اليوم، ووسط ضجيج الطريق، وأصوات العابرين، وحديث الرجال، وثرثرة النساء، وصراخ الأطفال أحسّ برثلماوس ابن تيماوس بأن شيئًا يحدث. حرك رأسه يمنة ويسرة لعل أذنيه تلتقطان ما يفسر ويكشف له ما لا يستطيع أن يراه. بدأ هدير الجموع يقرب منه شيئًا فشيئًا. سأل من يمرون به عما يحدث ولم يحظ بجواب. سمع أصوات الأقدام تجري مبتعدة عنه. رفع صوته بالسؤال، ثم وقف على قدميه ومدّ يديه يلتمس ردًّا على استفساره. علم من أحدهم أن يسوع الناصري قادم وداخل إلى أريحا. أخذ يصرخ بكل ما فيه من قوة ويشير ويلوّح بيديه ويصيح: "يا يسوع ابن داود، ارحمني! يا يسوع ابن داود، ارحمني!"
استمر في صراخه وصياحه وندائه مرة بعد الأخرى، حتى غطّى صوته كل الأصوات التي حوله. حاول بعض المارة أن يسكتوه إلا أنه ازداد صراخًا مناديًا: "يا ابن داود، ارحمني! يا ابن داود، ارحمني!"
ووصل صوته إلى مسامع يسوع فوقف وطلب أن يحضروه إليه. ما أن علم أن يسوع يناديه حتى طرح رداءه بما فيه وجرى نحوه. وصل إلى حيث هو واقف ومثل أمامه وقد توقّف عن الصياح والصراخ. تمهل يسوع ونظر إليه. كل ملامح وجهه وتحركات رأسه وتتابع وحشرجة أنفاسه كانت تترجّى: "يا ابن داود ارحمني".
وعلا صوت يسوع يقول: "ماذا تريد أن أفعل بك؟"
سؤال غريب لم يتوقعه الرجل. ماذا يريد؟! هو أعمى ويسوع يقدر أن يفتح عينيه.
ويسأله يسوع وهو ينظر إليه مخترقًا أعماقه، وعرف ما بداخله من عجز واحتياج ولهفة.
أسرع برثلماوس يرد بتلقائية ودون تردد: "يا سيدي، أن أبصر".
عرف يسوع مقدار إيمانه بقدرته على شفائه ورغبته في ذلك فقال: "اذهب. إيمانك قد شفاك".
رفع الرجل جفنيه، وفتح عينيه، وحرّك مقلتيه، وأبصر! وسار وراء يسوع وتبعه في طريقه وهو يمجد الله.

ووقف يسوع أمام فراش رجل مفلوج منذ ثمان وثلاثين سنة يرقد بجوار بركة بيت حسدا. سأله:
- أتريد أن تبرأ؟
سؤال غريب عجيب يُوجّه إلى رجل ينتظر طوال تلك السنوات نزول الملاك إلى البركة ليحرّك الماء، ويسرع محاولاً أن يكون أول النازلين ليبرأ. بكل استضعاف وعجز أجابه أن ليس له إنسان يساعده. عرف يسوع احتياجه وعجزه واستسلامه لقدره، فقال: "قم، احمل سريرك وامشِ. وحالاً برئ الإنسان".

وأتى إليه أبرص يطلب قائلاً:
- إن أردت تقدر أن تطهرني.
وعرف يسوع مقدار إيمانه فقال:
- أريد فاطهر.
وللوقت ذهب عنه البرص وطهر.
يسوع يريد ويقدر أن يبرئ من يحتاج للإبراء.

يسوع يحبنا ومحبته ليست نمطية مرسومة محددة، محبته لا تخضع لأسلوب واحد وقانون خاص يسيّرها ويحرّكها في اتجاه واحد. محبة يسوع تتعامل معنا حسب تنوعاتنا وحسب تباين شخصياتنا. حين وصل يسوع إلى بيت عنيا بعد موت لعازر خرجت إليه مرثا وقالت له:
- يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت أخي.
لا شك أن يسوع يحب مرثا، وحين واجهته بذلك دخل معها في نقاش عن قيامة الأموات. مرثا كانت لها شخصية عملية واقعية فعّالة ومنجزة. تعامل معها حسب شخصيتها، وأجاب تساؤلها، وأعلن لها أنه هو القيامة والحياة.
وأتت إليه مريم وقالت له نفس كلمات أختها:
- يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت أخي.
لا شك أن يسوع يحب مريم أيضًا لكنه لما سمع كلماتها انزعج بالروح واضطرب وبكى.
بكى يسوع أمام مريم، وأمام الجمع الذي تزاحم أمام قبر لعازر. شخصية مريم كانت مختلفة، سلسة، هادئة، رزينة، ثقتها في يسوع كبيرة، ومحبتها له عظيمة. تعامل معها حسب شخصيتها فبكى.

عزيزي، عزيزتي،
محبة يسوع لك واستجابته لاحتياجك تتّخذ مسارًا حسب شخصيتك. وهو الآن يسألك: "ماذا تريد أن أفعل بك؟ ماذا تريد؟"


ماذا تريد أن أفعل بك؟

كان يسوع ينتهز كل فرصة ليكون مع تلاميذه ومع الجموع يتحدث إليهم ويعلمهم، وإن رأى فيهم مرضى يشفيهم، أو لديهم احتياج يسدده لهم. كان دائمًا متاحًا لهم، أينما أرادوه وجدوه. كان يعلم أن وقته معهم قصير وما يريد أن يعمله لهم كثير، فكان يستغل كل لحظة ويقتنصها وكل مكان يذهب إليه ليعمل فيه. نراه يصعد إلى الجبل ويجلس لساعات يعلمهم، ويدخل السفينة يتحدث منها. كان حين يدخل بيتًا أو هيكلاً يكلمهم. حتى وهو يسير في الطريق كان يتحوّل إلى من حوله ويخاطبهم.
في ذات يوم كان على الطريق خارجًا من أريحا متجهًا إلى أورشليم وحوله تلاميذه وجمع غفير. وكان هناك في جانب من الطريق أعمى جالسًا يستعطي.
ذكر متى أنهما كانا اثنين بينما مرقس حدّد أنه كان واحدًا اسمه بارتيماوس ابن تيماوس.
لوقا أكّد أنه كان واحدًا دون أن يذكر اسمه. ويبدو أنه كان معروفًا جيدًا لمن كانوا يعيشون في أريحا وجوارها حيث يبدو أن كان له مكانًا محددًا مميزًا بقرب باب المدينة على مرأى ومسمع من الداخلين والخارجين. تحديد اسمه ولقبه يوحي إلَّي أنَّه كانت له علاقات وصداقات مع سكان أريحا وزائريها، وكان بينه وبينهم أحاديث يتبادلونها وهم يلقون بالعطايا في حجر ردائه. ولا أشك أن بعض هذه الأحاديث كانت تدور حول يسوع الناصري، ذلك النبي الذي ظهر مؤخرًا يعلّم بشكل وأسلوب مختلف عن الكتبة وكهنة الهيكل، ويعطف على المرضى فيشفيهم والبرص يطهرهم. ولعله كان دائم السؤال عنه من رجال الهيكل مستفسرًا عن أصله، وهل يمكن أن يكون هو المسيا الذي ينتظرونه جيلاً بعد جيل. مناداته ليسوع بابن داود يبرر ذلك، فلم يناده أحد بذلك اللقب قبله.

في هذا اليوم، ووسط ضجيج الطريق، وأصوات العابرين، وحديث الرجال، وثرثرة النساء، وصراخ الأطفال أحسّ برثلماوس ابن تيماوس بأن شيئًا يحدث. حرك رأسه يمنة ويسرة لعل أذنيه تلتقطان ما يفسر ويكشف له ما لا يستطيع أن يراه. بدأ هدير الجموع يقرب منه شيئًا فشيئًا. سأل من يمرون به عما يحدث ولم يحظ بجواب. سمع أصوات الأقدام تجري مبتعدة عنه. رفع صوته بالسؤال، ثم وقف على قدميه ومدّ يديه يلتمس ردًّا على استفساره. علم من أحدهم أن يسوع الناصري قادم وداخل إلى أريحا. أخذ يصرخ بكل ما فيه من قوة ويشير ويلوّح بيديه ويصيح: "يا يسوع ابن داود، ارحمني! يا يسوع ابن داود، ارحمني!"
استمر في صراخه وصياحه وندائه مرة بعد الأخرى، حتى غطّى صوته كل الأصوات التي حوله. حاول بعض المارة أن يسكتوه إلا أنه ازداد صراخًا مناديًا: "يا ابن داود، ارحمني! يا ابن داود، ارحمني!"
ووصل صوته إلى مسامع يسوع فوقف وطلب أن يحضروه إليه. ما أن علم أن يسوع يناديه حتى طرح رداءه بما فيه وجرى نحوه. وصل إلى حيث هو واقف ومثل أمامه وقد توقّف عن الصياح والصراخ. تمهل يسوع ونظر إليه. كل ملامح وجهه وتحركات رأسه وتتابع وحشرجة أنفاسه كانت تترجّى: "يا ابن داود ارحمني".
وعلا صوت يسوع يقول: "ماذا تريد أن أفعل بك؟"
سؤال غريب لم يتوقعه الرجل. ماذا يريد؟! هو أعمى ويسوع يقدر أن يفتح عينيه.
ويسأله يسوع وهو ينظر إليه مخترقًا أعماقه، وعرف ما بداخله من عجز واحتياج ولهفة.
أسرع برثلماوس يرد بتلقائية ودون تردد: "يا سيدي، أن أبصر".
عرف يسوع مقدار إيمانه بقدرته على شفائه ورغبته في ذلك فقال: "اذهب. إيمانك قد شفاك".
رفع الرجل جفنيه، وفتح عينيه، وحرّك مقلتيه، وأبصر! وسار وراء يسوع وتبعه في طريقه وهو يمجد الله.

ووقف يسوع أمام فراش رجل مفلوج منذ ثمان وثلاثين سنة يرقد بجوار بركة بيت حسدا. سأله:
- أتريد أن تبرأ؟
سؤال غريب عجيب يُوجّه إلى رجل ينتظر طوال تلك السنوات نزول الملاك إلى البركة ليحرّك الماء، ويسرع محاولاً أن يكون أول النازلين ليبرأ. بكل استضعاف وعجز أجابه أن ليس له إنسان يساعده. عرف يسوع احتياجه وعجزه واستسلامه لقدره، فقال: "قم، احمل سريرك وامشِ. وحالاً برئ الإنسان".

وأتى إليه أبرص يطلب قائلاً:
- إن أردت تقدر أن تطهرني.
وعرف يسوع مقدار إيمانه فقال:
- أريد فاطهر.
وللوقت ذهب عنه البرص وطهر.
يسوع يريد ويقدر أن يبرئ من يحتاج للإبراء.

يسوع يحبنا ومحبته ليست نمطية مرسومة محددة، محبته لا تخضع لأسلوب واحد وقانون خاص يسيّرها ويحرّكها في اتجاه واحد. محبة يسوع تتعامل معنا حسب تنوعاتنا وحسب تباين شخصياتنا. حين وصل يسوع إلى بيت عنيا بعد موت لعازر خرجت إليه مرثا وقالت له:
- يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت أخي.
لا شك أن يسوع يحب مرثا، وحين واجهته بذلك دخل معها في نقاش عن قيامة الأموات. مرثا كانت لها شخصية عملية واقعية فعّالة ومنجزة. تعامل معها حسب شخصيتها، وأجاب تساؤلها، وأعلن لها أنه هو القيامة والحياة.
وأتت إليه مريم وقالت له نفس كلمات أختها:
- يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت أخي.
لا شك أن يسوع يحب مريم أيضًا لكنه لما سمع كلماتها انزعج بالروح واضطرب وبكى.
بكى يسوع أمام مريم، وأمام الجمع الذي تزاحم أمام قبر لعازر. شخصية مريم كانت مختلفة، سلسة، هادئة، رزينة، ثقتها في يسوع كبيرة، ومحبتها له عظيمة. تعامل معها حسب شخصيتها فبكى.

عزيزي، عزيزتي،
محبة يسوع لك واستجابته لاحتياجك تتّخذ مسارًا حسب شخصيتك. وهو الآن يسألك: "ماذا تريد أن أفعل بك؟ ماذا تريد؟"
ماذا تريد أن أفعل بك؟

كان يسوع ينتهز كل فرصة ليكون مع تلاميذه ومع الجموع يتحدث إليهم ويعلمهم، وإن رأى فيهم مرضى يشفيهم، أو لديهم احتياج يسدده لهم. كان دائمًا متاحًا لهم، أينما أرادوه وجدوه. كان يعلم أن وقته معهم قصير وما يريد أن يعمله لهم كثير، فكان يستغل كل لحظة ويقتنصها وكل مكان يذهب إليه ليعمل فيه. نراه يصعد إلى الجبل ويجلس لساعات يعلمهم، ويدخل السفينة يتحدث منها. كان حين يدخل بيتًا أو هيكلاً يكلمهم. حتى وهو يسير في الطريق كان يتحوّل إلى من حوله ويخاطبهم.
في ذات يوم كان على الطريق خارجًا من أريحا متجهًا إلى أورشليم وحوله تلاميذه وجمع غفير. وكان هناك في جانب من الطريق أعمى جالسًا يستعطي.
ذكر متى أنهما كانا اثنين بينما مرقس حدّد أنه كان واحدًا اسمه بارتيماوس ابن تيماوس.
لوقا أكّد أنه كان واحدًا دون أن يذكر اسمه. ويبدو أنه كان معروفًا جيدًا لمن كانوا يعيشون في أريحا وجوارها حيث يبدو أن كان له مكانًا محددًا مميزًا بقرب باب المدينة على مرأى ومسمع من الداخلين والخارجين. تحديد اسمه ولقبه يوحي إلَّي أنَّه كانت له علاقات وصداقات مع سكان أريحا وزائريها، وكان بينه وبينهم أحاديث يتبادلونها وهم يلقون بالعطايا في حجر ردائه. ولا أشك أن بعض هذه الأحاديث كانت تدور حول يسوع الناصري، ذلك النبي الذي ظهر مؤخرًا يعلّم بشكل وأسلوب مختلف عن الكتبة وكهنة الهيكل، ويعطف على المرضى فيشفيهم والبرص يطهرهم. ولعله كان دائم السؤال عنه من رجال الهيكل مستفسرًا عن أصله، وهل يمكن أن يكون هو المسيا الذي ينتظرونه جيلاً بعد جيل. مناداته ليسوع بابن داود يبرر ذلك، فلم يناده أحد بذلك اللقب قبله.

في هذا اليوم، ووسط ضجيج الطريق، وأصوات العابرين، وحديث الرجال، وثرثرة النساء، وصراخ الأطفال أحسّ برثلماوس ابن تيماوس بأن شيئًا يحدث. حرك رأسه يمنة ويسرة لعل أذنيه تلتقطان ما يفسر ويكشف له ما لا يستطيع أن يراه. بدأ هدير الجموع يقرب منه شيئًا فشيئًا. سأل من يمرون به عما يحدث ولم يحظ بجواب. سمع أصوات الأقدام تجري مبتعدة عنه. رفع صوته بالسؤال، ثم وقف على قدميه ومدّ يديه يلتمس ردًّا على استفساره. علم من أحدهم أن يسوع الناصري قادم وداخل إلى أريحا. أخذ يصرخ بكل ما فيه من قوة ويشير ويلوّح بيديه ويصيح: "يا يسوع ابن داود، ارحمني! يا يسوع ابن داود، ارحمني!"
استمر في صراخه وصياحه وندائه مرة بعد الأخرى، حتى غطّى صوته كل الأصوات التي حوله. حاول بعض المارة أن يسكتوه إلا أنه ازداد صراخًا مناديًا: "يا ابن داود، ارحمني! يا ابن داود، ارحمني!"
ووصل صوته إلى مسامع يسوع فوقف وطلب أن يحضروه إليه. ما أن علم أن يسوع يناديه حتى طرح رداءه بما فيه وجرى نحوه. وصل إلى حيث هو واقف ومثل أمامه وقد توقّف عن الصياح والصراخ. تمهل يسوع ونظر إليه. كل ملامح وجهه وتحركات رأسه وتتابع وحشرجة أنفاسه كانت تترجّى: "يا ابن داود ارحمني".
وعلا صوت يسوع يقول: "ماذا تريد أن أفعل بك؟"
سؤال غريب لم يتوقعه الرجل. ماذا يريد؟! هو أعمى ويسوع يقدر أن يفتح عينيه.
ويسأله يسوع وهو ينظر إليه مخترقًا أعماقه، وعرف ما بداخله من عجز واحتياج ولهفة.
أسرع برثلماوس يرد بتلقائية ودون تردد: "يا سيدي، أن أبصر".
عرف يسوع مقدار إيمانه بقدرته على شفائه ورغبته في ذلك فقال: "اذهب. إيمانك قد شفاك".
رفع الرجل جفنيه، وفتح عينيه، وحرّك مقلتيه، وأبصر! وسار وراء يسوع وتبعه في طريقه وهو يمجد الله.

ووقف يسوع أمام فراش رجل مفلوج منذ ثمان وثلاثين سنة يرقد بجوار بركة بيت حسدا. سأله:
- أتريد أن تبرأ؟
سؤال غريب عجيب يُوجّه إلى رجل ينتظر طوال تلك السنوات نزول الملاك إلى البركة ليحرّك الماء، ويسرع محاولاً أن يكون أول النازلين ليبرأ. بكل استضعاف وعجز أجابه أن ليس له إنسان يساعده. عرف يسوع احتياجه وعجزه واستسلامه لقدره، فقال: "قم، احمل سريرك وامشِ. وحالاً برئ الإنسان".

وأتى إليه أبرص يطلب قائلاً:
- إن أردت تقدر أن تطهرني.
وعرف يسوع مقدار إيمانه فقال:
- أريد فاطهر.
وللوقت ذهب عنه البرص وطهر.
يسوع يريد ويقدر أن يبرئ من يحتاج للإبراء.

يسوع يحبنا ومحبته ليست نمطية مرسومة محددة، محبته لا تخضع لأسلوب واحد وقانون خاص يسيّرها ويحرّكها في اتجاه واحد. محبة يسوع تتعامل معنا حسب تنوعاتنا وحسب تباين شخصياتنا. حين وصل يسوع إلى بيت عنيا بعد موت لعازر خرجت إليه مرثا وقالت له:
- يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت أخي.
لا شك أن يسوع يحب مرثا، وحين واجهته بذلك دخل معها في نقاش عن قيامة الأموات. مرثا كانت لها شخصية عملية واقعية فعّالة ومنجزة. تعامل معها حسب شخصيتها، وأجاب تساؤلها، وأعلن لها أنه هو القيامة والحياة.
وأتت إليه مريم وقالت له نفس كلمات أختها:
- يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت أخي.
لا شك أن يسوع يحب مريم أيضًا لكنه لما سمع كلماتها انزعج بالروح واضطرب وبكى.
بكى يسوع أمام مريم، وأمام الجمع الذي تزاحم أمام قبر لعازر. شخصية مريم كانت مختلفة، سلسة، هادئة، رزينة، ثقتها في يسوع كبيرة، ومحبتها له عظيمة. تعامل معها حسب شخصيتها فبكى.

عزيزي، عزيزتي،
محبة يسوع لك واستجابته لاحتياجك تتّخذ مسارًا حسب شخصيتك. وهو الآن يسألك: "ماذا تريد أن أفعل بك؟ ماذا تريد؟"
المجموعة: تشرين الأول October 2014

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

560 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577910