ما زلنا نتكلم عن الأعمدة الهامة للبيت المسيحي، وقد تكلمنا في الأعداد السابقة عن عمود المحبة ثم عمود الوحدة، والآن سنتكلم عن عمود ثالث وهو الخضوع.
أريد أن أنوّه أولاً أن الكتاب المقدس كما أشار كثيرًا إلى الرجال إلى ضرورة محبتهم لزوجاتهم - وهذا لأننا كرجال نفتقد كثيرًا إلى المحبة العملية وإلى التعبير عنها.
والمرأة بطبيعتها لا تحتاج كثيرًا إلى هذا التحريض لأنها تحب دون مجهود نظرًا لكيانها العاطفي - كذلك أشار الكتاب ونبّه في مرات عديدة إلى ضرورة خضوع الزوجة لزوجها.
تكلم العهد الجديد أكثر من 30 مرة عن الخضوع في مجالات عديدة لا يتّسع المجال للحديث عنها هنا، لكن على سبيل المثال:
الخضوع لله: "فاخضعوا لله. قاوموا إبليس فيهرب منكم." (يعقوب 7:4)
خضوع الشعب للرياسات والسلاطين: "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة، لأنه ليس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله." (رومية 1:13)
الخضوع لكل ترتيب بشري: "فاخضعوا لكل ترتيب بشري من أجل الرب. إن كان للملك فكمن هو فوق الكل." (1بطرس 13:2)
خضوع العبيد للسادة: (أفسس 5:6 وكولوسي 22:3 و1تيموثاوس 1:6) "أيها العبيد، أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة، في بساطة قلوبكم كما للمسيح."
خضوع الكنيسة للمسيح: (أفسس 24:5) "ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح، كذلك النساء لرجالهن في كل شيء."
خضوع الأحداث للشيوخ: (1بطرس 5:5) "كذلك أيها الأحداث اخضعوا للشيوخ، وكونوا جميعًا خاضعين بعضكم لبعض، وتسربلوا بالتواضع، لأن الله يقاوم المستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة."
خضوعنا لبعضنا البعض: (أفسس 21:5) "خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله."
خضوع المرأة في الاجتماعات: (1كورنثوس 34:14) "لتصمت نساؤكم في الكنائس، لأنه ليس مأذونًا لهن أن يتكلمن، بل يخضعن كما يقول الناموس أيضًا." وأيضًا (1تيموثاوس 11:2) "لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع".
خضوع الزوجة لزوجها داخل الأسرة، وهذا هو موضوع حديثنا وهو وارد كثيرًا في الشواهد الآتية: (أفسس 22:5-24 وكولوسي 18:3 وتيطس 5:2 و1بطرس 1:3-6)
خضوع الزوجة لا يعني:
أن تعيش الزوجة خادمة أو أمَة، بل هي في خضوعها أكثر حرية لأن تنفذ كل ما قصده الله لها.
ألا يكون لها رأي أو أن لا تقدِّم مشورة لزوجها (أمثال 26:31، قضاة 21:13-23، تكوين 12:21)
ألا تستخدم قدراتها ومواهبها وإمكانياتها، فلو راجعنا كلام الكتاب عن المرأة الفاضلة في أمثال31 سنجد الكثير مما أظهرته هذه المرأة من إمكانيات ومواهب وقدرات لخدمة أسرتها.
أن المرأة أقل من الرجل، فالرب يسوع كأقنوم الابن في تجسده كان خاضعًا لله الآب، ولا يعني ذلك أبدًا أنه أقل من الآب (1كورنثوس 3:11). "ولكن أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح. وأما رأس المرأة فهو الرجل. ورأس المسيح هو الله."
والآن ننتقل إلى المعنى الصحيح للخضوع:
أن تكون المرأة مُبدعة تحت السلطان المعيَّن لها من الله، وتعمل لصالح زوجها وأسرتها كما نقرأ عن المرأة الفاضلة في أمثال 31.
أن تعترف المرأة برضى بالترتيب الذي وضعه الله في الأسرة (أفسس 22:5) "أيها النساء اخضعن لرجالكنّ كما للرب."
أن تهاب رجلها (أفسس 33:5) "وأما أنتم الأفراد، فليحبّ كل واحد امرأته هكذا كنفسه، وأما المرأة فلتهبْ رجلها."
أن تطيع زوجها وتقدم له الإكرام اللائق (1بطرس 6:3) "كما كانت سارة تطيع إبراهيم داعية إياه "سيدها". التي صرتن أولادها، صانعات خيرًا، وغير خائفات خوفًا البتة."
الخضوع هو زينة الزوجة من قديم الأيام (1بطرس 5:3) "فإنه هكذا كانت قديمًا النساء القدّيسات أيضًا المتوكّلات على الله، يزيّنّ أنفسهنّ خاضعات لرجالهنّ."
دليل قوي على التواضع: (1بطرس 5:5) "كذلك أيها الأحداث اخضعوا للشيوخ، وكونوا جميعًا خاضعين بعضكم لبعض، وتسربلوا بالتواضع، لأن الله يقاوم المستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة."
الخضوع يقود الزوج للمسيح: (1بطرس 1:3) "كذلكن أيتها النساء كن خاضعات لرجالكن، حتى وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة، يربحون بسيرة النساء بدون كلمة."
حالة قلب داخلي فيها يتم قبول وجود سلطة أعلى، مع عدم التردد في التفاعل الإيجابي معها.
التشبيهات الكتابية لخضوع الزوجة لزوجها:
كما تخضع الكنيسة للمسيح (أفسس 24:5) الصفة الواضحة في خضوع الكنيسة للمسيح هي أنها تخضع بكل رضى ونفس راغبة مع علمها أن أمانها وسلامها هما في خضوعها له.
كما للرب (أفسس 22:5) خضوعها لزوجها هو خضوع للرب نفسه. إنه تنفيذ لأمر إلهي صريح من الرب.
كما يليق في الرب (كولوسي 18:3) أي ألّا تتعدى الزوجة في خضوعها لزوجها الطاعة للرب ولكلمته.
الخضوع
يشمل كل شيء متضمنًا مواقف الزوجة وأفعالها وتصرفاتها بسرور وفرح ورضى، أي إنه أسلوب حياتها في كل وقت، وفي كل موضوع، وفي كل مكان (أفسس 24:5) "ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح، كذلك النساء لرجالهن في كل شيء."
من خلال خضوع الزوجة لزوجها تكون قد أظهرت للأسرة قدوة في الخضوع لله.
الخضوع هو مظهر من مظاهر الامتلاء بالروح (أفسس 21:5).
أخيرًا، أريد أن أوجه كلمة إلى أحبائي الأزواج:
تذكّر دائمًا أنك لكي تجعل زوجتك خاضعة لك بكل رضى لا بد أن تكون أنت خاضعًا تمامًا لله، ولقد كان قائد المئة صادقًا وهو يقرّ ذلك المبدأ حين قال في (لوقا 8:7) "لأني أنا أيضًا إنسان مرتّب تحت سلطان لي جند تحت يدي. وأقول لهذا: اذهب فيذهب ولآخر: ائتِ فيأتي ولعبدي: افعل هذا فيفعل". والمعنى الذي أريد أن أوضّحه هنا لأنه تحت سلطان الدولة الرومانية ولأنه خاضع لهذه الدولة فإن مَنْ تحته يخضعون له بناء على سلطانه المستمدّ من خضوعه للدولة.
كن ناضجًا، فعندما تظهر زوجتك أفكارًا جيدة حريّ بك أن تتقبّلها وتعمل بها ما دام ذلك في صالح وخير الأسرة، وهذا ليس ضد مفهوم الخضوع، والكتاب مليء بالأمثلة التي تؤكد هذا الفكر مثل: سارة في تكوين 12:21، وأيضًا امرأة منوح في قضاة 23:13.